فى حين وقف ثالث فى مجلس الشيوخ أمس، الخميس، ودعا إلى منع استقبال اللاجئين من خمس دول بالشرق الأوسط، وكان صريحًا فى مقصده بإبقاء اللاجئين المسلمين خارج البلاد مع السماح باستقبال المسيحيين من نفس الأماكن.
رد الجمهوريين يختلف عما فعله بوش
وتقول واشنطن بوست، إنه بعد أسبوع من قتل إرهابيى داعش لأكثر من 130 شخصًا فى باريس، رد بعض السياسيين الجمهوريين بنوع من الخطاب تجنبه جمهورى آخر وهو الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية فى الولايات المتحدة. ففى فترة الغضب التى تلت تلك الهجمات، قال بوش إن الإسلام هو السلام وأنه لا ينبغى الحكم على كل المسلمين نتيجة لأفعال قلة من المتطرفين.
لكن فى تلك الانتخابات التى يشوبها بالفعل شكوك بشأن الحكومة وغضب بشأن الهجرة، فإن الخطاب الخاص بالمسلمين أصبح معلمًا مهيمنًا على رد الجمهوريين على الهجمات. ويأتى هذا مع انضمام 47 من الديمقراطيين إلى 242 نائبًا جمهوريًا لإقرار قانون من شأنه أن يفرض قيودًا أمنية جديدة على تعهد الرئيس باراك أوباما باستقبال 10 آلاف لاجئ سورى، سيكون أغلبهم من المسلمين.
بعض الجمهوريين قالوا إنهم سيذهبون إلى أبعد من ذلك، وسيدعون إلى ضرورة وضع المسلمين تحت تدقيق أمنى أكبر لأنه من الصعب جدًا تحديد المتطرفين منهم.
كارسون يشبه اللاجئين بـ"الكلاب"
وكان بن كارسون، جراح الأعصاب المتقاعد والمرشح فى السباق الجمهورى نحو البيت الأبيض، قد قال "لو أن هناك كلبًا مسعورًا يحوم حول الحى الذى تعيش فيه، فأنت لن تفترض شيئًا جيدًا عن هذا الكلب على الأرجح، وستبعد أطفالك عنه". وكان ذلك رده على سؤال عن اللاجئين السوريين. وأضاف قائلا: "إن هذا لا يعنى أن تكره كل الكلاب".
إدانات واسعة من المسلمين
وتابعت الصحيفة قائلة، إن مثل هذا الخطاب من مرشحين سيقودون الحزب الجمهورى تعرض لإدانات واسعة من السياسيين والجماعات المسلمة. فقال النائب أندريه كارسون، أحد اثنين من النواب المسلمين بالكونجرس، إن الأمر غير مقبول، فلو أن هناك مرشحًا للرئاسة، فهذا يعنى أنه سيكون رئيسًا لكل الشعب، ولا يمكن أن يكون لدينا مرشحون يرسمون مجموعة من الناس بفرشاة واسعة، وهذا بالتحديد ما يفعلونه.
ومضت الصحيفة قائلة، إن الشكوك المتزايدة بشأن المسلمين لم تقتصر على المرشحين الرئاسيين. فعلى سبيل المثال شبه سيد ميلر، مفوض لجنة الزراعة المنتخب بتكساس، اللاجئين السوريين بـ"الثعابين". وكتب فى تعليق على "فيس بوك" يقول: "بالتأكيد بعضهم لن يعض، لكن أخبرنى من منهم يمكن أن ندخله منازلنا".
شكوك من الديمقراطيين أيضًا
كما أن الشكوك لم تقتصر على الجمهوريين فقد، ففى وقت سابق هذا الأسبوع، تحدث عمدة رونوك الديمقراطى فى ولاية فيرجينيا عن اعتقال الأمريكيين من أصل يابانى فى معسكرات خلال الحرب العالمية الثانية فى إطار الشك بسبب عرقهم، باعتباره درسًا إيجابيًا للتعامل مع اللاجئين السوريين.
كما أن حاييم سابان، الراعى السياسى الأكبر لهيلارى كلينتون، المرشحة الديمقراطية البارزة، كان قد دعا إلى مزيد من التدقيق قى المسلمين فيما يتعلق بعلاقتهم بالإرهاب. ولم يرد معسكر كلينتون على طلب بالتعليق عن تلك التصريحات. وأصدر سابان لاحقا بيان قال فيه إنه يأسف لتمييزه دينيا بدلا من التمييز الجغرافى، وقال إنه يفضل التدقيق للقادمين من دول لداعش معاقل فيها.
أما دونالد ترامب، الذى اقترب من قبل لإغلاق المساجد وزيادة مراقبة المسلمين، قال فى مقابلة صحفية أمس الخميس: "سيتعين علينا القيام بأمور محددة لم تكن واردة قبل عام".. وعندما سئل حول ما إذا كانت مثل هذه الإجراءات قد تشمل تعقب المسلمين الأمريكيين فى قاعدة بيانات أو الإشارة لانتماءاتهم الدينية فى بطاقات الهوية، قال ترامب: "سيتعين علينا أن ننظر فى كثير من الأمور عن كثب، سننظر إلى المساجد وسننظر بعناية فائقة".