اعتمدت الدعاية فى الانتخابات منذ فترة طويلة على يد الخطاطين، ليتنافسوا فى رسم الخطوط العربية بأسماء المرشحين على الأقمشة البيضاء، ليكون موسم الانتخابات هو موسم الرزق الواسع للخطاطين، وكان معروف لكل منطقة الخطاط الخاص بها الذى تلجأ إليه مكاتب تنظيم الانتخابات مع بداية ماراثون الانتخابات.
ومع تدخل التكنولوجيا فى كل تفاصيل حياتنا، كان على المرشحين مسايرة العصر الحديث والتطور وتحويل طرق الدعاية الانتخابية بطريقة الفوتوشوب، باستخدام البانرات التكنولوجية فى الشوارع والمعروف باسم "out door"، والتى كانت مقتصرة قديما على دعاية الإعلانات بالشركات الكبيرة، معتمدين على المصممين الإليكترونيين بدلا من الخطاطين الشعبيين.
ومن جانبه، قال الفنان التشكيلى ومصمم الرسومات "إبراهيم حنيطر": "مهنة الخطاطين تقترب من الانقراض خاصة بعد وفاة الخطاطين الكبار وهروب أبنائهم من هذه المهنة التى تأخذ الكثير من الوقت والجهد، واتجاههم إلى مهن أسهل يمكنهم من خلالها كسب الرزق بطريقة أسهل وأسرع، مما أدى إلى انخفاض صيتها ومن يعملون فيها حاليا عددهم قليل.
وأضاف أنه بعد انتشار مكاتب الطبع والتصميم "الديجيتال" قلت تكلفة بنرات الـ"out door" بعد أن كانت بـ"500" جنيه وصل أغلى سعر فيها الآن إلى "50" شاملة كل ألعاب الفوتوشوب التى تعطى للمرشح فرصة للتعبير بشكل مريح لعين القارئ والاحتفاظ بهذه البانرات بشكل منظم فى مواجهة تغير عوامل المناخ، عكس بنرات الأقمشة التقليدية التى لا يمكنها مواجهة تغييرات المناخ.
واستكمل حنيطر أن بنرات خطاطى الأيدى أصبحت تكلفتها الآن 100 جنيه للقطعة الواحدة، نظرا لقلة الأيدى العاملة، بالإضافة إلى الوقت الكبير الذى يستغرقه الخطاط فى عمل البنر، وبالنظر إلى الفترة المحددة فى الدعاية نجدها قليلة لهذا كان على المرشحين اللجوء إلى الأسلوب الأسرع وهى "بنرات out door"، فهى تسمح للمرشح بوضع صورته والشعار الخاص به بالألوان الحقيقية وكتابة الشعارات والاسم والتحكم فى تكبير الخط أو تصغيرة واستخدام خطوط متعددة مريحة للعين عند قراءتها.
وأشار حنيطر إلى أنهم كخطاطين يجدون عروضا كثيرة قام كل مكتب بتقديمها للناخبين للتعامل معهم فى طباعة "بنراتout door" ولتقل قيمة القطعة الواحدة عن 50 جنيها مع بعض المكاتب، ولم نعرف السبب إلا بعد طبع "البانر" لأن هناك خامات كثيرة تستخدم فى الصناعة، مضيفا أنه على الشركة المتعاقدة اختيار الخامة المناسبة لها، ومع لجوء المرشحين لمكاتب الطباعة الديجيتال وكثرة الطلبات وعدم وعى الكثير بهذه الخامات، وقع بعض المرشحين فى طباعة الدعاية من هذا النوع لحملاتهم الانتخابية بخامات رديئة جدا والتى يسهل تقطيعها، ولكن مع كل هذه المشكلات تعد بانرات الانتخابات لعام 2015 أفضل من قطع القماش التى كانت مستخدمة من قبل.
"راحت عليكم يا خطاطين".. بانرات الفوتوشوب تكتسح دعاية انتخابات برلمان 2015.. الديجيتال يواجه التقلبات الجوية والمطر.. ويمكن الاحتفاظ باليافطة للانتخابات القادمة.. والتكلفة 50 جنيها للواحدة
الأربعاء، 07 أكتوبر 2015 04:00 م
جانب من الدعاية الانتخابية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة