يكاد أغلبنا يجهل حتى مفهوم النقد ومفهوم الانتقاد، إن الفرق كبير بطريقة لا يمكن لنا أن نلاحظها بدقة ونحن فى زحمة الحياة بتنوع مشاكلها، حتى أصبح الكثيرون فى واد والمشاكل فى واد آخر وحتى تصير فجأة معضلة من المعضلات التى يصعب حلها فيم بعد. إلا بشق الأنفس.
إن النقد موضوع مقالنا الرئيسى نمارسه يوميا دون أن ندرى عندما نصحو من نومنا ونكون فى سبيل الذهاب لأعمالنا ننظر فى المرآة مرة بل مرات حتى نتأكد من أن تصفيف الشعر لا يعيبه شىء أو أن هندامنا يليق قبل مبارحة المنزل، لأننا بصدد أن نلتقى زملاء العمل، كما المعارف والأصدقاء والجيران.
ولا تتوقف حدود النقد عند تلك الحدود بل يتعداها بكثير الى أوجه الأنشطة الأخرى ففى مصانع السيارات على سبيل المثال وعند ظهور أى منتج منها لابد من دراسة كل ما يدخل فى الصناعة وهل أصبحت فى شكل مغاير أم لا أم هى تكرار لموديل سابق، كذلك مدى تقبل الناس للسيارة الجديدة. إن التدقيق يعد فى حقيقة الأمر نوعا من النقد، قد يكون فى صالح المشترى كما فى صالح مصانع السيارات ذاتها حيث تحقق أرباحا كثيرة بسبب الإقبال المتزايد على موديل السيارة التى استطاع مصممها أن يدخل تعديلات وطرائق تجذب المشترى أيا كان مكان تواجده وهذا الأمر ينطبق على المصنوعات كافة.
إن هناك مقولة أعتز بها جداً، تقول، إن البضاعة الجيدة ليست فى حاجة لأى إعلان. فهى تعلن عن نفسها من قبل قدامى المشترين كما المستهلكين، وقد تكون تلك المقولة على صواب بالفعل.
وهناك خطأ يقع البعض فيه وهو الخلط بين النقد والانتقادات. فالنقد له جانبان محاسن وعيوب. فعندما يقوم ناقد ما بنقد قصيدة شعرية يبين ما فى القصيدة من صور بلاغية ومدى التزام الشاعر بأصول وبحور الوزن إما فى حالة الانتقاد فهو هدم كل العمل كلية من بدايته وحتى نهايته، ودون ذكر أى محاسن للنص.
نشأت رشدى منصور يكتب من أستراليا: النقد وسيلة المجتمعات للتقدم
الإثنين، 23 نوفمبر 2015 06:04 م
شخصان يتحاوران - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة