بالتأكيد لا يعلم القائمون على "حديقة الأسماك" الواقعة فى الزمالك أن الجبلاية مكونة من "شعب مرجانية" لأنهم لو علموا ما هم مسئولون عنه ما ارتكبوا هذه الكارثة.. وإذا كان الخديوى إسماعيل يعلم قبل طلبه من مدير متنزهات باريس بإحضار أحد الخبراء لتصميم حديقة، لتكون على شكل جبلاية، إننا سنقوم بقدرة قادر بمحو معالمها تمامًا بطرق عشوائية لما فعل ذلك.
فى كارثة أثرية جديدة بطلها الإهمال واللامبالاة، من قبل أشخاص لا يقدرون قيمة الأثر، تشهد حديقة الأسماك بالزمالك تشويها متعمدًا، و"اليوم السابع" انتقل إلى هناك ليكشف مظاهر هذا التشويه لمعالم الجبلاية الأثرية التابعة لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية، والقيام بطمس معالمها باستخدام الأسمنت الأسود، فعندما تقترب من المكان تجد اختفاء تجزيعات الشعب المرجانية التى استبدلت بطلاء الأسمنت لتشعر وكأنك تقترب من جبل أسمنتى أسود ليس له معالم على الإطلاق، وانحصر استخدام المنطقة للقاء العشاق بداخلها، والغريب أيضًا أنك عندما تعبر من البوابة بعض قطع تذكرة قيمتها 5 جنيهات ليتفحصها رجل يجلس على مقعد أمام مدخل البوابة الرئيسية، لنعبر البوابة متجهين إلى الجبلاية يقع نظرك على لافتة ناحية اليمين مدون عليها "التزم بالسلوك الحضارى عند زيارتك للحديقة"، وعند الانتهاء من قراءة آخر حرف بها تصطدم بالواقع المرير، الجبلاية الأثرية عبارة عن جبل من كتل الأسمنت تم طلاؤها به لتختفى معالمها الأثرية تماماً.
ويعود تاريخ الحديقة إلى العام 1867، عندما طلب الخديوى إسماعيل من مدير متنزهات باريس إحضار أحد الخبراء لتصميم حديقة، تكون على شكل جبلاية، وتتكون الحديقة من مدخل من فتحتين تشبه فتحة خياشيم السمك وخلفها منطقة البهو، وفى جانب الفتحتين يوجد زعنفتان جانبيتان خلفهما ممرات الحديقة الأربعة، أما الجبلاية من الداخل فقد روعى عند تصميها أن تكون على شكل ممرات أو تجاويف داخل شعاب مرجانية تقبع فى باطن البحر، فإذا ما نظرت إلى سقف أحد الممرات ستجده وكأنه واحد من بين تجاويف أخرى صنعتها الأمواج وهى تصاميم تعزف ألحانًا عند مرور الهواء بها تشبه إلى حد كبير حركة الماء وذلك من خلال حركة الهواء المندفع من المداخل الأربعة متنقلاً بين الكهوف، كما توجد خارج الجبلاية ممرات تفصل بين مسطحات خضراء تحتوى على أشجار نادرة جلبت خصيصًا من مدغشقر وأستراليا وتايلاند حيث الغابات النادرة، التى تتميز بها هذه المناطق، وفى الأماكن المظلمة من الممرات يتم تسليط النور الكهربائى بطريقة فنية رائعة.
كارثة أثرية وأخلاقية.. تدمير حديقة الأسماك بالأسمنت الأسود.. طمسوا المعالم التاريخية والشعاب المرجانية النادرة.. وتركوا الحوائط والأحواض مرصعة بالألفاظ النابية
السبت، 31 أكتوبر 2015 09:10 ص
جانب من الحديقة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
اليوم السابع
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر
يا امه ضحكت من جهلها الامم
عدد الردود 0
بواسطة:
مشكلة شعب اغلبوة من الهمج
مشكلة شعب اغلبوة من الهمج
مشكلة شعب اغلبوة من الهمج