الكتاب فى الأصل مجموعة من مقالات مندور التى كتبها قبل ثورة 1952 ولم تنشر فى كتاب، وظلت مبعثرة فى مجلات وصحف مختلفة، فى فترات متباينة، إلى سارع الناقد الراحل رجاء النقاش وأصدرها عقب وفاة مندور قبل خمسين عاما، وظل الكتاب بعيدا عن متناول القارئ منذ ذلك الوقت.
وتسجل مقدمة الكتاب أنه عندما توفى الدكتور مندور فى 19 مايو 1965 شعر الكثيرون أنهم خسروا رائدا عظيما من رواد النضال المخلص فى بلادنا، فلقد كان مندور رائدا فى الميدان الأدبى، وكان منذ أن بدأ يكتب داعية من دعاة التجديد الأدبى، وكان التجديد الذى يدعو إليه هو تجديد الأصالة والعمق، وليس تجديد "الموضة" ولا تجديد الذين يحاولون لفت الأنظار إليهم بأية وسيلة ممكنة، على عكس هذا كله كان مندور، فكانت دعوته إلى الشعر المهموس - على سبيل المثال - هى دعوة إلى الصدق.. دعوة إلى العودة بالأدب العربى إلى المنبع الوحيد الأصيل لكل أدب عظيم وهو: النفس الإنسانية.
ولم يكن مندور ناقداً أدبيا فقط، بل كان مفكرا تتميز نظرته إلى الأمور بالعمق والشمول والحرارة، ولم يستطع أبدا أن يقضى على طبيعته الحية النشيطة الملهمة، وعندما نقرأ كتابات مندور قبل الثورة ندرك تماما أنه كان أحد الذين يبشرون فى إخلاص وأصالة بقيام الثورة، بل كان يتنبأ بكثير من الآفاق التى سوف تسير فيها الثورة لتحقق أحلام الجماهير، فقد كان من الرواد فى الدعوة إلى تدخل الدولة فى الاقتصاد حتى يمكن تحقيق العدل وتطوير الإنتاج، وكان مندور من الرواد المنادين بالديمقراطية الاجتماعية، التى تحفظ للفرد كرامته وحريته وتحقق العدل والمساواة بين الجميع، وانطلق مندور من خلال هذه الأفكار الرائدة ليحارب استغلال الباشوات ويكشف أسرار هذا الاستغلال بصورة جريئة واضحة مدعمة بالحقائق والوثائق.
وعندما قامت ثورة 1952، رأى أحلامه فى العدل والحرية تتحقق حلما بعد حلم، فوجه نشاطه إلى الميدان الأدبى من جديد، وإن كان فى رحلته الأدبية الأخيرة بعد الثورة يتحدث باستمرار عن الدور الاجتماعى للأدب، ويؤكد أن الأدب إنما هو وسيلة راقية وجميلة من وسائل تغيير المجتمع ومساعدته على التقدم والتطور، وهكذا عاش مندور حياته كلها محاربا لا يهدأ من أجل العدل والحرية والفكر الأصيل الصادق.
موضوعات متعلقة..
صدور كتاب "كيف يُستخدم عقلك لتدمير أرضك" لتيمور المغازى عن دار ليان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة