أخطر وثائق سربها عميل الأمن القومى "إدوارد سنودن" تكشف تجسس أمريكا على العالم.. تتبع هواتف رؤساء الدول.. اختراق أجهزة حكومية صينية.. الوصول إلى مراكز بيانات جوجل وياهو.. التنصت على الهواتف حتى المشفرة

على مدار العامين الماضيين تمكن العميل السابق لوكالة الأمن القومى الأمريكى "إدوارد سنودن" من الحصول على شعبية جارفة حول العالم، وأصبح حديث وكالات الأنباء واعتبره البعض هو الشخص الذى تخشاه الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا بعد أن سرب مجموعة من الوثائق الهامة والخطيرة التى حصل عليها أثناء عمله فى الوكالة قبل هربه واللجوء إلى روسيا، وهذه الوثائق تسببت فى اتهامه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بالتجسس، وخوفا من تهديده المستمر بالكشف عن مزيد من الوثائق والأسرار الخطيرة، حاولت الوكالة التواصل معه من أجل التوقف عن النشر مقابل مسامحته على ما فعله ولكنه رفض وأعلن التحدى واستمرار النشر.

واليوم خلال مقابلة أجراها إدوارد سنودن مع بى بيس ى موسكو كشف عن تفاصيل خطيرة ووثائق هامة عن تجسس وكالة الأمن القومى الأمريكى، ونرصد لك أخطر ما تم الكشف عنه خلال الفترة الماضية وما أعلنه اليوم.

- الوكالة الأمريكية تتجسس بالكامل على مواقع التواصل

وثائق وكالة الأمن القومى التى حصل عليها سنودن كشفت أن الوكالة الأمريكية تستخدم برنامج بريزم لجمع بيانات المستخدمين من مايكروسوفت وجوجل والفيسبوك، سكايب وغيرها من شركات الإنترنت الكبرى، وهو يسمح للمحللين من وحدة تكنولوجيا الخاصة بها الحصول على ملفات الصوت والفيديو، والبريد الإلكترونى، والصور، والوثائق وسجلات الاتصال الخاصة بالمستخدمين ومراقبتهم على الإنترنت بشكل كامل.

- جمع سجلات يومية من هواتف المستخدمين

كشفت وثيقة هامة حصل عليها سنودن عن أن وكالة الأمن القومى حصلت على أمر من محكمة سرية أمريكية بجمع سجلات البيانات الهاتفية اليومية من شركات الهواتف فى الولايات المتحدة، من أجل جمع البيانات المتعلقة بجميع المكالمات المحلية والدولية التى تم إجراؤها من داخل الولايات المتحدة، وهذا يساعد المخابرات الأمريكية فى تتبع الاتصالات من الإرهابيين المعروفين أو المشتبه بهم، وبعد التسريبات وهياج الرأى العام أمر الرئيس باراك أوباما بإجراء تغييرات تهدف إلى تقييد البيانات التى تم جمعها والطريقة.

- التجسس على دول أخرى

من أهم ما كشف عنه ادوارد سنودن هو تجسس وكالة الأمن القومى الأمريكى على العديد من زعماء العالم والحكومات الأجنبية حول العالم، وذكرت بعدها صحيفة دير شبيجل الأسبوعية الألمانية عن وكالة الأمن القومى الأمريكية تتجسس على 122 شخصا على الأقل من زعماء العالم، مثل المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل والرئيس ديلما روسيف فى البرازيل، والمكسيكى السابق الرئيس فيليبى كالديرون، ووزير الخارجية الفرنسية.

- التعاون مع بريطانيا للتجسس

وفقا لموقع bbc البريطانى فإن أحد الوثائق يثبت أن الوكالة تطورت برنامج لجمع البيانات الضخمة اسمه Tempora الذى يدار من قبل مقر الاتصالات الحكومية البريطانية (GCHQ) بالتعاون مع وكالة الأمن القومى، وهو يقوم بجمع البيانات من ألياف الإنترنت ويصل إلى محتوى البريد الإلكترونى، وسجلات المكالمات الهاتفية، ومداخل الفيسبوك وسجل تصفح الإنترنت، وأظهرت الوثائق المسربة أنه اعتبارا من مايو 2012، وكالة الأمن القومى كلفت 250 من المحللين للعكوف على البيانات التى تم جمعها عن طريق Tempora.

- التصنت على الهواتف

أظهرت التسريبات أنه بالإضافة إلى جمع البيانات الوصفية الخاصة بالهواتف والإنترنت، وكالة الأمن القومى قادرة أيضا على الوصول إلى البيانات مباشرة من أجهزة البلاك بيرى والهواتف آى فون، والأندرويد حتى وإن كانت مغلقة، والوصول إلى البريد والرسائل وسجل التصفح وكافة البيانات التى يريدون الحصول عليها.

- اختراق 50 ألف كمبيوتر حول العالم

تمكنت وكالة الأمن القومى NSA من اختراق ما لا يقل عن 50000 من أجهزة الكمبيوتر فى جميع أنحاء العالم عن طريق البرامج الضارة المتخصصة المشار إليها باسم implants، وكشفت الوثائق أن هذه البرامج يتم زرعها كخلايا نائمة يمكن تنشيطها فى أى وقت مع بنقرة واحدة.

- السيطرة على مراكز بيانات جوجل

كشف إدوارد سنودن أن وكالة الأمن القومى تمكن من التسلل إلى وصلات ربط مراكز البيانات ياهو وجوجل، دون معرفتهم، وبعدها أعلنت شركة جوجل وياهو عن خطط لتعزيز وتشفير هذه الروابط لتجنب هذا النوع من المراقبة، وحتى موظف أمن جوجل وقال على حسابه فى Google+ ما يؤكد على هذه العملية.

- التجسس على الرسائل النصية

قال سنودن إن وكالة الأمن القومى، لديها شعار غير رسمى وهو "جمع كل شىء" وهى تقوم بالحصول على 200 مليون رسالة نصية كل يوم فى جميع أنحاء العالم من خلال برنامج يسمى Dishfire، وتعتبر بالنسبة للوكالة هامة للغاية لجمع أنواع مختلفة من البيانات الشخصية، وكشفت وثائق أخرى أيضا أن وكالة الأمن القومى يمكنها "بسهولة" فك تشفير الهاتف المحمول، والوصول إلى محتوى المكالمات والرسائل النصية.

- عمليات اختراق ضد الصين

بعد فراره إلى هونج كونج قال ادرود سنودن لصحيفة South China Morning Post إن وكالة الأمن القومى قامت بتوجيه ما يقرب من 61 ألف عملية اختراق تضمنت أهداف فى هونغ كونغ والصين، وجهات حكومية، والمسؤولين الحكوميين الصينين، والاختراق كان عن طريق الدخول إلى أجهزة توجيه الإنترنت الضخمة، فى الأساس التى تعطى للوكالة إمكانية الوصول إلى مئات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر دون الحاجة إلى الاختراق كل واحد على حدا.

جدير بالذكر أن إدوارد سنودن قام بالكشف عن عدد من البرامج التى تستخدمها وكالة الأمن القومى الأمريكية فى التجسس والسيطرة على الهواتف حول العالم، وقال إن برسالة نصية واحدة يتم إرسالها لهاتف معين يتم الاختراق وتشغيل المايكروفون والكاميرا دون على المستخدم حتى إذا كان الهاتف مغلق أو غير مدعوم بالطاقة.