وائل السمرى يكتب: مصر التى فى الـ mbc متسولة قبيحة حقيرة.. فضائيات تقدم المصرى بلطجيا أو متسولا أو داعرا.. وقناة الجزيرة بكل جرائمها لم تتجرأ على احتقار المصريين مثل قنوات المال السعودى

السبت، 31 أكتوبر 2015 03:06 م
وائل السمرى يكتب: مصر التى فى الـ mbc متسولة قبيحة حقيرة.. فضائيات تقدم المصرى بلطجيا أو متسولا أو داعرا.. وقناة الجزيرة بكل جرائمها لم تتجرأ على احتقار المصريين مثل قنوات المال السعودى أبو حفيظة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقيم السعودية الدنيا ولا تقعدها إذا انتقدتها مقالة أو عارضها كاتب أو حققت صحيفة فى ممارساتها وسياستها، وخير مثال على هذا ما فعلته حينما انتقدها الكاتب الكبير إبراهيم عيسى، فلم تطق السعودية أن يتناولها كاتب فى برنامجه وأن يحذر من الانجراف نحو التأييد المطلق لهذه الدولة، وأن يدافع عن سيادة مصر سياسيا وفكريا وحضاريا وإقليميا، وشنت عبر صحفها المملوكة للدولة هجومًا حادًا على الكاتب ولم تكتف بذلك، وإنما صعدت من اعتراضها عليه عبر الشكوى من برنامجه لصناع القرار سواء فى الإدارة المصرية أو فى الفضائيات التى تناولها عيسى فيها بالنقد أو الهجوم، وفى الحقيقة فإن هذا هو نهج المملكة العربية السعودية فى التعامل مع الإعلام العربى، إذ لا تطيق المملكة أى كلمة تقال فى حقها إلا إذا كانت مدحًا، ولا تفهم فى لغات الإعلام سوى لغة النفاق والتزلف، والغريب بعد كل هذا أن صحف المملكة وقنواتها لا تتورع عن مهاجمة مصر وشعبها ووصفها بأبشع الصفات.

لا تفرق السعودية بين "الإعلام المصرى" و"الدولة المصرية" فتتعامل مع جميع وسائل الإعلام المصرية باعتبارها لسان حال الدولة، ووفقا لهذا المنطق يجب علينا أن ننتبه إلى ما تحمله القنوات ذات رأس المال السعودى من توجيه مباشر يستهدف تحقير مصر وشعبها، إذ لم يكتف هذا الإعلام الموجه بانتقاد مصر وتصوير شعبها فى صورة "حفنة متسولين"، وإنما تريد أن تنقض على دور مصر الإعلامى فى العالم العربى عبر السخرية وهو ما ظهر جليا فى برنامج "أسعد الله مساءكم" الذى يقدمه الإعلامى أكرم حسنى الشهير بأبو حفيظة، فكلاسيكيات السينما المصرية أصبحت فى برنامجه "فيلم قديم ومصدى" والريادة أصبحت فى أغنية "قديم متيبس" والمصرى فى تصوره "متقنعر وبيتمريس" وقنوات النيل أصبحت "مهموز قنوات النيل لبسينه الصبح وبالليل" وأصبحنا نحن "لسه عايشين فى الماضى بيقولو فى أى كلام فاضى".

هذه هى مصر كما يراها الإعلام السعودى الذى يعمل للأسف بعقول مصرية وأيادٍ مصرية، والأنكى من كل هذا هو أن أبو حفيظة اختار أغنية ذات بعد وطنى كبير ليبث من خلالها تفاهاته عن مصر، تلك الأغنية هى أغنية "المصرى" التى لحنها عمر خيرت وكتب كلماتها الشاعر الكبير جمال بخيت وأخرجها المخرج العالمى الراحل يوسف شاهين، وفى الحقيقة لم يقف أبو حفيظة وحيدا فى هذا التوجه الزائف ومن يطالع سلسلة إعلانات قنوات أم بى سى سيجد أنهم يجتهدون فى تصوير المصرى وكأنه متخلف عقليا أو مغيب عن الوعى، فمن يشاهد هذه الإعلانات سيتأكد من أن السعودية تريد استبدال الصورة الذهنية عن المصرى فى المجتمعات العربية، فبدلا من أن تقدم المصرى فى صورة المعلم أو الفنان أو العالم تقدمه فى صورة البلطجى أو المتسول أو الداعر.

هنا لنا الحق أن نتساءل: لماذا يفعل الإعلام السعودى كل هذه الأفعال ثم فى النهاية يدعى أنه يقف مع مصر والمصريين؟ ثم لنا الحق أيضا أن نتساءل: أى مصرى تريدون نصرته؟ هل هو المصرى صانع الحضارة أو المصرى بواب العمارة؟ وأى صورة تريدون ترسيخها عن مصر؟ هل هى مصر الحقيقية التى مازالت قادرة على الوقوف على قدميها برغم كل الضربات التى تتعرض لها أم مصر المتهالكة "المصدية" كما يقول أبو حفيظة؟

نعم بالتليفزيون المصرى مشكلات عديدة، كما أن بالشخصية المصرية مشكلات أكبر، لكن ما لا يجب أن نمرره هاهنا هو أن مكان طرح هذه المشكلات هو الإعلام المصرى وليس الإعلام الأجنبى، فقناة الجزيرة برغم كل الجرائم التى ارتكبتها فى حق مصر لم تتجرأ يوما وتحقر الشعب المصرى مثلما تحقره قنوات السعودية، والمصريون العاملون فى قناة الجزيرة برغم خيانة بعضهم وحقارة البعض الآخر لم يستطيعوا فى يوم الأيام أن يصف مصر تراث مصر السينمائى بأنه "مصدى" أو يصف المصرى بأنه "متقنعر وبيتمريس" والسؤال هنا هو: ما هو موقف السعودية إذا قامت قناة مصرية برصد المشكلات الاجتماعية فى السعودية أو خصصت عدة حلقات لبحث مشكلات نسب الفقر فى السعودية أو تساءلت عن مدى التفاوت الرهيب بين الطبقات الاجتماعية فى المملكة؟




موضوعات متعلقة


خالد صلاح عبر تويتر: التليفزيون المصرى علّم الدنيا بحالها ومن الوضاعة أن يُشتم من قناة سعودية تعمل بمصر.. مالك mbc عليه أن يعتذر.. وإذا لم يتحرك عصام الأمير ستفعلها الجماعة الصحفية


هل صار النجوم المصريون عبيدا لدولارات الـ"إم بى سى"؟ ولماذا يلهث وراءها "المعلنون".. الشعب المصرى ثار لـ"فتاة المول" ولم يغضب من سخرية القناة على بلدهم؟..هل يسمح "ماسبيرو" بالتهكم على تلفزيون المملكة؟










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة