شراكة القاهرة وواشنطن
وأشار برينان فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأمن العالمى 2015، الذى استضافة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أمس الاثنين، إلى أنه أكد على التزام واشنطن تعزيز شراكتها مع القاهرة على صعيد مكافحة الإرهاب فى اتصال هاتفى مع نظيره اللواء خالد فوزى، رئيس المخابرات المصرية، هذا الأسبوع.
وأضاف أنه بينما تتبع كل من واشنطن وموسكو سياسات مختلفة بشكل كبير، بشأن كيفية أفضل السبل لإنهاء إراقة الدماء فى سوريا، لكنه عقد عدة محادثات مع أحد نظرائه فى روسيا على مدى الأسابيع القليلة الماضية دارت حول سبل تعزيز التعاون الأمريكى الروسى على صعيد مكافحة الإرهاب، وتحديدا تهديدات داعش.
وتابع بالقول: "هذه العلاقات هى امتداد أساسى للدبلوماسية والعمليات العسكرية. فمن خلال العمل مع الشركاء الأجانب، نعمل على تعزيز الأمن العالمى بمساعدتهم على مواجهة التحديات التى تهددنا جميعا".
وأضاف أن الاستخبارات القوية والدقيقة والعميقة، هى أساس جميع مناحى سياسة الأمن القومى اليوم، من التحرك العسكرى للدبلوماسية وحتى إنفاذ القانون الدولى. إذ أن الاستخبارات الجيدة تسمح لصناع القرار بفهم أفضل للمخاطر والتحديات التى تواجه الولايات المتحدة والأمن العالمى.
العالم أصبح غير مستقر
وأقر برينان أن عناوين الصحف اليومية تؤكد أن العالم أصبح غير مستقر على نحو متزايد، وفى الواقع يؤيد التاريخ هذا الأمر. فخلال السنوات الثلاث الماضى شهد العالم موجات من الاضطرابات أكثر من أى وقت مضى، مشيرا إلى أن الصراعات المستمرة فى سوريا والعراق وأوكرانيا واليمن وليبيا وأجزاء أخرى من أفريقيا تعد أمثلة واضحة على ما يعانيه العالم.
وقال برينان إنه عندما ينظر محللو الـCIA فى الأسباب العميقة وراء هذه الاضطرابات المتصاعدة، فإنهم يجدون عوامل طائفية وقومية وتكنولوجية تعمل على تآكل هيكل النظام الدولى. وأضاف أنهم يرون أن الاتجاهات الاجتماعية الاقتصادية وتأثير التغيير المناخى وعناصر أخرى تثير القلق أيضا.
وتابع بالقول "إن ما يسمى بثورات الربيع العربى لم تكن معركة من أجل الديمقراطية بقدر ما كانت معركة من أجل التخلص من أنظمة فشلت فى تلبية المعايير الأساسية للحكم والمجتمع المدنى. وكما رأينا فعندما يشعر الناس بخيبة أمل تجاه القوى القائمة، فإن وسائل التواصل الاجتماعى تمكنهم بسرعة أكبر وسهولة من تشكيل الجمعيات التى تتحدى الوضع الراهن". مضيفا، هذا يعد سببا لتغير المشهد العالمى بوتيرة أسرع وأكثر تخريبا.
هجمات باريس لم تكن مفاجأة
وعلق مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية على الهجمات الوحشية التى استهدفت العاصمة الفرنسية باريس، وأسفرت عن سقوط أكثر من 130 قتيلا وإصابة العشرات، مساء الجمعة، مشيرا إلى أنها لم تكن مفاجأة، مضيفا أنهم توقعوا تآمر تنظيم داعش لشن هجمات على الدول الغربية وخاصة أوروبا.
وتابع أن هجمات بهذا المستوى بالتأكيد لم يتم الإعداد لها فى غضون أيام، لكن يبدو أن الأمر كان مخطط له بعناية على مدار عدة أشهر من خلال إعداد العناصر والأسلحة والمتفجرات والأحزمة الناسفة. وأشار برينان إلى أنه يتوقع تخطيط التنظيم الإرهابى للمزيد من هذه الهجمات ضد دول أخرى.
الانتقادات تقوض عمل أجهزة الأمن
وخلص أن هناك الكثير من القدرات التكنولوجية المتاحة والتى تجعل من الصعب للغاية، سواء من الناحية الفنية أو القانونية، على أجهزة المخابرات والأمن الكشف عن بعض الأمور. مشيرا إلى أنه حان الوقت، لاسيما لأوروبا وكذلك للولايات المتحدة، للنظر فى بعض الثغرات غير المقصودة أو المتعمدة التى تقوض قدرة أجهزة الاستخبارات والأمن على حماية الناس.
وفى لهجة غير مسبوقة، انتقد مدير وكالة الاستخبارات تقييد برامج التجسس الحكومية على المواطنين باعتبارها سببا لتقويض عمل الوكالات فى الإمساك بالإرهابيين، مشيرا إلى أن الانتقادات الكثيرة للحكومة على صعيد جهود الكشف عن الإرهابيين والتسريبات الخاصة ببرامج التجسس، فضلا عن بعض السياسات والإجراءات القانونية، جعلت من الأصعب التعرف والقبض على الإرهابيين. وختم بالقول "آمل أن تكون هذه دعوة للتيقظ، خاصة فى أوروبا حيث أعتقد أن هناك تشويها لدور الأجهزة الأمنية الاستخباراتية من بعض الجهات التى تهدف لتقويض قدرات هذه الأجهزة.
موضوعات متعلقة..
- الصحف الأمريكية: الجمهوريون يعدون تشريعا لوقف استقبال لاجئين سوريين فى أمريكا.. طيران التحالف أراد قتل أحد مرتكبى هجمات باريس لكنه اختفى قبل أسابيع.. أعضاء داعش يتواصلون بتطبيق يدمر الرسائل ذاتيا
