وإذا عرفنا المضاعفات الخطيرة لهذا المرض، والتى تتوحش مع إهمال علاجه يصبح من الضرورى أن نأخذ كل الاحتياطات للحد من انتشاره ومن مضاعفاته، خاصة إذا عرفنا أن هناك العديد من علامات الإنذار التى تنبهك باقتراب هجوم هذا المرض.
فى السطور التالية نساعدك على مواجهة هذا المرض، سواء بمعرفة مؤشراته والاحتياط له قبل أن يقتحم حياتك، أو بمعرفة كيفية اكتشافه وتجنب مضاعفاته، والتعامل معه، وكذلك نفتح باب الأمل بالكشف عن أحدث العلاجات.
- 5 إلى 10% من أصحاب تلك المرحلة يتحولون إلى مرضى سنوياً.. نصف المصريين المصابين بالسكر لا يعلمون إصابتهم.. ومعرضون للإصابة بالمضاعفات
السكر من أخطر الأمراض وأكثرها انتشارًا بين البشر، فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية قدرت نسبة المصابين بالسكر 10% على مستوى العالم.
وترجع أسباب ارتفاع نسب الإصابة بالسكر إلى العادات الغذائية الخاطئة فى المقام الأول، كما تلعب العوامل الوراثية دورًا مؤثرًا فى رفع فرص الإصابة بمرض السكر.
يوضح استشارى أمراض السكر، الدكتور هانى نعيم، العلامات التى تمثل جرس إنذار وتعرف علميًا بمرحلة ما قبل السكر. وهى مرحلة متوسطة لارتفاع مستوى السكر بالدم، تكون فيها معدلات السكر أعلى من الطبيعى، لكنها لا تصل إلى الأرقام التى يتم بها تشخيص مرض السكر.
ولهذه المرحلة خطورتها، حيث إن نسبة 5 إلى 10 % يتحولون إلى مرضى بالسكر سنويًا.
كما أن المصابين يتعرضون لمخاطر التهاب الأعصاب السكرى، والكلية السكرية والشبكية السكرية وأمراض الشرايين بنسب أقل من مرضى السكر، لكنها تحدث بزيادة ملحوظة عمن ليس لديهم هذه الزيادة بمعدلات السكر. ويضيف: من الممكن تشخيص هذه الحالة بثلاث طرق، هى:
• ارتفاع مستوى السكر الصائم أكثر من 100 وأقل من 126.
• ارتفاع السكر الفاطر أكثر من 140 وأقل من 200.
• معدل سكر تراكمى أكثر من 5٫7 وأقل من 6٫4.
وتشير الإحصائيات إلى أن 8% من المصريين مصابون بمرحلة ما قبل السكر، وأن نصف المصريين المصابين بالسكر لا يعلمون إصابتهم بالمرض. والعلاج يبدأ بتغيير نمط الحياة، من خلال اتباع المريض نظامًا غذائيًا و رياضيًا مع تقليل الدهون، وممارسة الرياضة لمدة 4 ساعات أسبوعيًا. وقد اختبر العديد من الأدوية لعلاج هذه الحالة، منها عدة عقاقير أجيزت من منظمة الدواء، وتمت أيضًا مناقشة جراحات السمنة المختلفة، حيث جاءت بنسبة نجاح 78%.
ومن اللافت جدًا تراجع مضاعفات السكر التى تحدث فى هذه المرحلة دون تدخل علاجى مباشر للتعامل مع المضاعفات، ويمكن الاكتفاء بتنظيم الغذاء فقط.
- أحدث العلاجات.. أنسولين على شكل بسكويت يخلصك من ألم الحقن.. وبنكرياس صناعى محل الطبيعى.. وإعادة برمجة الخلايا
انطلق العالم نحو القضاء على مرض السكر عن طريق التكنولوجيا الحديثة، حيث ابتكر العلماء حول العالم العديد من التقنيات، وتشمل:
• وداعًا للحقن المؤلمة.. أنسولين على شكل بسكويت ويفر، حيث كشفت الأبحاث الطبية الحديثة عن مفاجأة كبيرة لمرضى السكر، حيث تم الكشف عن علاج جديد لمرض السكر يُغنى عن حقن الأنسولين المؤلمة، فالعلاج الجديد عبارة عن ويفر بسكويت، وبالأدق شريط ويفر فى حجم طابع البريد، يحتوى على نفس جرعة الأنسولين التى يتم أخذها عن طريق الحقن، ولكن الاختلاف أنه يتم مضغه بالفم، لينقل هرمون الأنسولين عبر آلاف الأوعية الدموية الدقيقة الموجودة فى بطانة الفم، وتحت اللسان، ومنها إلى مجرى الدم.
وتعرف هذه الرقاقة أو الويفر باسم «MSL-001»، وهى من إنتاج شركة ميداتك البريطانية، وتتميز بفاعليتها فى توصيل الأنسولين بشكل سريع إلى الدم خلال مدة لا تتجاوز 30 ثانية.
كما ابتكر العلماء مضخة أنسولين جديدة تشبه طريقة عمل البنكرياس، ويعتبر إنجازاً كبيراً وبشرى جديدة لمرضى السكر من النوع الأول، والذى غالبًا يصيب الأطفال والمراهقين، كشفت عنه مؤخرًا صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، وهى أنسولين جديدة تشبه إلى حدٍ كبير طريقة عمل البنكرياس، حيث تقوم بإيقاف إفرازات الأنسولين بمجرد انخفاض مستوى جلوكوز الدم إلى حد معين.
وأشار التقرير أن الجهاز الجديد يعرف باسم «MiniMed 640G» وسعره حوالى 3000 جنيه إسترلينى، ويتميز بقدرته العالية على محاكاة عمل البنكرياس بشكل يفوق المضخات السابقة، حيث يحتوى على مستشعرات تتعرف على مستويات الجلوكوز بالدم، وتفرز كميات الأنسولين التى تعادلها، ويصلح بشكل أكبر للمرضى الذين تنخفض مستويات الجلوكوز لديهم بشكل ملحوظ ومفاجئ، لأنه تم تصميمه خصيصًا ليتوقع انخفاض سكر الدم قبل أن يحدث.
جدير بالذكر أن مرض السكر من النوع الأول أو سكر الأطفال يختلف عن مرض السكر من النوع الثانى الذى يصيب كبار السن، حيث يفتقد بنكرياس الطفل القدرة تمامًا على إفراز الأنسولين، كما أن المرض ينشأ لأسباب جينية ولا دور للطعام أو أسلوب الحياة فى ذلك.
فيما تمكن فريق من الباحثين بجامعة بنسلفانيا الأمريكية من التوصل إلى أحدث صيحة لعلاج مرض السكر المزمن، ما يعرف تقنية «إعادة برمجة الخلايا»، حيث يتم تحويل الخلايا «ألفا» داخل البنكرياس إلى الخلايا «بيتا» المفرزة للأنسولين.
وأشار الباحثون، إلى أن خلايا «ألفا» تحتوى على بعض الجينات القابلة للتعديل، من خلال الحمض النووى مباشرة. وتحمل تقنية إعادة البرمجة فى تكوين خلايا «بيتا» ميزة مهمة أخرى، لأنها تسهم فى خفض إفراز كميات كبيرة من هرمون الجلوكاجون الذى تفرزه خلايا «ألفا»، والذى يرفع من مستويات الجلوكوز بالدم، بما يقلل من تركيزاته، فتصبح مهمة الأنسولين أسهل للسيطرة على مستوى السكر بالدم.
- لو ابنك بيدخل الحمام كتير.. وبيتعب.. وبيقولك شيلنى.. ماتقولش بيدلع.. ممكن يكون «سكر»
تعانى نسبة كبيرة من الأطفال من الإصابة بمرض السكر من النوع الأول، والذى يحتاج للعلاج بالأنسولين، وأشارت الإحصائيات إلى أن ثلث الأطفال معرضون للإصابة بمرض السكر، ورغم ذلك يجهل الكثير من الآباء أعراض إصابة أطفالهم بالمرض. يقول توفيق سيد: «أنا مش مصدق إن ابنى مصاب بالسكر، ولما كان بيشتكيلى إنه تعبان افتكرت إنه بيدلع، رغم أن أعراض السكر كانت ظهرت عليه، كان بيقوللى مش قادر يمشى وعايزنى أشيله وبيدخل الحمام كتير، وبيخرج من تمرين السباحة تعبان ومش قادر يكمل، ولأن أغلب الأطفال اللى فى سنه بيعملوا كده ما خطرش فى بالى إنه مصاب بالمرض إلا بعد إجراء التحاليل، موجهاً رسالة للآباء: «لو ابنك بيشتكى ليك إوعى تتجاهل شكوته، ولازم تهتم».
من جانبه قال الدكتور هشام الحفناوى، عميد معهد السكر والغدد الصماء، إن نسبة الإصابة بمرض السكر عند الأطفال 1 من كل 1000 طفل فى عمر 6 سنوات، مشيرًا إلى أن من أهم أعراض الإصابة بسكر النوع الأول دخول الحمام بكثرة، وعدم القدرة على الذهاب للمدرسة، والخمول، والنوم لفترات طويلة، والرغبة فى تناول الحلوى بشراهة، وعدم القدرة على المشى، وفقدان القدرة على التحكم فى البول، لذا يجب الانتباه لهذه الأعراض، وفى حالة الشكوى يجب إجراء التحاليل اللازمة.
- لتجنب الغرغرينا والبتر.. «خلى عينك فى رجليك» واحمِ نفسك من «القدم السكرى»
القدم السكرى أحد أكثر وأخطر المشاكل التى تصيب مرضى السكر، نتيجة لارتفاع مستوى السكر، وعدم ضبطه فى الجسم، مما يترتب عليه تعرض القدمين للإصابة ببعض الأضرار الصحية التى تتسبب فى حدوث مشاكل لمريض السكر، قد تصل أحيانًا إلى الغرغرينا وبتر القدم.
تقول دكتورة هالة إبراهيم عيسوى، استشارى الباطنة والسكر: يتسبب تعرض مريض السكر لمشاكل «القدم السكرى» فى حدوث بعض المشاكل الصحية، ومن أهمها:
التهاب الأعصاب الطرفية
حيث يتسبب «القدم السكرى» فى حدوث تأثير على الأعصاب الطرفية بالقدم، مما يؤدى إلى فقدان المريض الشعور، أو انعدام الإحساس بالأعصاب الطرفية بأصابع القدم، وهذا ما نلاحظه فى كثير من الأحيان بشكوى مريض السكر من الإصابة ببعض الجروح دون الشعور بها، ومن أهم الأسباب عدم الاهتمام بنظافة أو جفاف القدمين جيدًا، وارتداء الأحذية غير المناسبة لمريض السكر، مثل الأحذية الضيقة، وعدم الاهتمام بضبط السكر، وعدم المتابعة مع الطبيب.
وتضيف د. هالة: يجب على مرضى السكر استشارة طبيب الجراحة والسكر فى حالة ملاحظة أى تغيير بالقدم، وعدم إهمال الأمر لتجنب التعرض للغرغرينا التى تصل أحيانًا إلى بتر الجزء المصاب من القدم، وقد يتعرض المريض للوفاة.
وتقدم د. هالة بعض النصائح والإرشادات التى ينبغى على مرضى السكر مراعاتها، لتفادى الإصابة ومضاعفات ومشاكل «القدم السكرى» وأهمها:
1 ضبط معدل السكر فى الدم.
2 فحص القدمين يوميًا.
3 ارتداء أحذية مناسبة لمريض السكر.
4 عدم فقد الأمل فى الشفاء.
- لمريض السكر.. البطاطا الحلوة وعين الجمل والشيكولاتة الداكنة هتنظم سكرك وتحميك من الأمراض
كشف موقع readers digest الأمريكى عن عدد من الأطعمة المهمة والمفيدة لمرضى السكر، والتى تساعد على انتظام مستوى السكر فى الدم، وحرق الدهون، وتقليل الالتهابات، بالإضافة إلى اكتساب العديد من الفوائد الصحية، وذكر التقرير قائمة بهذه الأطعمة، وهى:
عين الجمل
تحتوى على الأحماض الدهنية غير المشبعة، وحمض الفالينوليك، ويقى من الالتهابات، لاحتوائه على أوميجا 3 والألياف وفيتامين e والمواد الكيميائية النباتية، وأثبتت الأبحاث أن عين الجمل مضاد للأكسدة وللسرطان، ويقى من ارتفاع الكوليسترول بالدم، ويقلل من تطور مرض السكر وأمراض القلب.
البطاطا الحلوة
كشفت الأبحاث أن البطاطا الحلوة تحتوى على الأنثوسيانين، وهى صبغة طبيعية تعطيها اللون البرتقالى، وتحتوى على مواد مضادة للأكسدة والالتهابات، كما أنها مضادة للفيروسات، فتساعد على تقليل مستوى السكر فى الدم.
التوت البرى
يحتوى على ألياف غير قابلة للذوبان، تقلل من الشعور بالجوع وتسيطر على نسبة السكر فى الدم، حيث أجريت دراسة قامت بها وزارة الزراعة ووجد أن الأشخاص الذين يتناولون نصف كوب من عصير التوت البرى يوميًا لديهم انخفاض بمستوى السكر فى الدم.
الشيكولاتة الداكنة
غنية بمركبات الفلافونويد، وأظهرت الأبحاث أن هذه المواد تقلل من مقاومة الأنسولين، وتحسن من حساسية الجسم له، كما أن مادة الفلافونويد تقى من مخاطر السكتة الدماغية، وضغط الدم، وتقلل من خطر السكتة القلبية.
السمك
غنى بالبروتينات الأوميجا 3 التى تقلل من مستوى الدهون فى الدم ومشاكل الوزن، ويساعد على انخفاض مستوى الدهون فى الجسم.
الفاصوليا البيضاء
من البقوليات الغنية بالبروتينات والألياف القابلة للذوبان، والتى تساعد على خفض الكولسترول، وتقلل من مستوى السكر فى الدم.
العدد اليومى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة