أكد المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة أن تنوع الشعارات الانتخابية التى تطرحها القوائم والأحزاب أو المرشحون على المقاعد الفردى تعكس العديد من الدلالات، أهمها عدم الاتساق الأيديولوجى، حيث اتسم اختيار القوائم والأحزاب السياسية لشعاراتها بالسعى لكسب أصوات الناخبين أكثر منه رغبة فى تقديم شعار انتخابى يترجم فى برنامج عمل يتسق مع ما تتبناه هذه القوى السياسية من قيم واتجاهات فكرية.
وقال المركز الإقليمى فى دراسة أعدها برنامج الدراسات المصرية بعنوان "الدلالات السياسية لشعارات مرشحى برلمان 2015"، إن هذا الاتجاه أسهم فى بلورة معضلة عدم الاتساق الأيديولوجى، وبدا كأن الأحزاب فى واد وشعاراتها الانتخابية فى واد آخر، مضيفا "ففى الوقت الذى يرفع فيه حزب المصريين الأحرار الليبرالى شعار "الفقر هنهزمه" فإن هذا الشعار يقع فى صميم أفكار التيار اليسارى، ويسعى الحزب من خلاله لاستمالة الطبقة العريضة من الناخبين الفقراء؛ بينما جاء شعار حزب النور السلفى "وضوح وطموح" فضفاضًا، ولا يعبر عن توجهه الإسلامى الذى يُغازل به قواعده الشعبية، ويسعى لحصد أصواتهم".
وأوضحت الدراسة أن غالبية الشعارات للمترشحين، سواء على القوائم أو الفردى، جاءت لتدور حول قضايا مركزية كبرى كتلك التى نادت بها شعارات الثورة المصرية بموجتيها الأولى والثانية، مثل (عيش، حرية، عدالة اجتماعية، استقلال وطني)، وهو الأمر الذى أدى إلى غلبة طابع القضايا الكبرى والمركزية على القضايا المحلية الأكثر تأثيرًا فى الناخبين، وهو ما أدى إلى اختفاء الشعارات المحلية التى تتعاطى مع مشكلات وأزمات المجتمعات المحلية، يُضاف إلى ما سبق أن شعارات المرشحين فى عدد من الدوائر وربما داخل نفس الدائرة تشابهت إلى حد كبير وافتقدت إلى التنوع وغلب عليها الطابع الفضفاض، ومنها -على سبيل المثال- شعارات مثل: معًا نبنى.. ونحيى الأمل، من أجل بناء الوطن، معًا نبنى مصر، الحرية تحتاج إلى تضحية.
وأشارت الدراسة إلى أن تعدد شعارات القائمة الواحدة يعد أبرز سمات العملية الانتخابية، مما يمثل إرباكًا للناخب، لا سيما أن نسبة الأمية فى المجتمع المصرى تصل إلى ما يقرب من 30%
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة