ونتذكر جميعاً مشهد الدعاية الانتخابية لبطل الفيلم العملاق فؤاد المهندس وكيف كان يرُوج له بأنه "ابن الدايرة" أى ابن الحى والدائرة الانتخابية وظل هذا المصطلح متداولا سنوات طوال كنوع من الانتماء من المرشح لدائرته، وكيف كان يسوق لشخصيات بعينها طوال تلك السنوات تحت شعار ابن الدايره أياً كانت قدراته أو خبراته أو استعداده للحياة النيابية.
بالطبع مع عودة الحياة الحزبية أواخر أيام السادات ووصولاً لعصر مبارك ظل شعار ابن الدايرة هو الأكثر رواجاً فى اللعبة الانتخابية المصرية.
اختلف الأمر إلى حد كبير وجذرى بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيه وارتفاع نسبة الوعى الشعبى بين جموع المصريين ولم يعد اللعب على مبدأ "ابن الدايرة" "وأنا منكم ولكم".. والعارف بكل مشكلات الدائرة وطبيعتها مجدياً خصوصاً مع التغيير المتكرر لتوزيع وأشكال الدوائر الانتخابية فى 2011 من الأخذ بالوزن النسبى لعدد السكان وتوزيع المقاعد حسب الكثافة السكانية وانحصار فكره نائب الخدمات ليظهر لدينا النائب المشرع والمراقب والصانع للقرار السياسى بعد دستور 2014.
حقيقة لن نستطيع إلغاء فكرة نائب الخدمات نسبة 100% ولكن أصبحت تلك المقولة لا تمثل لدى الرأى العام المصرى سوى نسبة لا تصل لأكثر من 20 مع ازدياد الرغبة فى وجود برلمان مشارك أكثر منه برلمان موافقون وسيد قراره...... إلى آخره.
ومع ظهور نسبة لابأس بها من شباب مصرى واعٍ ومشارك ومثقف ووطنى لديه الرغبة فى خدمة بلده بعيداً عن تلك الشعارات البالية أضحت تلك الشعارات فى خبر كان وأصبح المعيار الأساسى لتقييم المرشح لدى المواطن المصرى هو مؤهلاته الشخصية ومواقفه وخبراته فى العمل الوطنى ورؤيته للمرحلة المقبلة بعيدا عن المصالح الشخصية والحصانة والوجاهة الاجتماعية.
لا شك أننا نأمل جميعاً أن نرى فى البرلمان المقبل نواباً تعمل لصالح مصر بشكل احترافى وسياسى يليق بمصر بعد ثورتين، لنخرج من شرنقة ابن الدايرة.
برلمان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة