اختيار مصرى رائد فضاء بـ"ناسا" يفتح ملف برنامج مصر "المنسى".. علماء يطالبون بإحياء برنامجنا الفضائى.. ويؤكدون:لا يصح أن تسبقنا إسرائيل والهند فى المجال.. وإنشاء وكالة فضاء "ضرورة" ويحتاج لإرادة سياسية

الجمعة، 30 أكتوبر 2015 05:12 ص
اختيار مصرى رائد فضاء بـ"ناسا" يفتح ملف برنامج مصر "المنسى".. علماء يطالبون بإحياء برنامجنا الفضائى.. ويؤكدون:لا يصح أن تسبقنا إسرائيل والهند فى المجال.. وإنشاء وكالة فضاء "ضرورة" ويحتاج لإرادة سياسية رائد فضاء - أرشيفية
كتب محمد محسوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحقق علماؤنا بالخارج والذين بلغ عددهم مؤخرًا الآلاف فى عشرات المجالات، إنجازات عالمية تسطر اسمهم بحروف من نور فى كتب التاريخ، حيث كان آخرهم الدكتور أكرم عبد اللطيف البالغ من العمر 27 عامًا، والذى اختير مؤخرًا للتدريب ببرنامج رواد الفضاء بوكالة أبحاث الفضاء الأمريكية "ناسا"، ليكون بذلك أول مصرى وثالث عربى يحصل على هذا الشرف.

أين برنامج مصر الفضائى؟


الإنجاز الذى أسعد المصريين جميعًا جعلنا نتوقف عنده كثيرًا لنتساءل عن برنامجنا الفضائى؟ ولماذا لم نتقدم فضائيًا حتى الآن ونضاهى الدول الكبرى ونستفيد من علماؤنا؟ وما العائق أمام إنشاء وكالة فضاء مصرية؟

الدكتور محمد رامى المعرى العالم المصرى بوكالة الفضاء الأوروبية وأحد العلماء المشاركين بمهمة الفضاء الشهيرة "روزيتا"، قال أن ترشيح الدكتور أكرم أمين عبد اللطيف لبرنامج وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لتدريب رواد الفضاء، بحيث يكون أول مصرى يتم تدريبه كرائد فضاء، فخر كبير لمصر.

وأضاف الدكتور محمد رامى المعرى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، من سويسرا، أن ما حققه يتطلب مجهودًا كبيرًا، مؤكدًا أنه قدوة لكل من يرغب فى تمثيل مصر.

وشدد على ضرورة أن تهتم مصر فى الفترة المقبلة بالبنية التحتية للمجتمع، وعلى رأسها التعليم، بحيث يتم إنتاج كوادر فى كافة المجالات قادرة على تشريف جهورية مصر العربية.

بهى الدين عرجون: مصر تاخرت كثيرًا


من جانبه قال الدكتور محمد بهى الدين عرجون مدير برنامج الفضاء المصرى السابق والملقب بـ"أبو الفضاء المصرى"، وخبير الأمان النووى، أن مصر تأخرت كثيرًا فى برنامج الفضاء وهذا للأسف يغطى على كل شىء، مضيفًا: "أتمنى أن تُحيى مصر برنامج الفضاء مرة أخرى وتبدأ فيه من حيث توقف، وخلال 10 سنوات فقط سنكون دولة فضائية محترمة".

وأشار "عرجون"، إلى أن معنى ووظيفة رائد الفضاء تختلف كثيرًا عن عالم الفضاء، حيث إن رائد لفضاء يجب أن يتمتع بقدرات صحية وبدنية ونفسية خاصة، مؤكدًا أن تخريج أى دولة لرائد فضاء لا يتعلق بتطور برنامج الفضاء لديها.

وأشار عرجون، إلى أنه عمل بأمريكا لمدة 20 عامًا، ثم عاد إلى القاهرة ليؤسس لبرنامج الفضاء المصرى، ونجح فى البداية لكن البرنامج توقف بسبب الدعم، حيث تم وضع استراتيجية للبرنامج تتمثل فى أن مصر يكون لديها القدرة العلمية والتكنولوجية التى تمكنها من تصنيع أقمارها الصناعية بنفسها وتستخدمها فى الأغراض الخاصة بها، لافتًا إلى أن الهدف كان إطلاق 3 أقمار صناعية بحلول 2017، فتم إطلاق إيجبت سات 1، وهو قمر للاستشعار صنع بواسطة إحدى الدول الفضائية، وشاركت مصر فيه للتدريب والتعلم ونقل التكنولوجيا، وأطلق فى 2007 ثم توقف البرنامج بعد ذلك، حيث كان من المفترص أن يتم البدء فى إيجبت سات 2 بحيث يطلق فى 2012 ثم إيجبت سات 3، والذى سيطلق فى 2017 ثم تبدأ مصر بعد ذلك فى تصنيع الأقمار.

وتابع عرجون: "وكالة الفضاء كيان إدارى وسهل تنفيذه لكن يحتاج لإدارة سياسية وقرار سياسى"، مؤكدًا أهمية اكتساب القدرة على تصنيع الأقمار الصناعية بحيث لا تسيطر أى دولة علينا فى هذا المجال، موضحًا أن مصر تستطيع تصنيع قمر صناعى بـ20 مليون دولار خلال 3 سنوات، قائلاً "أعطونى 20 مليون دولار و3 سنين وأنا أطلق لكم قمر من مصر".

وقال عرجون: "نريد أن نكون دولة لها باع فى الفضاء، فلا يصح أن تسبقنا إسرائيل والهند فى هذا المجال"، مؤكدًا أن استكمال برنامج الفضاء قادر على إدخال مصر خريطة الدول الفضائية.

مسلم شلتوت: يجب إنشاء وكالة الفضاء المصرية


بدوره هنأ العالم المصرى الدكتور مسلم شلتوت الأستاذ بالمعهد القومى للبحوث الفلكية ومسئول ببرنامج الفضاء المصرى، الدكتور أكرم عبد اللطيف قائلاً "إنه لشرف لنا اختيار مصرى للصعود للفضاء وأتمنى أن يكون هناك العديد من المصريين داخل مصر وخارجها مثله، فالملك خالد ابن عبد العزيز ملك السعودية الراحل قال بعدما اختير سعودى كرائد فضاء، إن السعودية لم تعد دولة نامية وأصبحت دولة متقدمة، والسبب هو اختيار الرائد السعودى ".

وأشار شلتوت، إلى أن ناسا بها العديد من علماء الفضاء المصريين والعرب ويجب الاستفادة منهم لدعم برنامج الفضاء المصرى، موضحًا أنه زار جميع المعامل الخاصة بها من معامل الدفع النفاث ثم جرين لاند ثم الجزء الثالث والأهم فى الوكالة وهى قاعدة إطلاق الصواريخ التابعة للقوات الجوية الامريكية، موضحًا أنه حينما زارها فى التسعينيات وجد العديد من الأساتذة والمهندسين المصريين يعملون بالوكالة.

وأوضح أنه فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كانت هناك فرصتان لتدريب الباحثين على عمر معسكرات لهم لاستخدام مكوك الفضاء، والتقى حينها الدكتور فاروق الباز وشرحها له، وحاول "شلتوت" توصيل الفكرة للباحثين المصريين كبداية تأهيل لهم بمعسكرات القوات الجوية المصرية، لكن لم يتقدم للالتحاق بها أى مصرى.

وتابع شلتوت: "هناك عدد من الشروط يجب أن تتوافر فى أى رائد فضاء، وتتمثل فى أن يكون لديه الاستعدادات العصبية والنفسية، بالإضافة إلى ذكائه ودراسته للمجال"، مؤكدًا أن مصر مليئة بالعديد من الرياضيين وأصحاب المقدرة، مطالبا بعمل معسكرات تأهيل لهم بحيث يكون خلال السنوات القادمة لدى مصر قاعدة قوية من المتمكنين فى برنامج الفضاء.

وشدد شلتوت على أهمية أن يدفع هذا الإنجاز مصر إلى التفكير فى إنشاء وكالة الفضاء المصرية، قائلاً "أطالب منذ عام 1995 بإنشاء وكالة فضاء مصرية يكون لها ميزانية كبيرة، وآن الأوان أن يتخذ هذا القرار من جانب القيادة السياسية"، مضيفًا: يجب أن يكون هناك قرار سياسى قوى لتحويل برنامج الفضاء لوكالة فضاء مصرية.

وأنهى شلتوت حديثه، قائلاً "الهند وصلت للمريخ والقمر، فكيف لم نصل إليه حتى الآن، ونحن أحفاد الفراعنة".

فيما شدد الدكتور أبو بكر محمد، مدير هندسة النظم الفضائية ببرنامج الفضاء المصرى، على ضرورة أن تسعى الدولة والقيادة السياسية لتدعيم برنامج الفضاء، من خلال توفير الدعم الفنى والمالى واللوجستى والسياسى له.

وأضاف الدكتور أبو بكر محمد، أنه على القيادة السياسية أن تسرع فى اتخاذ قرار بإنشاء وكالة الفضاء، خاصة أننا نتحدث عن ضرورة إنشائها منذ 17 عامًا، مؤكدًا أن البنية الأساسية لها متوفرة بالفعل والكوادر المصرية قادرة على قيادتها.

ويقيم أكرم عبد اللطيف منذ 7 أعوام فى مدينة ميونيخ بألمانيا، أى منذ كان عمره 20 سنة تقريبًا وما زال مصرى الجنسية ولم يستبدلها بالألمانية، وهو من حى مصر الجديدة فى القاهرة، وتم اختياره لبرنامج علمى تابع لمنظمة "فور هاير" التى تدرب المتحمسين لأن يكونوا رواد فضاء، من دون أن تشترط الجنسية، وتهدف من برنامجها غير الربحى، إلى إرسال رواد بدءًا من 2017 لإجراء بعض التجارب العلمية.

وتقدم إلى برنامجها مئات المرشحين من جنسيات مختلفة، وكل منهم كان يأمل أن تنتهى المنافسة باختياره، واختار القائمون على البرنامج 11 من بين المئات المتقدمين هم 9 أمريكيين وكندى، ومعهم العربى والمسلم والمصرى الوحيد أكرم عبد اللطيف المتزوج من مصرية.

ودرس أكرم أمين عبد اللطيف، فى الجامعة الألمانية بالقاهرة، وتابع دراسته بدًءا من 2009 بمدينة شتوتغارت بألمانيا، فحصل على بكالوريوس بالاتصالات، وبعدها حصل من معهد "توم" الألمانى على ماجستير بهندسة الطائرات، وعلى ثانية بتكنولوجيا علم فضاء منحنى الأرض من جامعة ميونيخ التى نشرت تقريرا قبل مدة، وأشادت به ليكون ضمن البرنامج الهادف إلى إرسال رائد أو رائدين فى رحلة كل مرة، ممن سيقومان بتجارب علمية مختلفة، وعلى ارتفاع أقصاه 130 كيلومترًا عن الأرض.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة