اعترف خلف عبد الرءوف، القيادى بالجماعة الإسلامية، أن الإخوان تدفع الجماعة الإسلامية للعنف من أجل تقديمها كبش فداء وتعود للمشهد السياسى على حسابهم.
وقال "عبد الرءوف": "منذ أن بدأ تأسيس تحالف دعم الإخوان قبل "3 يوليو" وأنا أرفض دخول الجماعة الإسلامية فيه، وطالبت بالانسحاب منه مرارًا وبصورة صريحة وواضحة، سواء فى مقابلاتى واتصالاتى مع قيادات الجماعة أو فى المرات التى حضرت فيها ضيفًا فى الجمعية العمومية للجماعة الإسلامية".
وأضاف "عبد الرءوف" في مقال له: "بعد وفاة الدكتور عصام دربالة أعدت طرح الفكرة مرة أخرى على القيادة الجديدة للجماعة، أسباب ومبررات عدم الدخول فى تحالفات مع الإخوان كثيرة جدًا، حاصلها أن الإخوان يرون أن الآخرين لا شىء، أو هم على أحسن تقدير هباء منثور، فالإخوان تربوا على احتقار الآخر واعتباره على باطل لمجرد كونه ليس إخوانيًا، حتى ولو كان يؤمن بنفس مبادئهم ويتبنى نفس أطروحاتهم".
وأشار إلى أن انسحاب الجماعة الإسلامية، من تحالف الإخوان لا يعنى المشى على خطى حزب النور، أو التخلى عن مبادئ وأهداف ثورة يناير، موضحًا ان جماعة الإخوان أسست ما يسمى بالمجلس الثورى الكائن بتركيا ليكون بديلاً تحالف الإخوان ولكنهم فشلوا فى ذلك.
وتابع "عبد الرءوف": "الإخوان كجماعة برجماتية تعلى من شأن المصلحة ولو على حساب المبادئ من المحتمل أن تدخل عما قريب فى مصالحة ما سرية أو معلنة، وهى بكل تأكيد لن ترجع إلى أى من أطراف التحالف فى الرأى أو المشورة، ولكنها ستتخذ القرار الذى يتناسب مع مصالحها، ولو كان نتيجة ذلك فرم باقى أعضاء التحالف فى الخلاط".
واستطرد قائلاً: "لا أدرى أى معنى للمبررات التى تسوقها قيادة الجماعة الإسلامية للاستمرار فى التحالف وهم يعلمون يقينًا أن بعض قيادات الإخوان سعوا لدفع الجماعة الإسلامية للعنف مرات عديدة، ليكونوا هم كبش الفداء، وليبدو معارضو النظام معسكرين أحدهما معسكر الصقور الذى تمثله الجماعة والآخر معسكر حمائم السلام الذى يمثله الإخوان، لدفع الرأى العام العالمى والإقليمى لمراجعة موقفه من النظام خوفًا من تفشى الإرهاب، وذلك بإعادة الإخوان إن لم يكن إلى الحكم فعلى الأقل إلى الساحة السياسية كإحدى القوى الفاعلة فيها".
وواصل: "وبعد ذلك يتمكن الإخوان من العودة إلى رفع شعار أعطونا الشرعية نقضى لكم على الإرهاب"، وهو شعار الإخوان الذى رفعوه فى التسعينيات عندما كانت الجماعة الإسلامية تخوض معركتها مع نظام مبارك، فى الوقت الذى وقف ممثلو الإخوان فى البرلمان يبايعون مبارك لفترة رئاسة جديدة، ولكن قيادة الجماعة فطنت لذلك ورفضت وما زالت ترفض الانزلاق للعنف استمساكًا بمبادئ المبادرة التى أطلقتها الجماعة فى التسعينيات عن قناعة ويقين بعدم جدوى العنف.
وكشف عن أن الإخوان كانت تتجاهل الجماعة الإسلامية عندما كانت فى الحكم، قائلاً: "سمعت كثيرًا من قيادات الجماعة يشكون مر الشكوى من تجاهل قيادات الإخوان لهم والانفراد بالقرار فى الكثير من المواقف الحساسة باسم التحالف، وقبل "3 يوليو" كان الوصول إلى القمر بالنسبة لقيادة الجماعة الإسلامية أسهل من الوصول إلى قيادات مكتب الإرشاد لتوصيل مقترح أو توجيه نصيحة فضلاً عن الأخذ بهذه النصيحة، ومن بينها القبول بانتخابات رئاسية مبكرة، ولما لا والرئيس مرسى نفسه كان يفاجأ بالقرارات تصدر دون الرجوع إليه.
واختتم مقاله قائلاً: "تاريخ الإخوان مع الجماعة الإسلامية قبل الثورة وبعدها ملىء بالمواقف والإجراءات المخزية، التى سعى فيها الإخوان سعيًا حثيثا إلى القضاء على الجماعة الإسلامية وتهميش دورها وإقصائها من ساحة العمل الدعوى والسياسى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة