إصلاح تروى قصتها
"تلقيت الصدمة فى صمت"، هكذا تبرز "الغزاوى" حالتها عند تلقى خبر الإصابة بالسرطان، معتقدة أنها ستنهار بعد تناول العلاج الكيماوى وبعد تلقيها لـ 15 جلسة علاج كيماوى تؤكد السيدة المنتصرة على مرض السرطان أن أبرز التحديات التى واجهتها هى الأزمات النفسية التى كانت تؤثر عليها سلبا وتجعلها تعانى بصفة أكبر. تستكمل إصلاح العزاوى قصتها "لكننى شعرت بأن هناك من يقف بجوارى بعد أن ذهبت إلى مؤسسة "كانسر سيرفايفر" برئاسة أحمد منصور وإسراء الشربينى حيث أصبحت نفسيتى أفضل لأنهما دائما ما يدعمون المرضى المصابين بالسرطان بأنشطة متنوعة مثل رياضة المشى وركوب الدراجات".
تأثرت نفسية 4 بنات عندما فوجئن بوالدتهن وقد سقط شعرها وتغيرت هيئتها بفعل المرض، وقالت إصلاح العزازى "رفضت الاستسلام للمرض، وبناتى وقفن بجانبى ودعمونى كثيرا ولأنى كنت أعانى من المرض فى المرحلة الرابعة فتم استئصال الثدى بالكامل واستكمل علاجى بجرعات من العلاج الاشعاعى".
الكشف المبكر
وقدمت العزازى، نصائح لكل سيدة وصلت لسن الأربعين ولم يصيبها السرطان بعمل آشعة ماموجرام للكشف المبكر عن سرطان الثدى لتجنب استئصاله وحتى تتجنب مشقة العلاج الكيماوى موضحة أنه بعد جلسة الكيماوى كان جسدها يعرق ولا تستطيع عمل مجهود وكانت تتعرض للغثيان قائلة: "أنا بحب الحياة ولم استسلم بسهولة". وقالت "أنفقت الكثير على علاجى فالعملية وحدها تكلفت 23 ألف جنيه وجلسات الكيماوى بــ 2200 جنيه للجلسة الواحدة وجلسات أخرى من العلاج الإشعاعى، والحمد لله تم شفائى".
العودة إلى ما قبل السرطان
من ناحية أخرى، كشفت الدكتورة حنان الكعكى أستاذ الأمراض الجلدية بطب عين شمس، أن هناك علاجات حديثة تجعل شعر مريضة السرطان يعود لطبيعته خلال 6 أشهر فقط من العلاج، وكذلك إعادة الجلد والأظافر إلى طبيعتها، مؤكدة أن المرأة تعود لجمالها وشكلها قبل الإصابة بالسرطان. وقالت الدكتورة مها راداميس استشارى التغذية العلاجية، خلال احتفال الجمعية الدولية لأورام الثدى والنساء بالشهر العالمى لسرطان الثدى التى اختتمت اليوم فعالياتها، أن التغذية مهمة جدا وظهرت أهميتها فى السنوات الأخيرة، قائلة: "إذا استطعنا توفير الطعام الصحى لأولادنا سنحميهم من الإصابة بالأمراض حيث إن الطعام الصحى المشتمل على الخضار والفاكهة مع تجنب الدهون يحمى من الإصابة بالسرطان".
وكشف الدكتور هشام الغزالى أستاذ الأورام بطب عين شمس ورئيس الجمعية الدولية لأورام الثدى والنساء، عن أن سرطان الثدى لا يصيب النساء فقط ولكن يصيب الرجال أيضا بنسبة لا تتعدى 1%، منتقدا عدم وجود أبحاث خاصة يعتد بها فى هذا الشأن وهو ما جعل الأطباء يتبعون نفس بروتوكول علاج النساء مع الرجال أيضا.
وأعلن رئيس الجمعية الدولية لأورام الثدى والنساء BGICS"" عن أحدث وسائل علاج الأورام فى العالم موضحا أن هناك تطورات علمية كبيرة حدثت فيما يسمى بالعلاج المناعى من خلال تغيير الخلايا المناعية وتحفيزها لمهاجمة الخلايا السرطانية وهو الأسلوب الذى اعتمدته رسميا هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية الـ FDA لما تحققه من نجاحات فى علاج أورام الجلد والرئة والمثانة وجار اعتماده كذلك لعلاج أورام المبيض.
وقال، هشام، إن هناك إجراءات جديدة لرصد حالات الإصابة بسرطان الثدى فى مصر بدقة لبذل الجهود اللازمة للارتفاع بمعدل نجاح العلاج للنسبة العالمية التى بلغت 98%، مشيرا إلى أن الأرقام المتوفرة تشير إلى إصابة 113 ألف حالة سنويا بالأورام السرطانية فى مصر وتصل نسبة الإصابة بسرطان الثدى منها إلى 34 %.
وأضاف أنه ليست هناك إحصاءات دقيقة ترصد معدلات نجاح العلاج غير أنها فى الغالب لا تتجاوز نسبتها 65 % فقط، مضيفا أن الجمعية سوف تتبنى خطة على ثلاثة مراحل للرصد والإحصاء فى هذا المجال على أن تشمل المرحلة الأولى رصد المعلومات بالمراكز والعيادات الخاصة والثانية تشمل كليات الطب ومراكز البحوث العلمية بينما تكون المرحلة الثالثة مخصصة للمستشفيات الحكومية ووزارة الصحة.
وأوضح أن الدلائل البحثية حتى الآن تشير إلى ارتفاع معدل الإصابة بسرطان الثدى للسيدات اللواتى لم يتزوجن مقارنة بالمتزوجات بسبب هرمون الاستروجين الأنثوى الذى يقل استهلاكه لدى غير المتزوجات كما تتسبب أيضا البدانة المفرطة فى زيادة معدل الإصابة بسرطان الثدى والمبايض.
وتناولت الدكتورة رشا كمال أستاذ الأشعة بالقصر العينى فى كلماتها وسائل الكشف المبكر عن أورام الثدي، مشيرة إلى أن هناك 3 محاور أولها هو الفحص الذاتى من جانب المرأة بمعدل مرة واحدة شهريا فى اليوم الخامس من بداية الدورة الشهرية، والمحور الثانى بالفحص الأكلينكى لدى طبيب متخصص أما الثالث فيتم بأشعة الماموجرام مرة واحدة سنويا بعد تجاوز المرأة سن الأربعين.
وقالت أن هناك فحصا جينيا للسيدات التى توجد فى محيط أسرهن سوابق مرضية للكشف عن الاحتمالات المستقبلية لإصابتهن والتعامل معها بالعلاج الهرمونى للوقاية من الإصابة مستقبلا،
مؤكدة على أهمية الاكتشاف المبكر للإصابة بسرطان الثدى لإنجاز علاج سريع وفعال لا تكون له أى آثار جانبية على جمال الثدى.
واستعرض الدكتور عمر زكريا أستاذ جراحة أورام الثدى بالمعهد القومى للأورام أحدث أساليب الجراحات التجميلية بعد إنهاء مرحلة العلاج من أورام الثدى مشيرا إلى أنها تعتمد على مهارة الجراح وتدريبه فضلا عن حجم ووقت اكتشافها، مؤكدا على أن الاكتشاف المبكر للإصابة والتعامل معها ينعكس إيجابيا على درجة نجاح الجراحة التجميلية فيما بعد والتى يتراوح نسبة كفاءتها فى استعادة الثدى لطبيعته ما بين 80 إلى 90 %.
وتحدث الدكتور علاء رجب استشارى الصحة النفسية والأسرية عن أهمية التأهيل النفسى للمصابات لإزالة القلق والخوف منهن، وقال أن ذلك لا غنى عنه لتحفيز قدراتهن المناعية لنجاح العلاج وتحقيق أهدافه، موضحا أن التأهيل النفسى لا يتوقف عند الحالة المصابة فقط ولكن يشمل الزوج والأقارب المخالطين بها وهو جرء ضرورى وحيوى فى كل بروتوكولات العلاج المتبعة فى العالم.
بينما استعرض الدكتور خالد عبد الكريم استشارى الأورام والجراحة الإشعاعية بعين شمس التطور فى وسائل العلاج الإشعاعي، وقال أن جميع الوسائل الحديثة متوفرة بمصر ومنها العلاج بالسكينة الإشعاعية " Cyper Knife" والإشعاع المتغير الشدة وأخر معتمد على " Icrt".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة