يتزامن ذكرى ميلاد الموسيقى العبقرى بليغ حمدى الموافق اليوم الأربعاء، مع احتفالات انتصارات 6 أكتوبر، والتى يعد بليغ واحدا من الذين عبروا عن هذا الحدث والانتصار بألحانه التى مازلنا نرددها حتى الآن، كما أن ذكاء وحنكة وحرفية بليغ حمدى، جعلته ناجحا فى جميع أنواع الألحان وليست الرومانسية فقط ولكنه برع فى الأغانى الوطنية أيضا، واستطاع أن يترجم مشاعر المصريين فى جمل لحنية مليئة بالمشاعر، حيث كانت الأغنية الوطنية بالنسبة لبليغ حمدى السلاح الكبير الذى لم تستطع إسرائيل اختراقه، أو تحاول إبطال مفعوله وتحد من انتشاره بين الشعب المصرى.
ومن بين هذه الأغانى التى تم كتابتها وتلحينها وتسجيلها بعد ساعات قليلة من عبور الجنود لخط بارليف ورفع العلم المصرى على سيناء، أغنية "على الربابة بغنى" التى غنتها المطربة الجميلة وردة، حيث لم يستطع الموسيقار بليغ حمدى الانتظار لوقت طويل، فبمجرد سماع خبر انتصار الجيش المصرى فى معركته مع الجيش الإسرائيلى سارع للذهاب إلى مبنى التليفزيون فى نفس اليوم 6 أكتوبر وكانت معه وردة والشاعر عبد الرحيم منصور، ونظرا لحالة التوتر التابعة للحرب، قام أمن التليفزيون بمنعهم من الدخول بحجة عدم وجود تصاريح بذلك، وعندما علم رئيس الإذاعة وقتها محمد محمود شعبان أمر الأمن بالسماح لوردة وبليغ ومعهم الشاعر عبد الرحيم منصور بالدخول، وقام الثلاثة بتسجيل الأغنية وإذاعتها فجر اليوم التالى.
وهناك قصة تداولها المقربون من بليغ حمدى، حيث استيقظ بليغ حمدى على أصوات وزغاريد تأتى من سكان العمارة ومن البيوت المحيطة به ومن المارة بالشارع، يهتفون ''الله أكبر الله أكبر مصر انتصرت.. انتصارنا''، وعرف من الإذاعة نجاح القوات المسلحة فى عبور وتحطيم خط بارليف، وبمجرد أن سمع بليغ البيان الصادر من القوات المسلحة، انطلق مسرعا وفى يده العود وبعض الأوراق إلى مبنى الإذاعة واتصل تليفونيا بالشاعر عبد الرحيم منصور ليلحق به، وفى الطريق كان بليغ يسمع هتافات الناس فى الشارع وهم يرددون ''الله أكبر الله أكبر بسم الله الله أكبر''، الأمر الذى جعله يلتقط هذه الكلمات وبدأ بها مقدمة الأغنية، وعند وصوله إلى مبنى الإذاعة كان فى استقباله الشاعر عبد الرحيم منصور، وقام بتسجيل الأغنية وأخذ المخرج محمد سالم نسخة من الأغنية وانطلق مسرعا ليعرضها بالتليفزيون مع لقطات حية مصورة من عبور قواتنا المسلحة بالزوارق المطاطية لخط بارليف.
وجاءت أغنية ''فدائى'' بمثابة الشرارة الكبيرة للجنود والمصريين فى الفترة التى أعقبت النكسة فى القتال والتضحية بروحة من أجل الوطن، وقد أطلقها الشاعر محمد حمزة ولحنها الموسيقار بليغ حمدى وترجمها بصوته العذب العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وحفذت الأغنية الجنود على الجبهة وعلى إثرها قاموا بعمليات انتحارية كبيرة كانت لها الفضل فى النصر الكبير بأكتوبر، وقد تم انتاجها عام 1967.
وجاء مطلعها ''فدائى فدائى فدائى، أهدى العروبة دمائى، وأموت أعيش مايهمنيش، وكفاية أشوف علم العروبة باقى، وسط المخاطر هناك مكانى،والنصر عمره ما كان أمانى، جوه المواقع بين المدافع، وسط القنابل امسك أقاتل، لو مت يا امى ماتبكيش، راح أموت علشان بلدى تعيش، افرحى ياما وزفينى، وفى يوم النصر افتكرينى، وأن طالت ياما السنين، خلى اخواتى الصغيرين، يكونوا زيى فدائيين''.
كما استطاعت ألحان بليغ وحدها صنع نجومية العديد من نجوم الطرب على رأسهم الفنانة الراحلة وردة الجزائرية والتى عشقها بليغ، وقدم لها أجمل ما لديه من ألحان، ومنحها النجومية على طبق من ذهب، واقتصرت ألحانه لفترة طويلة جدا على وردة بمفردها دون النجوم الآخرين، وعلى رأسهم العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذى قدم معه من قبل أجمل ألحانه وكان أكثر صوت يفهم لحنه ويترجمه وقدما معا أشهر الأغنيات التى تعيش بيننا حتى الآن، مثل و"سواح"، "تخونوه" و"خايف مرة أحب"، "خسارة"، و"التوبة"، "جانا الهوا"، "الهوا هوايا"، "مداح القمر"، "حبيبتى من تكون"، "زى الهوا"، و"عدى النهار"، و"عاش اللى قال".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة