من تفجير فى القاهرة إلى إطلاق نار فى باريس.. ومن كنيسة إلى مسجد إلى حفل غنائى، لم يعد الإرهاب يفرق بين الأجناس أو الأعمار أو الأديان، أينما نكن يدركنا غدره وتطولنا أيديه السوداء، ومع وسائل الاتصال الحديثة فى دقائق يصبح الحدث فى كل مكان، على التليفزيونات والسوشيال ميديا والهواتف المحمولة والحواسب اللوحية الصغيرة المستقرة فى أيدى أطفالنا ليغتال براءتهم ويدمر حياتهم.
العشرات من المشاهدة البشعة تمر يوميا على عيون أطفالنا من الشاشة الكبيرة المعلقة فى البيت، وحتى الهاتف الصغير الذى يحملونه فى أيديهم، طفل مقتول هنا، وفتاة تصرخ هناك، أطفال يحملون السلاح وينضمون لصفوف الإرهابيين تارة ويقتلون برصاصهم تارة أخرى، لتلطخ الدماء المشاهد التى تمر يوميا على عيون أطفالنا، والتى كانت تنحصر قبل سنوات قليلة فى برامج الكارتون والأطفال المبهجة.
إلى أين وصل أطفالنا، ومدى تأثير ذلك عليهم، وكيف نعبر بهم هذه الأزمات والمشاهد التى باتت واقعا يعيشونه يوميا، كل هذه الأسئلة طرحناها على شازلونج الطبيب النفسى.
الدكتور محمد عادل الحديدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة، يقول: إن ثورة المعلومات جعلت مشاهد القتل والعنف اليومية فى متناول الأطفال، وتصل لهم عبر شبكات التواصل الاجتماعى دون أن يبحثوا عنها، وليس ذلك فقط، بل تمر عليهم فى اليوم مرة واثنين وثلاثة عبر وسائل الإعلام المختلفة حتى تترسخ فى عقولهم وتنطبع صورها فى أذهانهم بشكل مرعب.
المؤسف أن الأطفال ليس لديهم فكرة النقد، فهم يرون إما الأبيض أو الأسود، والخير أو الشر، وبالنسبة لهم رؤية الشر ينتصر أو ينجح فى قتل الضابط الذى يمثل لهم الأمان من الممكن أن تدمر الكثير من شخصيتهم وأفكارهم.
ويتابع أن نتيجة ما يشاهده الأطفال غالبا تكون تحولهم إما إلى شخصيات عنيفة، وهذا ما يدفع داعش للاهتمام بصناعة ميلشيات من الأطفال، ونتيجة هذا العنف بدأت تظهر حوادث القتل والاغتصاب فى المدارس سواء فى مصر أو فى مختلف دول العالم.
أما النتيجة الثانية فهى فقدان هؤلاء الأطفال لكل إحساس بالأمان، وفقدان الثقة فى الجميع، والتحول إلى شخصيات مهزوزة وضعيفة.
ولحل هذه الأزمة لا بد من عدة خطوات، الخطوة الأولى تكون بمراقبة ما يشاهده أطفالنا، وعدم السماح لهم بمشاهدة المحتويات العنيفة المعروضة قدر الإمكان، الجانب الآخر تعريفهم أن هذا هو الاستثناء، وأن العالم طبيعى، بحيث لا يعتقدون أن هذا هو الطبيعى وأن العالم من حولهم مرعب، فنعرفهم أن هذه أفعال استثنائية يقوم بها مجرمون.
مرحلة أخرى هامة، هى تعريف الأطفال على الجزاء الذى يلحق بهؤلاء المجرمين، فالأطفال غالبا يشاهدون المشهد الأول للجريمة، ولا يهتم الإعلام بإظهار نهاية الجريمة وما آلت إليه بنفس القوة، ولذلك لو شاهد الأطفال حدث به عنف وإرهاب يجب أن يشاهدوا أو يعرفوا بالجزاء الذى يقع على المجرمين المتسببين فى هذا الحادث.
ماذا فعل الإرهاب بأطفال 2015؟.. الطب النفسى: العنف والانطواء وجهان لما يتابعه أطفال اليوم من حوادث إرهابية..السوشيال ميديا وضع الأطفال فى قلب الحدث..ونقل الإرهاب بمقاطع مصورة خلق طفلا "عدوانى بالفطرة"
الإثنين، 16 نوفمبر 2015 04:39 م
أحداث باريس الإرهابية