كانت دقاتها تشير إلى اقتراب السابعة -الساعة بالطبع-، صحوت على صوته، فإذا هو يضرب الحائط بكفه، ويتمتم بكلمات ما فطنت لمعناها، ماذا بك؟!، لم يجب!!
ولكونه أعز أصدقائى، غادرت وأنا أُدير الموقف فى رأسى، قلتُ لعله أخفق فى شىء ما، كان يبغى تحقُقَهُ، عدتُ مع المغربِ فإذا هو لا زال على هيئته!!
ربتُ على كتفه، وتبسمت له، ثم جلست إليه لأتبين منه الأمر؟!
أَخبرَنى أنه كتب مقالاً بخصوص حادث الطائرة الأخير، يشرح فيه وجهة نظره، وأن ثمّة قصور أو تواطؤ - لم يحدد - قد يكون هو السببُ فيما جرى.
ثمّ نشر المقال على صفحة صديقة، والتى لا تخلوا بالطبع من مؤيد ومعارض، فانهال عليه سيل من التعليقات التى تتهمه بالخيانة مرة، وبالعمالة أُخرى، وبالأخونة ثالثة، - إى والله بالأخونة - !!
دخلت إلى المقال وبدأت أقرأ، أنهيته وما فيه سوى تحليل منطقى يحترم، يخلوا عن أى كلمة نابية، أو اتهام بدون دليل - على عكس كثيرٍ مما نقرأ اليوم - !
خرجنا نتنسّم الهواء، فسألنى ما الحل؟! كيف السبيل إلى إقناعهم أننا أبناء هذا البلد كما هُم، وأننا نحبه تماما مثلهم، ولا نَنشُد له سوى كل خير ورخاء؟!
تبسّمت ثانيةً ؛ مخبراً إياه أن العلم والأخلاق، هما ملاك الأمر كله، فالتعليم الذى خرّج اُناساً غير قادرين على الحوار والمناقشة، وغير مدركين أساسا لثقافة الاختلاف، بحاجة فعلاً إلى إعادة نظر.
أما عن الأخلاق، فالأمرُ جَلى لا لبس فيه، فاللهمّ بشارة أمل !!
ورقه وقلم - أرشيفية