1- إسرائيل لم تجد نوبيا واحدا خائنا لفك شفرة أكتوبر
بعد سنوات من التخابرات تمكنت إسرائيل من فك الشفرة التى تعمل بها القوات المسلحة المصرية فى المراسلات، ولذلك كان لابد من إيجاد شفرة جديدة، وهنا ظهر مجند نوبى يدعى أحمد إدريس، واقترح استخدام اللغة النوبية التى تعتبر لغة مشافهة لا تكتب، كشفرة للعمليات القتالية، وبالفعل جمع الجنود النوبيين فى وحدات الجيش المصرى، وخصوصا فى وحدات حرس الحدود، واعتمد الرئيس محمد أنور السادات الفكرة، ولم تتمكن إسرائيل من معرفة اللغة، ولم تجد نوبيا واحدا خائنا يفك لها الشفرة التى يعتمد عليها الجيش المصرى.
2- أبناء سيناء وقصص البطولة
قصص البطولة لأبناء سيناء لا تنتهى، واشتهرت العديد من العائلات هناك بالدور الكبير اللذى لعبوه فى مقاومة الاحتلال الإسرائيلى، وربما أشهرهم عائلات مثل "الهشة"، و"أبوزرعى"، كما استخدم الضباط والفدائيين المصريين العائلات والقبائل السيناوية للتخفى عن عيون العدو، وعاشوا لسنوات قبل الحرب وكأنهم من أفراد تلك القبائل والعائلات لينقلوا الرسائل، ولم تتوقف المشاركة فقط على الرجال والشباب، بل حتى النساء السيناويات وقفن بأنفسهن أمام العدو وحملن المتفجرات ووضعها فى طريق عربات الجنود الإسرائيليين، ونقلوا الرسائل وقاموا بعلاج الجرحى والمصابين فى صحراء سيناء، ليكتبن بكفاحهن صفحة كبيرة فى كتاب نصر أكتوبر، وفى الوقت الذى تتعقد فيه الأمور فى سيناء الآن، نعتبر فى أمس الحاجة لمراجعة تاريخ تلك الفترة الهامة من تاريخنا.
3- الأمة العربية صف واحد
فى الوقت الذى تتساقط فيه الدول العربية الواحدة تلو الأخرى، نعتبر فى أمس الحاجة لتذكر موقف العرب فى حرب أكتوبر، وكيف وقف المصريين مع السوريين ليضربون العدو ويسقطوه فى نفس اللحظة، والقرارات العاجلة التى اتخذتها المملكة العربية السعودية قرارات عاجلة بوقف تصدير النفط للدول الداعمة لإسرائيل، وأقامت جسرا جويا وأرسلت آلاف الجنود إلى الجبهة السورية، وتقدم الجيش العراقى الصفوف ووضع 6020 دبابة وثلاث فرق مشاة على الجبهة السورية، كما أرسل فرقا مدرعة ومشاة للجبة المصرية، كما كشفت وثائق أمريكية تم رفع السرية عنها أن الرئيس العراقى السابق صدام حسين دعم مصر بقوات جوية خلال حرب أكتوبر، كما قامت ليبيا بدعم مصر حينما واجهت مشكلة تفوق سلاح الجو الإسرائيلى، وقامت بإبرام صفقة طائرات خاصة مع فرنسا واستخرجت جوازات سفر تحمل اسم ليبيا للطيارين المصريين حتى يتم تدريبهم داخل فرنسا، ونقلت الكلية البحرية المصرية إلى أراضيها كما ساعدت فى حل مشكلة الدبابات تى 62.
وكذلك الجزائر التى أرسلت سرب طائرات سوخوى -7 وسرب ميج – 17 وميج 21 ووصلت إلى الجبهة المصرية فى أيام التاسع والعاشر والحادى عشر من أكتوبر، كما وضعت 200 مليون دولار داخل حساب مصر وسورية بالاتحاد السوفيتى، ثمنا لأى ذخيرة أو أسلحها تحتاجها البلدين، ولعبت اليمن دورا كبيرا بإغلاق باب المندب بمدمرتين، ولعبت الإمارات والشيخ زايد دور كبير بحجز جميع غرف العمليات الحرجة المتنقلة من بريطانيا ودول أوروبا ليعالج الجنود المصريين والسوريين، ليكتب العرب ملحمة تاريخية لن ينساها الزمن ويعتبر أبناء الجيل الحالى فى أمس الحاجة لمعرفتها.
4- الفن يوثق الحدث.. صوت حليم فى دور البطولة
مشهد آخر لعبه الفن، ودور مبدع رسمه فنانو الزمن الجميل ليخلدوا بطولتهم بفن راق مازال حتى الآن باقيا ليحكى للأجيال عن رحلة الكرامة، وكان فى المقدمة صوت حليم الذى حمل لواء البطولة منذ ثورة 52 وحتى حرب 73.
5- لا يوجد مستحيل
الذكرى الأهم التى يتركها لنا نصر أكتوبر هى عبرة عدم وجود مستحيل، فكل الحسابات العسكرية فى ذلك الوقت كانت تقول أن عبور قناة السويس وخط بارليف الحصين درب من دروب المستحيل، إلا أن أبناء مصر فى تلك الحرب هزموا المستحيل ليرسموا لنا أوبريت خالد يفتح أبواب الأمل فى أى معركة ضخمها ندخلها إلى اليوم.
