أتى من البحار البعيدة .. وامتطى الأمواج العنيدة .. وأبحر بالخيول فوق سفح سكون الماء .. والتمس السحب بساط ريح ليجلب أغلى نجمة لأجمل أميرة ..
وتهادى بين الكواكب والنجوم حلما وخيالا .. رقص والملائكة زفة عرس .. و.. قــ.. بـ.. لـ..ة رقيقة على جبهة بريئة وسط سحر الشعر .. ونسمات الخلق الفنى .. وأريج الإبداع.
وسقطت قطرة ندى على خد الفارس .. أيقظه رقصة ورقة شجر وابتسامة الحب تنير وجهه .. وإشراق العشق تتلألأ على حافتيى شفتيه وشغف الشوق يدفعه ليحتضن العالم حبا وجمالا.
ويتهادى خلفها فى المطبخ يتحسس خصلات شعرها .. سلاسل الجنة .. تعجز أنامله على أن تمر من تشابكهم .. صدمة فى اكتشاف شخبطات قلم رصاص فى يد طفل لا يجيد الكتابة.. ولا يملك موهبة الرسم.. وتتلاشى ابتسام الطفولة بين ظلال الكآبة.. وترنح الدهن وسط الجلباب الواسع والذى ابتلع كل انحناءاتها الجذابة، وابتلع أنوثتها الطاغية، ونحت بصره فى مشيتها منقباً عن رقصة الفالس، ورقة غدوها ورواحها على أنغام "أنت عمرى" .. وفتات الأكل على حافتى الشفتين رئتيى العشق والهوى الذى كان.
قذفه حجر: ألن تأكل ..؟
- أنت لم تأكل بعد ..؟
- لم تتعش ..
* ..... .... ..... .......
- يبقى أكيد أنت شبعان.
- تلاقيك كعادتك .. طول اليوم ترمرم من برة .. حتة من هنا، وشوية من هناك.
*........... ........... ...............
ضوضاء .. صراخ .. نشاز .. لخبطة .. جدران الصالة تضيق .. تطبق على أنفاسه.
نظر إليها فى أمل ورجاء .. همس:
جعان .. جعان جداً ..
- طب ماتقعد .. وتأكل زى الناس ..؟
همس لنفسه:
ياريت .. بس مش عارف .. مش عارف أكون نفسى ولا عارف أكون زى الناس..؟
- ليه ..؟ مالكش بق .. ولامابتعرفش لسه تمضغ يانونو؟
كاد أن يتقيأ ..
فتح الباب .. اندفع للخارج ..
- حاترجع امتى ..؟
خرج مسرعا ..
خرج ولم يعد ..
* * *
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الشهاوى
ابداع
كلام جميل و احسيس رقيقة