كل جريمته أنه أحب إنسانة بادلته نفس المشاعر النبيلة، واتفقا سوياً على الزواج الذى حلله المولى عز وجل من فوق سبع سموات طباقا، إلا أن أهل قريته طاردوه وعروسته وأحلوا دمه، لكنه خالف العرف الذى يقضى بعدم زواج أحد من عائلة أخرى، حيث كان أول حالة تخالف هذه العادات الأزلية التى وجد أهل قريته يتعاملون بها من سنوات، لكنه تحدى كل الظروف القاسية، تحدى التهديد بالقتل، والمساومات والمطاردات وقرر أن يحمى قصة حبه، ويهرب بها بعيداً عن المخاطر.
ومع مرور الوقت استنفد كل أمواله ولم يجد ما يصرف به على زوجته، فراوده الحلم فى العودة لموطنه لكن حال التهديد بالقتل دون تحقيق حلمه، ليبقى مطارداً متخفياً فى شوارع الجيزة من المجهول، خوفاً أن تغتالته رصاصة غدر، وسط استغاثات لمديرية أمن الجيزة لم تلق إجابة حتى الآن.
التقى "اليوم السابع" مع الشاب "أحمد.ع" 30 سنة الذى سرد كواليس الواقعة منذ البداية، قائلاً: "ولدت فى إحدى قرى مدينة أطفيح جنوب شرق محافظة الجيزة، وكان فى القرية 3 عائلات، جرى العرف أنه لا تزواج بين هذه العائلات الثلاثة، وعلى مر مئات السنوات منذ تاريخ القرية لم تشهد المنطقة حالة واحدة من الزواج بين العائلات الثلاث، ووصل الأمر إلى درجة أن البعض اعتبر الزواج من عائلة أخرى بمثابة الحرام شرعاً، وأن فكرة الزواج من عائلة أخرى مرفوضة من حيث المبدأ، ولا يستطيع أحد أن يخترق هذا النظام، حيث سيكون مصيره القتل على الفور.
وتابع الشاب، تعرفت على فتاة من عائلة أخرى تدعى "ن.م" 33 سنة، ورغم أن عمرها كان يزيد عن سنى بـ 3 سنوات، ورغم أنها كانت مطلقة ولم تنجح فى تجربتها الأولى، ورغم علمى باستحالة إبرام عقد الزواج، مما يعنى أننى أعلن التحدى للجميع، رغم كل ذلك، إلا أن الحب كان هو الأقوى، فقررت أتحدى جميع الظروف وأعلن رفضى التام لعادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان، وقررت رفض عادات حرمت شرع الله وحلاله، وتحدثت مع السيدة فى أمرنا، وكانت تبادلنى وقتها نفس المشاعر الطيبة، ربما ترددت فى بعض الوقت، لكن قلبها العامر بالحب جعلها تقرر أن تتحدى الظروف وتشاركنى فى رحلة العناد والتمرد على التخلف، وطلبت منها أن تتحدث مع أقاربها فى مشروع زواجنا، فهددوها بالقتل، فلم يكن أمامنا طريقاً سوى الهرب لنحافظ على قصة حبنا.
وأردف الشاب، هربت مع زوجتى بعد أن عقدت عليها بموجب عقد رسمى لدى مأذون شرعى فى قرية مجاورة بحضور الشهود، ودخلت بها، وقررت مواجهة الجميع، ومرت الأيام الأولى برداً وسلاماً، وما أن تسربت أنباء هذه الزيجة إلى أسرتها حتى أعلنوا الحرب، فاختطفوا اثنان من أبناء عمومى وهما "ابراهيم. ن" وشقيقه "محمد" لإجبارى على طلاق ابنتهم، وحرر أهلى المحضر رقم 1849 إدارى أطفيح لسنة 2015، وأطلقوا سرح الاثنين، وبعدها تلقيت سيلا من التهديدات بالقتل والذبح لإجبارى على الطلاق، وحررت المحضر رقم 1520 لسنة 2015 بالواقعة.
واستطرد الشاب، تحملت الظروف الصعبة والأيام القاسية، وكانت الآمال معقودة أن يكون غداً هو الأفضل، لكن التهديدات زادت، وأصبحت أسيرًا فى الشوارع متخفيًا وأتنقل من مكان لآخر فى قرى جنوب الجيزة، أهرب بزوجتى خوفا عليها أن تطولها يد الغدر.
وأضاف: أحلم باليوم الذى ينتهى فيه الظلم والتخلف، أحلم بذلك اليوم الذى أعود فيه إلى قريتى بين أسرتى برفقة زوجتى، فلم أرتكب جرماً ولم أخالف شرع الله.
وأوضح المتهم، ذهبت إلى مديرية أمن الجيزة، والتقيت بأحد الضباط وعرضت عليه الأمر، وطلبت منه توفير الحماية والحفاظ على أرواحنا خاصة أننا مهددون بالقتل، فنصحونى بتحرير محضر عدم تعرض وأكدوا لى أنهم لن يستطيعوا فعل أكثر من ذلك.
قصة حب محفوفة بالدماء.. شاب يتحدى عادات قريته فى الزواج فأحلوا دمه.. ويؤكد: التزاوج بين العائلات محرم فى عرفنا.. تمردت على الجهل وهربت بزوجتى من رصاص الغدر.. و"مش هطلق مراتى لو السما انطبقت على الأرض"
الخميس، 19 نوفمبر 2015 11:24 ص
الشاب يروى للزميل محمود عبد الراضى كواليس الواقعة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة