بالأمس القريب ضاقت الدنيا بالقطاع السياحى فانفرج شعاع نور فى سوق الدولار، اليوم نواجه تحديا جديدا بقرار روسى مباغت بحظر استقبال رحلات مصر للطيران، بالطبع هذه ليست نهاية العالم فأزماتنا الداخلية تتخطى بقسوتها أحيانا ألم الطعنات الخارجية، فهل السبيل إلى ذلك أن نفتح باب النواح لآخره أملا فى انتهاء ألمنا؟ نمسك العصا من المنتصف أم نضرب بها رأسنا حتى نموت؟ منذ 40 عاما كانت كوريا الجنوبية تعانى كل شىء بدءا من شح الموارد وانتهاء بوقوعها تحت الاحتلال، لكنها صبرت ولجأت لشعبها متيقنة أنهم لن يخذلونها فاعتمدت بناء الفرد ليؤسس مجتمعا سليما ومنتجا، ها هى الآن تتباهى بكونها ضمن أقوى 20 اقتصادا فى العالم، مثلها إيران التى لم يبالى المخلصون فيها برعونة حكم الآيات ودهاقنة الدين، فانكبوا على بلادهم لصنع اقتصاد قوى ساعدتهم موارد النفط الوفيرة، استطاعوا به أن يقيموا حصادا دوليا دام عشر سنوات وعزلة دولية لم تمنعهم من القدرة على الحلم والاقتراب من لمسه بأيديهم.
الأمر إذن ليس بدعا ولا سجين النظريات المثالية، فتلك الدول تفعل ما تحسبه صوابا لشعبها حتى لو اتهمت بالطمع أو التبعية للخارج، لأنها تعلم يقينا أن اعتمادها على أبنائها ومواردها المتاحة، يخلق لاقتصادها متنفسا يغنيها عن الاختناق من كتم الخارج لأنفاسها، وللإنصاف فإن كنا نريد أن نصبح يوما مثلهم فلا يكفينا أن نتحسر على حالنا، كل واحد منا عليه أن يتحمل مسئوليته، أن نؤمن نحن كأفراد بأن الأوطان لا تبنى بالتشفى والكراهية والسلبية، وأن تلتزم الحكومة بواجبها فى الشفافية ولا تترك الناس فريسة لقلة المعلومات ووفرة الشائعات، وتلتزم أمامهم بسياسات واضحة تخبرنا بها كيف ستتفادى هذه الصدمة.
من حقنا أن نحلم لبلدنا هذا بالأفضل ونفتح لأبنائنا شعاع نور فى المستقبل الذى نصنعه لهم، لا أن نجلس نندب حظنا العاثر وقلة حيلتنا، أقل ما يستوجبه الأمر أن نكون صامدين أمام كل أزمة، فما أسهل أن تكون يائسا لا يحملك أحد المسئولية، الأصعب أن تحلم وتقابل كل تحد بصمود تلخصه جداتنا بقولهن "أكتر من كده وربك بيزيح".
موضوعات متعلقة
حظر رحلات "مصر للطيران" إلى روسيا.. وزير الطيران: تلقينا إخطارا من مطار دوموديفو فى موسكو بإلغاء رحلة الغد.. وأعادنا الحجز للركاب القادمين على الرحلة.. وزعزوع: قادرون على طمأنة روسيا بشأن تأمين الركاب