جريمة قتل جماعى لمسلم بتهمة ذبح بقرة فى الهند تهدد خطط رئيس الوزراء

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2015 05:21 م
جريمة قتل جماعى لمسلم بتهمة ذبح بقرة فى الهند تهدد خطط رئيس الوزراء رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى
بيسارا (الهند) (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سلطت جريمة قتل مسلم ترددت شائعات عن ذبحه بقرة على أيدى جمهرة من عامة الهندوس الضوء على برامج متشددة لدى بعض أتباع رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى، الأمر الذى يقوض ما وعد به من التنمية للجميع.

وفى جولة فى وادى السيليكون الشهر الماضى كرمه فيها كبار رجال صناعة التكنولوجيا الأمريكيين والمهاجرين الهنود فاز مودى بوعد من مايكروسوفت لتوفير خدمة إنترنت بأسعار زهيدة لنحو 500 ألف قرية لدعم رؤيته ربط الهند بالعالم بشبكة رقمية.

ومن هذه القرى قرية بيسارا الواقعة على مسافة 50 كيلومترا من العاصمة نيودلهى، وفى تلك القرية هاجمت مجموعة من المعتدين منزل محمد أخلاق ليل الاثنين من الأسبوع الماضى، وضربوه حتى أزهقوا روحه وجروه جثة هامدة إلى الشارع.

وقد احتل عضو البرلمان عن الدائرة التى تتبعها القرية وهو ماهيش شارما ويشغل أيضا منصب وزير الثقافة فى حكومة مودى عناوين الصحف مؤخرا بتصريحات أظهرت جانبا مختلفا للحزب الحاكم الذى يمثل القوميين الهندوس.

ففى إحدى الخطب الأخيرة تعهد شارما بتطهير الحياة العامة التى "لوثتها" المؤثرات الغربية.

وزار شارما قرية بيسارا هذا الأسبوع، لتقديم تعازيه لأسرة أخلاق وقال لها، إن من الممكن أن يكون مقتله "حادثا عارضا".

وقالت إكرامان أرملة أخلاق التى أصيبت بجروح فى وجهها لرويترز بمنزل الأسرة "كيف يمكن للزعيم أن يصف جريمة قتل زوجى بأنها حادث، لا أعتقد أن الوزير يعرف الفرق بين الحادث وجريمة القتل".

ويقول منتقدون، إن تعليق شارما ينطوى ضمنا على التغاضى عن قتل أخلاق، ويعد أكل لحوم البقر محرما عند كثير من الهندوس الذين يمثلون 80 فى المئة من سكان الهند البالغ عددهم 1.25 مليار نسمة، ويبلغ عدد المسلمين فى الهند 175 مليون نسمة.

* دماء على الجدران


لم يسبق أن وقعت أى اشتباكات طائفية فى القرية التى تسكنها 400 أسرة هندوسية من ملاك الأراضى و35 أسرة مسلمة حتى عندما تفجرت أعمال شغب دينية فى المنطقة، وفى عام 2013 لقى 65 شخصا مصرعهم فى اشتباكات طائفية فى مختلف أنحاء بلدة مظفرنجار الشمالية.

لكن إعلان كاهن هندوسى عبر مكبرات الصوت المثبتة فوق معبده أن أخلاق ذبح بقرة، وأن زوجته تطهو لحم البقر للعشاء وضع نهاية مفاجئة لعرف التسامح الذى ساد القرية وذلك حسبما قال أفراد من الأسرة وسكان آخرون فى القرية سمعوا النداء.

وخلال دقائق اقتحمت مجموعة من الناس بيت أخلاق الذى يعمل حدادا وعمره 56 عاما وخربوا المطبخ بحثا عن اللحم وضربوا الرجل بالطوب والحجارة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

ويرقد الابن الأصغر لأخلاق الذى أصيب بجروح شديدة فى الرأس فى العناية المركزة بين الحياة والموت.

وقالت أرملة أخلاق، إنه قتل لجريمة لم يرتكبها، وأضاف إكرامان "حتى الآن لا أستطيع أن أصدق أن جيرانى الهندوس قتلوا زوجى، جيرانى كانوا مثل عائلتى الكبيرة".

وستقضى إكرامان شهر الحداد الذى جرى عليه العرف فى غرفة قرب مسرح الجريمة الملطخ بالدماء.

* هل كان اعتداء مدبرا؟


يقول مسلمون فى القرية، إن قتل أخلاق كان اعتداء مدبرا يستهدف تقسيم أهل القرية تقسيما دينيا دبرته جماعات هندوسية متشددة موالية لحزب بهاراتيا جاناتا الذى ينتمى إليه مودى والذى فاز فى الانتخابات العامة فى مايو 2014.

وشارما ومودى عضوان فى جماعة تسمى راشتريا سوايامسيفاك سانغ تمثل الفكر العقائدى الذى انبثق عنه الحزب، وتنادى هذه الحركة بعقيدة تؤكد أن الشعب الهندى شعب هندوسى.

وألقت الشرطة القبض على سبعة من الشبان الهندوس فى مقتل أخلاق وعلى جندى من قوات الأمن متهم بتخطيط الاعتداء، كما يبحث المحققون عن نشطاء هندوس نشروا شائعات ورسائل عبر الإنترنت يؤكدون فيها أن أخلاق احتفظ بستة كيلوجرامات من لحم البقر بثلاجته (براده).

وستجرى المنطقة انتخابات مجالس القرى الأسبوع المقبل وقد أصبحت بيسارا فجأة بعد مقتل أخلاق منطقة جذب لرجال السياسة المشاركين فى الحملات الانتخابية.

وتقول تقارير إخبارية، إن نائبا من الحزب الحاكم متهم بالتحريض على أعمال الشغب فى مظفرنجار جاء إلى بيسارا يوم الأحد وحذر من "رد ملائم" إذا قدم المتهمون للمحاكمة.

ومنذ أكثر من 20 سنة حظر كثير من الولايات الهندية من بينها ولاية أوتار براديش أكبر ولايات الهند حيث تقع قرية بيسارا ذبح الأبقار. كما ضيق حزب مودى الخناق فى الولايات التى يحكم فيها على تناول اللحم البقرى رغم أن الهند ثانى أكبر مصدر للحوم الابقار وخامس أكبر مستهلك لها فى العالم.

ويقول منتقدون، إن قوانين منع ذبح الأبقار تمثل تمييزا ضد المسلمين والمسيحيين وفقراء الهندوس الذى يعتمدون على هذه اللحوم الرخيصة كمصدر للبروتين.

وفى الوقت نفسه وفرت هذه الإجراءات المشددة غطاء لجماعات هندوسية تتولى مراقبة تنفيذ حظر ذبح الأبقار.

وتقوم مثل هذه الجماعات بمهاجمة الشاحنات التى تنقل الماشية وتراقب عمليات التحول من الهندوسية إلى أديان أخرى فى القرى والمدن وتحذر الفتيات الهندوسيات من الوقوع فى غرام المسلمين، وقد أبدى مودى شجبه لهذه الجماعات.

وكتب المحلل السياسى براتاب بهانو مهتا فى صحيفة انديان اكسبرس يقول "من ينشرون هذا السم يتمتعون بحمايته" مشيرا إلى مودى.

وقال "هذه الحكومة هيأت لنبرة منحطة ضارة بالحرية".

وقال مكتب شارما، إن الوزير يطالب بتحقيق اتحادى مستقل فى مقتل أخلاق، ولم تتلق رويترز ردا على مكالمات يوم الأحد لثلاثة مسئولين فى مكتب مودى.

وفى أغسطس انضم ما لا يقل عن 16 رجلا من بيسارا لحركة هندوسية متشددة جديدة تسمى سامادهان سينا (جيش الحل).

وهذه الحركة ليست مرتبطة رسميا بحركة راشتريا سوايامسيفاك سانغ لكن عضوين فيها قالا لرويترز إنها ستطبق برنامجها فى كل قرية.

وقال أجاى سينغ عضو حركة سامادهان سينا "ما كان على أخلاق أن يذبح بقرة، وما كان عليه أن ينسى أن الهند تنتمى للهندوس أولا".





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود المصرى

التطرف الدينى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة