توفى المخرج والمنتج مصطفى العقاد، في الأردن متأثرا بجراحه هو وابنته، وذلك ضمن ضحايا الانفجار الانتحارى الذى نفذته قوى إرهابية تبناها تنظيم القاعدة طالت مدنيين أبرياء على أحد الفنادق التي كانوا متوجهين اليها لحضور حفل زفاف أحد الأصدقاء، تاركاً ورائه ارثاً من أعظم وأهم الأعمال الفنية المتميزة، ونوعاً جديداً من الأفلام لم يكن مألوفاً وقتها والتى نال على اثرها الكثير من الجوائز والأوسمة في عدد من المهرجانات السينمائية العربية والدولية وتكريمات من زعماء عرب وأجانب أبرزهم الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون.
كانت هذه التفجيرات بمثابة ضربة فى الصميم لكل ما كان يتبناه المخرج المحافظ على هويته العربية والإسلامية فى بلاد الغرب..مخرج أراد أن يبرئ الدين الإسلامى من أعمال الإرهابيين وأفعالهم، وكأنه أراد أن يقول "هؤلاء إرهابيون لا علاقة لهم بالدين..تريد أيها العالم أن تعرف الدين الإسلامى انظر إلى فيلم الرسالة".
فيلم الرسالة الذى واجه العقاد تحديا كبيرا في تصويره والذي يعد واحداً من أهم أعماله الذى أخرجه عام 1976، فهو فيلم لا يرى ولا يسمع فيه المشاهدون صورة أو صوت النبي محمد، ويقال أن الآلاف سمعوا من خلال هذا الفيلم عن الإسلام لأول مرة، وأكثر منهم فهموه بمعناه الحقيقى وعرفوا أنه دين يتكلم عن الحرية والعدالة والمساواة، ومن يومها عرفه الجمهور العربى والعالمى كأبرز السينمائيين الذين ناصروا فكرة الإسلام.
كما أن للعقاد الكثير من الأعمال السينمائية الأخرى المتميزة، فقد أنتج رحمه الله 13 فيلماً أخرج منهم ثلاثة، من بينهم فيلم "موعد مع الخوف" وفيلم "جولة حرة" وسلسة أفلام الإثارة والرعب الشهيرة "هالووين"، فمن منا لم يشاهد أو حتى يسمع عن هذا السلسة المكونة من ثمانية أجزاء والتي بدأت في عام 1979 واستمرت حتى عام 2002.
كما أخرج الراحل فيلم "أسد الصحراء" عام 1981 الذي يتناول قصة كفاح المناضل الليبي عمر المختار، وتدور أحداثه في الفترة بين الحربين العالميتين في صحراء إفريقيا؛ حيث يعرض الفيلم الوحشية التي كانت قوات الاحتلال الإيطالي تتعامل بها مع أهالي ليبيا؛ بأوامر من الديكاتور "موسولينى"، ولكن لم يتم السماح بعرضه إلا في عام 2009، عقب الزيارة التي قام بها الرئيس الليبي الراحل "معمر القذافي" إلى إيطاليا بعد ان كانوا يعتبروه مشوهًا لصورة الجيش الإيطالي والحكومة.
تزوج العقاد مرتين الأولى من السيدة "باتريسيا" أمريكية تحمل شهادة الماجستير في الفنون والآداب، والتى كانت زميلته في الجامعة، أما زوجته الثانية فهى السيدة "سهى العشي"، والتى كان زواجه منها سببًا في ارتباطه أكثر ببلده سوريا.
لقد قتل الإرهاب من حاول الدفاع عن الإسلام طوال حياته، فكان رحيله فقداناً عظيمأً للسينما العربية فكان مثالاً لفنان التزم بقضايا أمته وقضايا العدل والحق في العالم فقد أوصل رسالة الإسلام للعالم الغربي بأعماله الرائعة.
موضوعات متعلقة..
رئيس قصور الثقافة: نحقق فى واقعة ندوة ابن عثيمين ونتخذ أشد العقوبات حال ثبوتها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة