فى البداية لابد لنا من تحديد معنى النجاح، ما هو النجاح؟ وما هى أنواعه؟ وكيف للإنسان أن يكون ناجحا فى هذه الحياة؟ فى البداية عزيزى القارئ لابد من تحديد معنى النجاح، وإن حاولنا تحديد مفهوم النجاح فمن الصعب إيجاد تعريف محدد له، ذلك لأن كل شخص ينظر للنجاح من منظور مختلف عن الآخر، فالإنسان الذى يصب اهتمامه على العلم والتفوق، يكون النجاح بالنسبة له الوصول لأعلى مراتب العلم، ومن يكون اهتمامه بعلاقاته الاجتماعية، يكون النجاح بالنسبة له تكوين أكبر عدد من العلاقات مع الناس والنجاح فى تلك العلاقات، أما من يصب اهتمامه على المال والغنى، يكون النجاح بالنسبة له تجميع الأموال والمجوهرات وما إلى ذلك.
يمكننا أن نقول أن النجاح هو الوصول للهدف أيا كان، هو تحقيق ما تريده، وهو أيضا الاستفادة من قدراتك وإمكانياتك لتعيش حياة أفضل. هناك العديد من أنواع النجاح، ومن أهمها: النجاح المادى، النجاح الفكرى، الدينى، الاجتماعى وغيرها. والسؤال المطروح حاليا هو كيفية تحقيق النجاح، وكيف يصبح الشخص ناجحا فى حياته العملية والعلمية؟
الجواب هو مجموعة من الخطوات التى سأقوم بطرحها ومناقشتها واحدا تلو الآخر. المفتاح الأولى: التفاؤل وعدم التشاؤم، فقد قال رسولنا الكريم:: ( تفاءلوا بالخير تجدوه)، فالتفاؤل من أهم أسرار النجاح، وتوقع حدوث الأفضل هو المغناطيس الذى يجذب لنا ما نريد، فكما ذكرت فى مقالتى السابقة، أن العقل هو أعظم مغناطيس فى هذا الوجود، يجذب ما يريده مهما كان. المفتاح الثانى: هو النظام، والابتعاد عن الفوضى، فالشخص الناجح هو الشخص المنظم لوقته، ولكل خطوات حياته، أما الهمجية والفوضى فهى أول خطوات الفشل وهى الحواجز التى لابد من اجتيازها للوصول إلى الهدف المنشود، حاول عزيزى القارئ أن تقوم بتنظيم حياتك قدر المستطاع وتنظيم وقتك والقيام بتأجيل الأعمال الغير مهمة لوقت الإجازة. المفتاح الثالث فى نظرى هو الفعل، فالكلام دون فعل ما هو إلا مضيعة للوقت والحماسة، ابدأ من هذه اللحظة بكتابة أهدافك التى تحلم بها، مع وضع خطة لكلا منها، ثم قرر أيا منها هو الأقرب لك فى هذه المرحلة، وأبدأ فورا فى تنفيذ أول خطوة وعدم تأجيلها، فالتأجيل والمماطلة هى مفاتيح الفشل، فكما قال جيم رون: المعرفة بدون تنفيذ تؤدى للفشل والإحباط، فالفعل هو الجسر الذى نعبر من خلاله من الحلم إلى الحقيقة، فعليك عزيزى القارئ أن لا تقول "أنا لا أجيد العمل" بل قل دائما "أنا إنسان، إذن أنا أستطيع القيام بأى شىء"، وتذكر دائما قول الله تعالى "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا" صدق الله العظيم.
المفتاح الرابع للنجاح هو الدافع، فالدوافع نوعان، إما دوافع داخلية نابعة من داخل الإنسان، أو دوافع خارجية نابعة من خارج الإنسان أى من البيئة المحيطة به، فيجب أن يكون هناك دافع قوى يدفع الإنسان للتمسك بطموحه وحلمه، لأن الدافع هو ذلك الوقود الذى يحركنا للقيام بالأفضل، فما عليك عزيزى القارئ إلا أن تقوم بتنشيط ذلك الدافع وذلك عبر عدة وسائل أهمها: الاحتفاظ بحلمك أمام عينيك وذلك عن طريق قراءة سير الشخصيات التى طالما حلمت أن تصبح مثلها، أو أن تضع أمام عينيك دوما صورا لحلمك الذى ترغب به، ذلك سيقوم بإعطائك دافع قوى للمثابرة من أجل ذلك الحلم.. من جهة أخرى يعتبر التنفس الصحيح والطويل من أهم الوسائل التى تساعد على استرخاء الأعصاب وإزالة التوتر وأن تتخيل أنك تخرج كل التوتر والضغط مع زفيرك، فالتنفس الصحيح أيضا من أهم طرق الحفاظ على الدافع القوى، فهو يقوم بإرسال إشارات للمخ تقوم بتنشيط خلاياه وإعطائها الطاقة اللازمة للعمل بجد. من أهم الأمور أيضا التى تساعد على الحصول على الدافع هم الأشخاص الذين يشكلون محيطك الاجتماعى، فمن المهم جدا أن تبتعد عن الأشخاص السلبيين فى حياتك، ولا أقصد هنا الابتعاد عنهم جسديا، ولكن عقليا قدر المستطاع وذلك عن طريق الإيمان بنفسك وعدم الإستماع لهم، واعلم جيدا أن الناجح هو من يضحك أخيرا،فقط آمن للنفسك وبقدراتك تضاعف مجهودك ولا تأبه بكلام الأشخاص السلبيين حولك. أن اهم مفاتيح النجاح من وجهة نظرى أخيرا هى الانضباط والالتزام، فمن السهل جدا البدء بأولى خطوات النجاح، ولكن من الصعب الإستمرار والالتزام والانضباط، وهذا هو سر فشل العديد من مشروعات النجاح. يقول إحدى الفلاسفة: الناجحون لا يتراجعون، والمتراجعون لا ينجحون. لذلك حاول عدم المماطلة والتراجع، وسأقوم بشرح استراتيجية هامة تساعدك على تحقيق النجاح وتحقيق حلمك، عليك دائما عزيزى القارئ الجلوس فى مكان مريح وهادئ لمدة خمسة عشر دقيقة والتنفس بعمق شديد، ثم تغمض عينيك لتتخيل نفسك داخل حلمك وأنك تعيشه حقا وتشعر به كأنه حقيقة، وتكرار هذه التجربة عدة مرات، ذلك بدوره سيجعل العقل الباطن يصدق ما فكرت به وقمت بتخيله، ووفقا لقانون السر الذى تحدثت عنه سابقا، سيؤدى لتحقق ما تريد بحسب درجة إيمانك وتصديقك لقدراتك، وإيمانك ويقينك بقدرة الله تعالى. عليك أن تعلم عزيزى القارئ أن الفشل غالبا ما يكون بداية النجاح، فوالت ديزنى قاموا بفصله من الجريدة لأنه ليس مبدعا، وتوماس أديسون فصلوه من مدرسته لأنه كان غبيا، فأعلم وكن على يقين عزيزى القارئ أن فشلك فى إحدى التجارب ليس معناه فشلك فى حياتك، فلا تقم بتعميم فشلك على حياتك ابدا واعلم جيدا أن الحياة تجارب ولا يمكن أن ينجح الإنسان إلا إذا حاول عدة مرات والدليل على ذلك أن أحد نظريات التعلم تنص على أن الإنسان يتعلم عن طريق المحاولة والخطأ. عزيزى القارئ حدد رسالتك من هذه الحياة، وحاول تنفيذها، فمجرد محاولتك تحقيق هذه الرسالة هذه بحد ذاته متعة، فلا تكن إنسانا عاديا يحيا دون هدف، ثابر، حاول، ضاعف جهدك وستضمر ثمار عملك لتجنى منها ذات يوم أحلامك وآمالك البعيدة.
روان سالم ذكى تكتب: فشلك مرة دليل على نجاحك ألف مرة
الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015 08:04 م
شخص حزين - أرشيفية