أكد وزير الخارجية السابق نبيل فهمى أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لإنشاء قوة عربية مشتركة ليس المقصود منها الدخول فى حروب بل هى رسالة سياسة قبل أن تكون رسالة أمنية، مشيراً فى حوار أجرته معه صحيفة "الشرق الاوسط" الدولية فى طبعتها السعودية إلى تأييده للتحرك العسكرى فى اليمن معتبرا ذلك رسالة لمن يقوم بأى ممارسة على حساب العرب مفادها أن الجانب العربى على استعداد للقيام بنفسه بخطوات رادعة.
وتابع أن الدعوة إلى إقامة قوة عربية مشتركة دعوة سلمية ليس المقصود منها الدخول فى حروب أو التعامل عسكريا دون تقدير موقف فالفكرة هى أن تكون لديك القدرة على الممارسة، وهذا أمر مهم للغاية، وهــى أيضا رسالة سياسية قبل أن تــكــون رســالــة أمنية. مضيفا أن أى عمل عسكرى هو وسـيلة وليس غاية أى يجب أن يتبعه مباشرة عمل سياسى ودبلوماسى.
وحول الأزمة السورية ودخول روسيا على خط الأزمة وهل هو مكسب لإيران قال فهمى إن مسألة دخول روسيا لا ترتبط بإيران تحديدا بل ترتبط بوجود فراغ أمريكى وفشل أمريكا فى التعامل مع الملف السورى. أولا فشل الدبلوماسية الأمريكية فى منطقة الشرق الأوســط على مدى السنوات الأربع أو الخمس الأخيرة. بالإضافة إلى انكماش أمريكا فى الشهور الستة الأخيرة وبـــدء مرحلة التجهيز لانتقال السلطة مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة فى ٢٠١٦.
وتابع هنا دخل الروس لملء هذا الفراغ ودخلوا لوجود خشية روسية من التطرف والإرهاب لــم يدخلوا دعما لإيران، وإن كانت إيران قد تستفيد مــن هـــذا.. فــى اعتقادى ورأى أن التدخل الــروســى هــو تمهيد لمرحلة تفاوض.
وحول وضع الرئيس بشار الأسد فى مستقبل سوريا.. قال فهمى "فى نهاية المطاف نحن نتحدث عن القضية السورية والشعب السورى هو الذى يجب أن يقرر من يكون رئيسه المقبل.. لكن يجب ألا ننسى سبب المشكلة فى الأساس، وألا ننسى أيضا الواقع السياسى على الأرض".
وتابع "فى رأيى.. أهم شىء مطلوب الحفاظ على سوريا ككيان ودولة بما فى ذلك المؤسسات السورية.. أما من يكون الرئيس السورى أو من لا يكون الرئيس السورى فهذه ليست القضية. ويـجب ألا تكون هى القضية.. إنما الواقع هو أن عدد القتلى وعدد اللاجئين أو الذين خرجوا من ديارهم، حتى داخل سوريا، وصل إلى أرقام من الصعب معها تصور العودة إلى ما كانت عليه الأمور فى البداية، دون تغيير.
وحول مخاوف من حدوث خلافات بين دول، مثل مصر والسعودية.. قال فهمى العلاقة بين مصر والسعودية أكبر من قضـية بعيـنها، حتى نكون واضحين. أعتقد أن مصر والسعـودية مهتمتان بالحفاظ على سوريا كدولة بمعنى سوريا بمؤسساتها.. أما مسألة استخدام القوة ضد سوريا أو عدم استخدامها، أو من يحكم سوريا ما بعد الوصول إلى حل، أو مغادرة الرئيس السورى أو عدم مغادرته خلال المرحلة الانتقالية، فهذه أمور تكتيكية. لكن نحن نريد- وأعتقد، بل أثق أننا مهتمون بهذا، وأن السعودية أيضا مهتمة بهذا- الحفاظ على سوريا كدولة وعلى المؤسسات السورية، إنما من الصعب علينا أو على السعودية، أن نعتبر كل ما حدث فى سوريا منذ بداية الأحداث فى ٢٠١١ كأنه لم يكن، ونعود إلى ما كانت عليه الأوضاع فى أول الأمر. أما مسألة من يرحل ومتى فهذا كما قلت قرار سورى.
واستطرد والدليل على ذلك أن دعمنا السريع لخطوات السعودية فى قضية اليمن، وبصرف النظر عن أن الموضوع السورى موجود منذ سنوات، ونحن متفقون فيه على بــعــض الأجزاء ومختلفون ببعض الأجزاء. لكن هذا لم يجعلنا نتردد إطلاقا فى دعم السعودية فى اليمن، ولم يجعل السعودية تتردد اطلاقا فى دعم مصر بشكل قوى، فى أزمات متعددة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة