يقضى أطفالنا يوميا ما لا يقل عن الساعتين داخل أتوبيس المدرسة، وطوال الطريق يظل الطفل عالقا بين الجراثيم والبكتيريا، وبين شبح العدوى بأمراض لا يتوقعها، إضافة لإرهاقه وشعوره بالوهن والتعب قبل وبعد يوم دراسى شاق.
«أتوبيسات المدرسة مش بس بتنقل أولادك من المدرسة للبيت، دى كمان بتنقل العدوى بينهم» جملة تلخص ما أقره الأطباء عن وسائل نقل التلاميذ من المدرسة، موضحين أن لها دورا أساسيا فى نقل العدوى فيما بينهم.
الدكتور محمد المنيسى، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بقصر العينى وعضو جمعية أصدقاء الكبد بلندن، أكد خلال حديثه لـ«اليوم السابع» أن أتوبيس المدارس له دور كبير فى نقل العدوى من طفل إلى آخر بداية من نزلات البرد والأنفلونزا وحتى النزلات المعوية والشعبية، نظرا لغياب تطبيق المعايير الصحية والوقائية عند تنظيف أتوبيسات المدرسة، وكذلك ضعف تهويتها، ولأن الأطفال مناعتهم ضعيفة.
وعن نواقل العدوى الملموسة داخل أتوبيس المدرسة، أكد منيسى أن الستائر أحد أهم هذه النواقل الخطيرة، فهى تحوى بين طياتها أكثر من 50% من نسب الجراثيم والبكتيريا والفطريات داخل الأتوبيس، لأنه لا تتم العناية بها وتنظيفها بشكل دورى أو معقم لمدة شهور، وهو ما يخلق مجالا محملا بالجراثيم والبكتيريا فى محيط الطفل، وبجانب أنفه وفى متناول يديه، فالعبث بالستارة داخل الأتوبيس كاف لانتقال الجراثيم والبكتيريا للطفل لينال نصيبه من العدوى بالنزلة المعوية، أو يعانى من السعال الشديد نتيجة تراكم الأتربة عليها، أو تهيج صدره وحساسية الجيوب الأنفية والأنف إن كان مريضا بها.
أما المقاعد، التى يعبث الأطفال بها وعليها طوال الطريق، فقد أكد أستاذ الجهاز الهضمى أنها تصبح سببا حقيقيا ومباشرا فى نقل العدوى الجلدية فيما بينهم، كما أن الأقمشة التى تصنع منها تلك الكراسى غالبا ما تكون «بوليستر» ورديئة، مما يجعل الطفل مع العرق الزائد وكثرة الاحتكاك عرضة للإصابة بالحساسية الجلدية والالتهابات الطافية على البشرة، والهرش، والبثور، والحمونيل، كما قد تسبب له رائحة الأقمشة الرديئة التى تصنع منها الكراسى حالة من الإثارة للصدر، خاصة إذا كان يعانى من الربو أو الحساسية الصدرية أو حساسية الجيوب الأنفية.
أما عن طبيعة التهوية ودرجة الحرارة داخل الأتوبيس ومدى ملائمتها لجسم الطفل، فيحدثنا فى السياق ذاته الدكتور محمد عبدالفتاح، أخصائى الأطفال، موضحا أن بعض الأتوبيسات المكيفة والتى تنقل طلبة المدارس من الأطفال قد تصبح خطرا على صحتهم ومناعتهم، لصعوبة ضبط درجة حرارة مناسبة تناسب جميع الأطفال، وتتناسب مع حالتهم الصحية، لذا فإن انخفاض الدرجة بشدة قد يعرض الطفل لالتهاب بالجيوب الأنفية، واحتقان الحلق، والتهاب اللوزتين، وارتفاع درجة حرارة الجسم، لذا وجب ضبط درجة الحرارة بجانب تهوية الأتوبيس بين الحين والآخر. ويحذر محمد من ضعف التهوية داخل أتوبيسات المدرسة، فقد يصبح ضعف التهوية سببا فى انتقال الأمراض التى تنتقل عبر التنفس، كذا يصبح الطفل المريض بحساسية الصدر، أو مريض الربو، أو مريض حساسية الجيوب الأنفية، عرضة لضيق التنفس وصعوبة تنظيم الشهيق والزفير، كما قد تثار تلك المتلازمات المرضية مما يسبب نوبات إثارة للصدر والجيوب الأنفية ونوبات ربوية.
انتبه.. باص المدرسة ينقل الطلاب والعدوى وينقل طفلك إلى الأمراض بأقصى سرعة.. الستائر تحوى كما هائلا من الجراثيم والبكتيريا.. والمقاعد مصدر للأمراض الجلدية والنزلات المعوية.. وضعف التهوية يضر "الصدر"
الخميس، 08 أكتوبر 2015 10:47 ص
صورة أرشيفية