الروس قادمون.. الجيوش العربية تعيد الاعتماد على السلاح الروسى.. موسكو تحاول اثبات تفوقها فى الشرق الأوسط بعدما كان الملعب الرئيسى لواشنطن.. خبراء.. الدب الروسى يعود إلى منزله الدافئ فى "الشرق الأوسط"

الأربعاء، 07 أكتوبر 2015 09:20 م
الروس قادمون.. الجيوش العربية تعيد الاعتماد على السلاح الروسى.. موسكو تحاول اثبات تفوقها فى الشرق الأوسط بعدما كان الملعب الرئيسى لواشنطن.. خبراء.. الدب الروسى يعود إلى منزله الدافئ فى "الشرق الأوسط" فلاديمير بوتين
تحليل يكتبه: يوسف أيوب - مؤمن مختار - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى..



بعد انتهاء الحرب الباردة صار العالم فى اتجاه واحد، وهو القطبية الأمريكية التى سيطرت على مقاليد السياسة الدولية، بعدما أستأثرت بالجميع، وتحديداً الشرق الأوسط، لكن العامين الماضيين بدأت الأمور تعود إلى ما كانت قبل ذلك، فالولايات المتحدة لم تعد اللاعب الوحيد، فظهرت الصين والاتحاد الأوروبى، ومعهم روسيا «بوتين» التى لم تعد تكتفى بالظهور المشرف، بل إنها عادت لتكون لاعبا قويا ورقما صعبا فى المعادلة الدولية يصعب تجاوزه.

النفوذ الروسى الذى عاد تدريجياً فى أزمة منطقتى ابخازيا واوسيتيا الجنوبية التى دخلت فيها روسيا عسكرياً عام 2008 ضد جورجيا، ولا تزال المنطقتين خاضعتين للسيطرة الروسية، رغم الدعم الغربى لجورجيا الذى فشل فى إجبار موسكو على التراجع.

ذهاب روسيا إلى منطقتى ابخازيا واوسيتيا الجنوبية كان له عدة أسباب أهمها أنها أرادت إعطاء إشارة للجميع بأنها عائدة كقوة عظمى تعتبر منطقة القوقاز جزءًا من مناطقها ومعتركها، فضلاً عن معاقبة جورجيا بسبب مناشدتها لعلاقة خاصة مع الولايات المتحدة، وبعدها بست سنوات وتحديداً فى 2014 فرضت روسيا سيطرتها على منطقة شبه جزيرة القرم الأوكرانية التى يسكنها روس، فى تحد جديد للغرب وحلف الناتو الذى منى بهزيمة جديدة أمام روسيا «بوتين».

وما بين التاريخين عادت روسيا كقوة عظمى تحديداً فى الشرق الأوسط، لكنها كانت قاصرة على المجال الدبلوماسى فقط، من خلال دعم القضية الفلسطينية، والوقوف بجانب نظام الرئيس بشار الأسد فى سوريا فى مواجهة الانتفاضة التى انطلقت فى 2011، وأعقبها مطالبات أقليمية ودولية بتنحى الأسد، وما استتبع ذلك من إشعال للوضع فى سوريا، لكن روسيا وقفت صامدة بجانب الأسد، واستخدمت كل أسلحتها الدبلوماسية والسياسية للحيلولة دون اتخاذ أى قرار دولى ضد الأسد، حتى إنها أفشلت الخطة الأمريكية الخاصة باستخدام المخزون الروسى من الأسلحة البيولوجية كمبرر لشن ضربات عسكرية ضد نظام الأسد شبيهة بما فعلته مع نظام صدام حسين فى العراق، فتقدمت موسكو بمبادرة تخلت بموجبها دمشق عما لديها من هذه الأسلحة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، لتخلى واشنطن من مبررها لضرب سوريا.

ومع ثورة 30 يونيو والتضييق الغربى على النظام الجديد فى مصر انفتحت روسيا على مصر، ومنحتها قوة فى مواجهة مساندى وداعمى جماعة الإخوان الإرهابية، وعادت العلاقات بين القاهرة وموسكو إلى حالة الدفء والاستقرار التى كانت عليها قبل حرب 1973، ووقع البلدان اتفاقيات عسكرية واقتصادية تسببت فى قلق لدى الولايات المتحدة، وزاد من هذا القلق أن عواصم عربية أخرى مثل الرياض وأبوظبى بدأت تفتح علاقات جديدة مع موسكو، مما سهل إعادة الدب الروسى مرة أخرى للمنطقة من البوابة السياسية والعسكرية والاقتصادية.

اليوم غيرت موسكو سياستها تجاه الشرق الأوسط، فلم تعد السياسة هى الوحيدة التى تحكم تواجدها، بل إنها استخدمت الجانب العسكرى عبر ضرباتها الجوية التى استهدفت معاقل الجماعات الإرهابية فى سوريا، فى خطوة روسية للحفاظ على مصالحها وعلاقاتها بالمنطقة، فضلاً عن إثبات أنها قوة عظمى، ولم تعد الدولة الهامشية التى تسير فى الركب الأمريكى مثلما فعلت بقية الدول الأوروبية التى تسير خلف واشنطن فى كل خطوة.

الضربات الجوية الروسية ضد الإرهابيين فى سوريا تقف خلفها عدة اعتبارات أهمها على الإطلاق، الإعلان عن عودة روسيا إلى الشرق الأوسط، وأنها لن تترك الولايات المتحدة تتلاعب بالمنطقة بشكل يهدد مصالح موسكو وحلفائها، وهو ما يشير إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط وفقاً للتحالفات الجديدة، فالأمر لم يعد قاصراً على تقسيم محور الشر والمعتدلين الذى كان سائداً قبل الربيع العربى، فاليوم هناك تحالفات ربما تأخذ أبعاداً متناقضة، فروسيا وإيران وسوريا ومعهم مصر تظهر فى شكل داعم للمؤسسات السورية وللحرب على الإرهاب يختلف عن تحالف الولايات المتحدة وتركيا ودول الخليج باستثناء سلطنة عمان، وهو تحالف يختلف عن ذلك الموجه ضد الحوثيين فى اليمن، فمصر تقف مع دول الخليج ضد الحوثيين المدعومين من إيران وروسيا.

تناقض التحالفات واشتباكها يشير إلى أن المنطقة مقبلة على تغيرات جذرية، تأخذ فيها روسيا موقع الصدارة وتنافس الولايات المتحدة على النفوذ، فبعد تفوقها فى أوكرانيا ومن قبلها جورجيا، تحاول روسيا أن تثبت تفوقها فى الشرق الأوسط الذى كانت تعتبره واشنطن الملعب الرئيسى لها، بما يمهد لظهور العهد الروسى الجديد.

اليوم السابع -10 -2015

- الجيوش العربية تعيد الاعتماد على السلاح الروسى


هزت «روسيا الاتحادية» العالم بكل قوة خلال السنوات القليلة الماضية، بسبب ظهورها على الساحة الدولية ومواقفها الحاسمة والحازمة تجاه القضايا الدولية والعربية التى تمس مصالحها وشركائها فى الشرق الأوسط أو آسيا، وتعتمد فى ذلك على سياسة ثابتة، لم تقم بتغييرها حتى الآن عكس الولايات المتحدة الأمريكية، مما يجعل العديد من الدول تلتف حولها، خاصة دول الشرق الأوسط والعديد من البلدان العربية.

دعمت روسيا مصر منذ اندلاع ثورة 30 يونيو 2013 والرئيس السيسى قبل إعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية، كما أنها دعمت الرئيس السورى بشار الأسد، الذى تسعى الجماعات الإرهابية لقتله والقضاء عليه، ولكن موقف موسكو الحاسم منذ البداية جعل بشار الأسد، بعيدا تماما، عن سيناريو الرئيس العراقى صدام حسين أو الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى.

يعلم الجميع تماما أن روسيا قدمت العديد من الدعم، لمصر أيام العدوان الثلاثى وفى الفترة ما بين 1969 و1970 وكان هذا الأمر له عظيم الأثر فى وقف إطلاق النار (مبادرة روجرز)، وكذلك تعتمد العديد من الجيوش العربية مثل الجيش العربى السورى والجيش المصرى بنسبة كبيرة على التسليح الروسى، فعلى الرغم من القطيعة التى طالت مصر وروسيا من قبل الرئيس الراحل أنور السادات إلا أن المعدات الروسية لازالت موجودة داخل الجيش المصرى وقامت موسكو بصيانتها وتحديثها فى الآونة الأخيرة.

أما الحديث عن سوريا، فيعد التدخل الروسى العسكرى، هو الأول من نوعه، من الدب الروسى، ضد تنظيم داعش، الذى يسعى إلى تغير خريطة الشرق الأوسط، وعلى الرغم من السوابق القليلة للتدخل الروسى، خارجيا إلا أن المراقبين يرون أن هذا التدخل جاء بسبب أن تنظيم داعش، يمس بشكل مباشر مصالح روسيا فى المنطقة، وهو ما ظهر جليا فى الوقت السابق فى كل من جورجيا وأوكرانيا.

وعلى الرغم من مرور حوالى 25 عاما، من التواجد الأمريكى، فى المنطقة العربية، تأتى روسيا وتثبت للولايات المتحدة أن القرار، لن يكون أحاديا بعد الآن سواء فى منطقة الشرق الأوسط أو فى العالم.
أما بالنسبة للجزائر فالجيش الجزائرى مجهزا على نحو شبه كامل بالسلاح والعتاد الروسى، فهو اليوم بأمس الحاجة لإعادة التأهيل والتحديث، ولذلك فان التعاون فى المجال التقنى العسكرى أصبح ضرورة ملحة فى وقتنا الراهن بين روسيا والجزائر.

ووقعت روسيا والجزائر أثناء زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للجزائر فى مارس من العام 2006 على صفقة سلاح بقيمة 7,5 مليار دولار مقابل شطب الديون الجزائرية إلى روسيا، وتضمنت الصفقة حصول الجزائر على 36 مقاتلة حربية من طراز ميغ29 س. م. ت و28 مقاتلة من طراز سوخوى 30 وكذلك 14 طائرة تدريب قتالى من طراز ياك130 إلى جانب 8 بطاريات دفاع جوى إس- 300 ومضادات الدبابات «ميتيس» و«كورنيت»، و300 دبابة من طراز تى- 90. كما تم التوقيع على اتفاقية لتحديث 36 مقاتلة ميغ 29 كانت الجزائر قد اشترتها فى التسعينيات من القرن الماضى من بيلوروسيا وأوكرانيا، فضلا عن 250 دبابة من طراز تى- 72.

أما المملكة العربية السعودية، فهى تسعى لتقليص اعتمادها على الأسلحة الأمريكية، ويمكن أن تتحول إلى روسيا كمورد بديل، ومع ذلك، فإن الحجم الهائل من العلاقات الدفاعية للرياض مع الولايات المتحدة يعنى أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تكون على بعد أكثر من عقد من الزمان.

ويعد الشاهد الأكبر على تطوير التعاون العسكرى بين الرياض وموسكو، هو حرص المملكة الدائم على حضور الفعاليات الروسية العسكرية مثل منتدى «الجيش- 2015»، ومنتدى موسكو العسكرى والتقنى الدولى فى يونيو، بالإضافة إلى ظهور عدة تقارير إعلامية تؤكد حرص السعودية على الحصول على منظومة «إسكندر» الصاروخية الروسية.

وعلى نفس النهج، تسير بعض البلدان الخليجية فى الطريق إلى موسكو، مثل الإمارات التى تحرص على التقرب من روسيا بشكل كبير والحصول على الأسلحة منها، كما تقوم الأردن بالاعتماد الكبير على الأسلحة الروسية المتنوعة، وتقوم روسيا أيضا بدعم بغداد فى حربها ضد تنظيم داعش، حيث إن العراق تستورد كمية ضخمة من الأسلحة الروسية من مروحيات ومقاتلات وأنظمة دفاعية وهجومية لتدمير منشآت ومخيمات التنظيم الإرهابى.

ومن أهم الأسباب التى تقدم موسكو حليفا دوليا للدول العربية، أن روسيا ترفض دائما التدخل السافر فى الشؤون الداخلية للبدان العربية، وتعتبر أنه لكل بلد سياسة خاصة بها لا يحق لموسكو التدخل بها، على عكس الولايات المتحدة الأمريكية التى تتدخل بشكل كبير للغاية فى الشؤون الداخلية لبلدان الشرق الأوسط مما يجعلها ضيفا ثقيلا على بلدان المنطقة.

يضاف إلى ذلك، ثبات النظام السياسى فى روسيا، الذى لم يختلف بوصول بوتين إلى الحكم، أو الفترة التى غاب فيها، فالخط البيانى ثابت تجاه ما يتعلق برغبتها فى القيام بدور أكبر فى منطقة الشرق الأوسط، ففى سبيل استعادة دور روسيا وتعزيزه دوليًا وإقليميًا، اتجهت نحو الشرق الأوسط تزامنًا مع تراجع نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية فيه؛ بسبب سياستها المترددة والمتخاذلة فى التعامل مع بعض القضايا المصيرية لدول المنطقة، وهذا لا يعنى هيمنة موسكو على المنطقة، وإنما تنامى دورها فقط.

ويمكن القول إن دور روسيا فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تزايد مع بدء «الربيع العربى»، الذى فتح آفاقًا جديدة لتعزيز وتنمية نفوذها، ويتجلى ذلك فى جهودها إزاء الأزمة السورية. فروسيا تقف منذ بداية الأزمة فى جانب النظام السورى الذى يمثل حليفًا استراتيجيًّا لها فى المنطقة، فى مواجهة المعارضة المسلحة المتمثلة فى «الجيش السورى الحر»، الذى قدمت له الولايات المتحدة وحلفاؤها دعمًا عسكريًّا، ودعمًا سياسيًّا. إلا أن روسيا نجحت فى تجنيب سوريا ضربة عسكرية أمريكية، وهو ما يعد نجاحًا كبيرًا لدبلوماسيتها فى الأزمة السورية.

بالإضافة إلى ذلك فإن توجيه ضربات عسكرية جوية لمعاقل تنظيم «داعش» الإرهابى فى سوريا لا يمثل دعما عسكريا فقط، وإنما سياسة روسية تؤكد على أن موسكو لا تتخلى عن شركائها أبداً، حيث بدأ الطيران الحربى الروسى فى 30 سبتمبر الماضى بتوجيه ضربات جوية إلى مواقع تنظيم «داعش»، استجابة لطلب من الرئيس السورى بشار الأسد، وذلك بعد موافقة المجلس الفيدرالى الروسى على طلب الرئيس فلاديمير بوتين، باستخدام القوات المسلحة الروسية خارج حدود البلاد.

وقالت رئيسة المجلس الفيدرالى الروسى فالنتينا ماتفيينكو، فى تصريحات صحفية، إن روسيا لا تملك أى أهداف سياسية أخرى فى سوريا غير الإسهام بهزيمة «داعش» الإرهابى، حيث يشكل تهديدا للمجتمع الدولى والأمن القومى الروسى.

فيما أكد الباحث المصرى بجامعة نيجنى نوفجورود الروسية عمرو الديب، أن التدخل العسكرى الروسى فى سوريا يعيد إلى الأذهان التدخلات والمساعدات السوفيتية للدول والقضايا العربية فى القرن العشرين، لكن يعتبر هذا التدخل العسكرى الروسى فى سوريا هو الأول من نوعه على مر التاريخ، مشيراً إلى أن الضربات الجوية الروسية تنهى على المعارضة التى دربتها أمريكا وتركيا بأموال قطرية.

وأضاف الباحث المصرى فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» أنه لأول مرة تحارب روسيا على الأراضى العربية بشكل معلن ورسمى، حيث تعتبر روسيا الجديدة بقيادة الرئيس بوتين تؤكد يومياً على قوتها ونفوذها ليس فقط فى منطقة وسط آسيا وإنما فى المنطقة العربية التى تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقدين من الزمان.

وأوضح الديب، أن زيادة أعداد القوات الروسية على الأراضى السورية وسيطرتها على القواعد العسكرية الجوية فى سوريا هو تحدٍ كبير لكل من الولايات المتحدة وتركيا برغم المصالح المشتركة، ونرى أنه بعد مرور خمس سنوات على الحرب فى سوريا، غير بوتين كل خطط الأمريكان التى تسعى لتنحى الأسد عن سدة الحكم وتقليل النفوذ الروسى- الصينى - الإيرانى على الأراضى السورية.

- «الدب الروسى» يعود إلى منزله الدافئ فى «الشرق الأوسط»..خبراء: الضربات الجوية الروسية ضد «داعش» فى سوريا قلبت موازين الغرب.. ووزير الخارجية الأسبق: لا أتوقع حربا باردة جديدة بين موسكو وواشنطن


كتب - هاشم الفخرانى



اليوم السابع -10 -2015
تمكنت الغارات الروسية الجوية فى سوريا، من إحراز نجاح كبير فى معركة حقيقية ضد تنظيم داعش الإرهابى فى بضعة أيام، ودمرت قوات القاذفات الجوية العشرات من مواقع البنى التحتية لتنظيم «داعش» تضمنت تدمير نقاط القيادة، ومخازن الذخيرة، ومراكز الإشارة، وورش صنع متفجرات الإرهابيين ومعسكرات إعداد المقاتلين، وفى المقابل، ومنذ سبتبمر من عام 2014، شنت قوات التحالف الدولى ضد «داعش»، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 7000 ضد تنظيم «داعش»، لكن لم يتم إحراز أى نجاح يذكر.

وأكد خبراء عسكريون روس، أن طائرات التحالف الدولى بقيادة واشنطن، لم تقصف مواقع إرهابيى «داعش» بقدر ما ساعدتهم فى صراعهم الدموى مع السلطة القائمة فى دمشق، وإلا لكان من الممكن وبهذا العدد الضخم من الغارات الغربية القضاء بكل سهولة على هذا التنظيم الإرهابى.

وأضاف الخبراء بحسب موقع «روسيا اليوم»: إن السبب فى فشل التحالف الدولى فى القضاء على «داعش» هو إما أن طائرات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى «الناتو» كانت تساعد الإرهابيين فى صراعهم مع عدو الغرب اللدود الرئيس السورى بشار الأشد، أو أن جنرالات القوات الجوية فى أوروبا وأمريكا أظهروا استهتارا واضحا بواجباتهم، وأظهر طياروهم إعدادا مهنيا ضعيفا.

ولم يستبعد الخبراء الروس وجود لوبى ضخم فى الولايات المتحدة، يجنى أموالا كبيرة من خلال تجارة السلاح على حساب «المخصصات» الضخمة التى تنفق على العملية الحربية فى سوريا، لا سيما أن الدول الأوروبية تشارك فى تمويلها.

وقال الخبراء: لهذه الأسباب ولغيرها لم تستطع واشنطن تسوية النزاعات الأخرى فى العراق وأفغانستان وليبيا، وعزز تدخل الأمريكيين الفوضى فى هذه البلدان، ما أوصلها إلى التفكك والانهيار.

فيما أجمع خبراء ودبلوماسيون على أن الغارات الجوية الروسية، ضد معاقل تنظيم «داعش» الإرهابى لن تخلق حربا باردة جديدة بين موسكو وواشنطن، مثلما حدث فى فترة التسعينيات من القرن الماضى، إذ أكد حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه يستبعد تماما وقوع حرب باردة جديدة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، موضحا أن ما يحدث بينهما هو توتر فى العلاقات، الذى بدأ منذ الأزمة الأوكرانية وضم روسيا لشبه جزيرة القرم فى مارس عام 2014.

وأضاف هريدى لـ«اليوم السابع»: إن الغارات السورية جاءت لتعمق هذه التوترات، لكنها لن ترقى إلى مستوى الحرب الباردة التى انتهت بسقوط سور «برلين» فى بداية التسعينيات، مشيرا إلى أن تأييد أو رفض الدول للضربات الروسية، يأتى حسب مصالح كل دولة مع روسيا وفى المنطقة السورية، فعلى سبيل المثال المملكة العربية السعودية كل ما يهمها هو عدم وصول تنظيم «داعش» إلى أراضى المملكة.
واعتبر مساعد وزير الخارجية أن تدخل روسيا عسكريا، فى سوريا قلب الموازين بالمنطقة، فالغرب وحلفاؤه يخشون من أن يقضى التدخل العسكرى الروسى على الجماعات المعارضة لنظام الرئيس السورى بشار الأسد، الذى يتم تمويله ودعمه، مؤكدا أنه كان من الأولى أن تؤيد دول التحالف ضد «داعش» وعددها 60 دولة، الضربات الجوية الروسية، إذا كان هدفها الحقيقى هو القضاء على التنظيم وليس «شو إعلامى».

ومن جانبه قال محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق: إن الوضع فى سوريا مختلف تماما، ولن يرقى إلى حرب باردة بين موسكو وواشنطن، فهناك توتر فى العلاقات بسبب وقوف روسيا بجانب نظام بشار الأسد منذ البداية، وهو ما لا تريده الولايات المتحدة.

وأضاف العرابى، لـ«اليوم السابع»، أن السبب وراء رفض دول التحالف الدولى ضد «داعش» وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية لضربات روسيا فى سوريا، هو عدم رغبتها فى إضعاف المقاومة السورية، وهو ما يحول دون العمل السياسى للخروج من الأزمة السورية.

وأكدالعرابى أن هذه الضربات سيكون لها بطبيعة الحال تأثير سياسى على منطقة الشرق الأوسط من خلال تباين الرؤى حول هذه الضربات، فعلى سبيل المثال، مصر تؤيد هذه الضربات للقضاء على تنظيم «داعش»، بينما ترفض السعودية التدخل العسكرى الروسى، رغم كون مصر والسعودية حليفين .

- ألكسندر فافيلوف: الإرهابيون ظهروا فى الشرق الأوسط بسبب التدخل الأمريكى


فى الوقت الذى شنت فيه الولايات المتحدة، وحلفاؤها، هجمات إعلامية منظمة، ضد روسيا، والضربات الجوية التى توجهها موسكو، ضد التنظيمات الإرهابية فى سوريا، زاعمة أن هذه الضربات تستهدف المدنيين، أكد الدكتور ألكسندر فافيلوف، الأستاذ فى جامعة موسكو، أن الإرهابيين ظهروا فى الشرق الأوسط بسبب التدخل الأمريكى، لافتا إلى أن موسكو وجهت تلك الضربات بطلب من سوريا، ولم تسع موسكو لانتهاك سيادة الدول كما فعلت واشنطن وتحالفها.

اليوم السابع -10 -2015

د. الكسندر فافيلوف استاذ بجامعة موسكو وخبير فى الشرق الاوسط


وقال ألكسندر فافيلوف، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، قد يكون التحالف الروسى الذى تشارك فيه 4 دول، ضد تنظيم داعش فى سوريا بدلا للنكسة التى حلت بالتحالف الدولى الذى تقوده واشنطن، ضد داعش والذى لم يحصل على شرعية دولية، مؤكدا تحالف واشنطن قصف الأراضى السورية دون موافقة الحكومة ولم يحترم سيادة الدول. وتابع قائلا: روسيا تساعد حكومة سوريا فى مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن كل الإرهابيين فى الشرق الأوسط جاءوا بسبب التدخل الأمريكى والغربى فى شئون الشرق الأوسط، وهذه التنظيمات الإرهابية، تشكل خطرا على مصالح الوطنية الروسية فحدود روسيا الجنوبية قريبة من الشرق الأوسط الذى يشهد تقلبات عديدة، وهناك حوالى 2000 إرهابى فروا من روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة، إلى منطقة الشرق الأوسط، وهم يحاربون ضمن صفوف داعش، ونحن لا نريد تكرار المعاناة، والوقاية خير من العلاج لتأمين روسيا.

أكد الدكتور خالد العبود، أمين سر مجلس الشعب السورى، أن التحالف الروسى الإيرانى السورى هو تحالف ضد تنظيم داعش الذى استولى على مساحات شاسعة من الأراضى السورية، لافتا إلى أن هذا التحالف يمكن أن يطلق عليه تحالف «الحاجة»، وهو ليس جديدا، وإنما كان موجودا من قبل فى صورة مثلث «طهران - موسكو - دمشق» والمعطيات الجديدة فرضت وجوده، وتغير أهدافه لسحق ودحر خطر التنظيمات الإرهابية.

اليوم السابع -10 -2015

د. خالد العبود امين سر مجلس الشعب السورى


وقال العبود، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، إن المشهد يتطور فى سوريا بشكل كبير وسريع، بما يعنى أن الخرائط السياسية باتت واضحة على مستوى المنطقة، مشيرا إلى أن التحالف بين طهران وموسكو ودمشق هو تحالف حاجة سياسية، وليس حاجة عسكرية، لافتا إلى أن بعض القوى الإقليمية وفى مقدمتها تركيا التى تستعمل التنظميات الإرهابية لبسط نفوذها وسيطرتها، ويسعى أدروغان لكسب مزيد من النفوذ من خلال ما يحدث فى سوريا.

وأضاف أمين مجلس الشعب السورى، أن مصر كانت ومازالت وستبقى مفتاح المنطقة، ولا يمكن أن تستقر هذه المنطقة ما لم تمارس مصر دورا حقيقيا ليس فقط على مستوى السياسة، بل على مستوى الأمن.

- أشواق عباس: ضربات روسيا ضد «داعش» فى سوريا تمتلك شرعية دولية


أكدت الدكتورة أشواق عباس، أستاذة العلوم السياسية بجامعة دمشق،، أن الغارات الروسية على التنظيمات الإرهابية فى سوريا تأتى تحت غطاء الشرعية الدولية، وباتفاق بين البلدين، ويجيز القانون الدولى هذا الاتفاق، مؤكدة أن شرعية تلك الغارات تأتى فى إنجاز أهداف واضحة ونوعية على أرض سوريا.

اليوم السابع -10 -2015

أشواق عباس استاذ العلوم السياسية بجامعة دمشق


وقالت عباس، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، إن هناك من يحاول أن يصور ما يحدث فى سوريا باحتلال روسى للدولة السورية لوقف الغارات الجوية على داعش، مؤكدة أن فعالية الغارات ستدفع الدول لاحقا لتوسيع دائرة الحلف وانضمام دول أخرى، لتحجز لنفسها مكانا فى تسوية الأزمة السورية. وأضافت أستاذة العلوم السياسية بجامعة دمشق، أن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بضرورة الحفاظ على الدولة السورية من الانهيار، وتأكيده بأنه فى حال انهيار الدولة السورية ستهدد التنظيمات الإرهابية العديد من الدول ومن ضمنها مصر، عكست رؤية مصرية جديدة وإيجابية جراء التطورات فى سوريا، مشيرا إلى أن مصر مهيأة فى الفترة المقبلة بأن تلعب دور فى غاية الأهمية، خاصة أنها بدأت تتجه نحو الانفتاح نحو دولة كانت بعيدة عنها مثل روسيا، مشيرة إلى أن اللقاء الأخير بين بوتين والسيسى أعطى مؤشرات فى غاية الأهمية.

- سعيد جافروف: موسكو تسعى لبناء شرق أوسط قائم على العدل والسلام


أكد المستشرق الروسى، سعيد جافروف، إن العمليات العسكرية فى سوريا بالتعاون مع إيران وحزب الله شىء مهم جدا، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، تحدث عن مبادرة الرئيس بوتين فى الشرق الأوسط، وفى مقدمتها هو بناء شرق أوسط قائم على نظام عادل وقائم على السلام، بعد ما يسمى بثورات الربيع العربى، على حد تعبيره.

وقال جافروف، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، إن روسيا تريد تحسين العلاقات بين إيران ودول الخليج، وكذا حزب الله والتنظيمات السنية، لافتا إلى أن هناك تفاهما بين بلاده مع مصر وإيران وبغداد ودمشق وبعض دول الخليج وتركيا والأمريكيين ودول الناتو، للانضمام للتحالف الذى تقوده روسيا والانضمام للمبادرة التى طرحها الرئيس بوتين.

اليوم السابع -10 -2015

سعيد جافروف مستشرق روسى


وفيما يتعلق بالعلاقات بين روسيا ومصر، قال سعيد جافروف، إن هناك علاقات جيدة بين الجانبين، وموسكو ترى مصر أكبر وأقوى دولة فى منطقة الشرق الأوسط، ويجب أن تشارك فى مبادرة الرئيس بوتين فمشاركة مصر فى المبادرة ستحقق نتائج ونجاحات أفضل، فهى أهم دولة فى المنطقة، لذلك هى ستعود بقوة لحل الأزمات بالمنطقة عقب الفوضى التى سببها الربيع العربى، على حد وصفه. وكشف جافروف، عن مدى تخوف روسيا من مقاتلين روس يقاتلون مع التنظيمات الإرهابية فى سوريا، نافيا وصف ما يجرى بأنه حرب طائفية بل وصفها بـ«عدو مشترك» لروسيا وسوريا وإيران يجب مواجهته، موضحا أن ربع سكان روسيا مسلمون.

وأوضح أنه لا يمكن التعويل على الأمريكيين فى شىء الآن، لأنهم مشغولون بالانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن التوقيت الذى اختاره الرئيس فلاديمير بوتين مهم جدا.

اليوم السابع -10 -2015

اليوم السابع -10 -2015





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة