روسيا تتجاهل التحذيرات الأمريكية وتواصل شن غاراتها على داعش بسوريا.. الطيران الروسى يستهدف معاقل التنظيم فى مدينة "الرقة".. وأوباما: لن نحول الحرب الأهلية السورية لحرب بالوكالة بين واشنطن وموسكو

واصل الطيران الروسى شن غاراته على مواقع داعش فى سوريا، مستهدفاً اليوم السبت، مواقع بالقرب من مدينة الرقة (شمال)، التى يتخذها التنظيم المتطرف "عاصمة" له، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا تحديها ورفضها لهذه الضربات، فيما تعهد الرئيس الأمريكى باراك أوباما بأنه لن يحول الحرب الأهلية السورية إلى "حرب بالوكالة" بين الولايات المتحدة وروسيا، وقال "هذا ليس نوعا من التنافس بين قوى عظمى على رقعة شطرنج".

وزير الدفاع البريطانى يتهم روسيا بقتل المدنيين فى سوريا

واتهم وزير الدفاع البريطانى مايكل فالون صباح اليوم السبت روسيا بقتل المدنيين خلال ضرباتها الجوية وتدخلها العسكرى فى سوريا، وقال - فى تصريحات لصحيفة "ذى صن" البريطانية - أن "الغالبية العظمى" من الهجمات منذ أذن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بشن غارات فى سوريا، لم تكن ضد تنظيم داعش، ولكن بدلا من ذلك تم "قتل المدنيين" وقوات الجيش السورى الحر "الثائرة ضد النظام الوحشى لبشار الأسد"، على حد قوله، مؤكدا أن التدخل العسكرى الروسى فى سوريا كان لدعم الرئيس الأسد بدلا من مواجهة داعش.

وأضاف فالون أن تدخل روسيا "عقد" الوضع، مشيرا إلى أنه لا يزال يعتقد بأنه على بريطانيا تمديد حملة القصف الخاصة بها للتنظيم من العراق إلى سوريا، وكشف عن أن المعلومات الاستخباراتية العسكرية الأولية تشير إلى أن واحدة فقط من كل 20 قصفا روسيا يستهدف حتى الآن تنظيم داعش، وقال "نحلل الضربات الموجهة كل صباح، الغالبية العظمى ليست ضد داعش على الإطلاق، ولدينا أدلة تشير إلى أنهم أسقطوا قنابل غير موجهة فى المناطق المدنية، وقتلوا المدنيين... إنهم يسقطون القنابل ضد قوات الجيش السورى الحر الذين يقاتلون الأسد"، مؤكدا أن هدف روسيا هو دعم النظام السورى فقط.

وأوضح فالون أن قرار الرئيس الروسى بالضلوع فى الحرب "أدى إلى تعقيد الوضع" ولكنه سيكون خطأ أخلاقيا للمملكة المتحدة بعدم استهداف داعش فى سوريا، فضلا عن العراق، مضيفا "لا يمكننا ترك الأمر للطائرات الفرنسية، والأسترالية والأمريكية للحفاظ على شوارعنا فى بريطانيا آمنة".

وشن الطيران الروسى غارات جديدة فجر اليوم السبت على مواقع داعش بالقرب من مدينة الرقة (شمال)، التى يتخذها التنظيم المتطرف "عاصمة" له، وقال رامى عبد الرحمن المرصد السورى لحقوق الإنسان "استهدفت الضربات الجوية مواقع للتنظيم فى ريف الرقة الغربى وسمع دوى الانفجارات فى المدينة" دون إعطاء تفاصيل اضافية تتعلق بطبيعة المواقع المستهدفة.

ويسيطر داعش على عدد من السدود والمواقع فى محافظة الرقة الشمالية، المعقل الرئيسى للتنظيم المتطرف منذ عام 2013، شن الطيران الروسى للمرة الأولى مساء الخميس غارة على محافظة الرقة غداة بداية تنفيذ ضرباته، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 جهاديا بحسب المرصد.

بوتين أبلغ هولاند أن العمليات الروسية فى سوريا تجرى بمراعاة القانون الدولي

جاء ذلك فيما أعلن دميترى بيسكوف المتحدث الصحفى للرئاسة الروسية أن فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الفرنسى فرانسوا هولاند، خلال مباحثاتهما أمس الجمعة فى باريس، أن العملية التى تنفذها القوات الجوية الروسية فى سوريا تجرى بمراعاة صارمة لمبادئ القانون الدولى وبطلب من القيادة السورية، وأشار إلى أن النشاط الروسى فى سوريا موجه لمكافحة المنظمات المتطرفة الإرهابية مثل "داعش" و"جبهة النصرة" ومنظمات أخرى، وأكد بوتين أن دعم العمليات الهجومية للقوات السورية من جانب الطيرات الروسى تهدف إلى الحفاظ على وحدة أراضى سوريا.

وكشف المتحدث الصحفى للرئاسة الروسية أن الرئيس الروسى أكد لنظيره الفرنسى ضرورة انضمام دول أخرى إلى مركز المعلومات، الذى تأسس فى بغداد مؤخرا لمحاربة الإرهاب، ويضم روسيا والعراق وإيران وسوريا.

وحسبما أفادت وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية، فإن الرئيس الفرنسى أكد لنظيره الروسى استحالة تحقيق تقدم فى سوريا بمشاركة الأسد، وأضاف أولاند، عقب لقاء رباعية (نورماندي)، "عندما تحدثنا مع بوتين حول التسوية السياسية فى سوريا، قلت له إنه من المستحيل تحقيق تقدم فى حال مواصلة المفاوضات مع الأسد".

الولايات المتحدة تدرس تقديم دعم جديد لمقاتلى المعارضة السورية فى مواجهة داعش

من جهة أخرى قال مسئولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تفكر فى تقديم دعم لآلاف من مقاتلى المعارضة السورية ربما بأسلحة وغارات جوية لمساعدتهم فى طرد داعش من جيب استراتيجى من الأراضى السورية يقع بمحاذاة الحدود التركية، ويأتى الدعم الأمريكى لهذه الخطة فى الوقت الذى يقول فيه المعارضون المسلحون المعتدلون فى سوريا والذين دربت ودعمت الولايات المتحدة بعضهم أن الغارات الجوية الروسية استهدفتهم مما أثار توترات بين واشنطن وموسكو.

وقال المسئولون إنه من المرجح اتخاذ قرار فى إطار إصلاح شامل لدعم الجيش الأمريكى للمعارضين المسلحين لمحاربة تنظيم داعش عقب نكسات قضت تقريبا على برنامج "للتدريب والتجهيز"، ويقول المسئولون الأمريكيون إن الاقتراح الذى يجرى دراسته يقضى بدعم الولايات المتحدة وتركيا تجمعا أغلبه من المقاتلين العرب ويضم أفرادا من جماعات عرقية متعددة.

ولا تريد تركيا أن تسيطر قوات كردية على مزيد من الأراضى على الجانب السورى من حدودها. وتشعر تركيا بقلق من طموحات إنشاء دولة كردية مستقلة، ويقول المسئولون أن هؤلاء المقاتلين الذين اقترحتهم تركيا يضمون بعضا ممن خضعوا لتدقيق أمريكى، ولم يُعرف كيف أُجرى تدقيق أمريكى لمقاتلين سوريين كثيرين على الرغم من اعتراف الجيش بمراجعة ما يصل إلى ثمانية آلاف من المجندين المحتملين والذين اعتُبر كثيرون منهم غير مؤهلين للتدريب.

وقال مسئول عسكرى أمريكى لرويترز شريطة عدم نشر اسمه"ليس لدينا مشكلة بشأن ذلك (الاختيار التركي)"، وحذر من أن هذه المسألة مازالت قيد البحث من قبل إدارة الرئيس باراك أوباما، وامتنع هذا المسئول وآخرون أجرت رويترز مقابلات معهم عن تحديد اسماء تلك الجماعات التى لها غالبا مصالح متضاربة فى سوريا، وقال مسئولان أمريكيان أن عدد المقاتلين يبلغ آلافا ولكنه امتنع عن تحديد رقم معين.

والهدف من هذه العملية هو طرد مقاتلى داعش من شريط مساحته 90 كيلومترا من الحدود الشمالية السورية يمتد شرقا صوب مدينة جرابلس السورية الواقعة على بعد 130 كيلومترا شمال غربى الرقة التى أعلنها داعش عاصمة له، وتقع المنطقة غربى نهر الفرات، وقال كريس كوزاك وهو محلل سورى فى معهد دراسات الحرب الذى يتخذ من واشنطن مقرا له أن هذه الأراضى مهمة من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لداعش لأنها تمثل آخر نقطة وصول مهمة للحدود الشمالية مع تركيا.

وقال المسئول العسكرى إن المساعدات الأمريكية قد تشمل كل شىء ابتداء من الضربات الجوية إلى تقديم معدات بل وأسلحة إذا تمت الموافقة عليها، واتفقت تركيا والولايات المتحدة على أخذ هذه الاراضى فى يوليو فى إطار اتفاق تسمح بموجبه أنقرة للولايات المتحدة باستخدام قواعدها لشن هجمات ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وبدأت تركيا أيضا فى شن غارات جوية على أهداف لتنظيم داعش فى سوريا، لكن المسئولين الأمريكيين اعترفوا بعد ابرام الاتفاق بأنهم لم يتفقوا على من هم مسلحو المعارضة الذين سيقومون بدعمهم فى تلك المنطقة. وقال المسئولون أن هذه القضية حُلت على مستوى مبدئى.

وقال مسئولون أمريكيون لرويترز إن مراجعة تجرى قد تسفر أيضا عن تقليص وإعادة تصور برنامج تدريب وتجهيز مقاتلى المعارضة المعتدلة الذى يواجه صعوبات. ونُشر نحو 80 خريجا فى سوريا الآن ومازال عشرات رهن التدريب الأمريكى ولكن وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاجون) توقفت عن سحب مجندين من ساحة القتال السورية خلال المراجعة.

وقال المسئول العسكرى إن إدارة أوباما تدرس فى نفس الوقت احتمال دعم حملة أخرى منفصلة لمقاتلى المعارضة شرقى نهر الفرات تشمل قوات كردية إلى حد كبير.

موضوعات متعلقة..

- أوباما: لن نحول الحرب الأهلية فى سوريا لحرب بالوكالة بين أمريكا وروسيا