بنك للوقود النووى
وفي عام 2009، عرض الرئيس نور سلطان نزارباييف استضافة بنك للوقود النووي تحت سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف تشجيع دول مثل إيران على عدم المضي قدما في بناء تقنيات خاصة بها لتخصيب اليورانيوم لتتيح بذلك للدول العملاء الحصول على يورانيوم منخفض التخصيب لاستخدامه كوقود في المفاعلات النووية المستعملة في الأغراض المدنية.
وبدأت المفاوضات الرسمية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكازاخستان .
بعدها زار وفد من الوكالة الذرية الموقع المقترح لإقامة البنك في أوست كامينوغورسك وقدّم عددا من التوصيات لحكومة كازاخستان.
مصنع يتمتع بمعايير عالية للسلامة والأمن
ووقتها قال تامير زانتيكين رئيس هيئة كازاخستان للطاقة الذرية " إن مصنع أولبا قيد التشغيل منذ أكثر من 60 عاما في المنطقة ويتمتع بمعايير عالية للسلامة والأمن (في المجال النووي) .. لذلك لم نفكر أبدا في تفضيلات تجارية لأن المشروع يهدف بالأساس إلى منع الانتشار النووي.
وتفخر قيادة كازاخستان بتاريخها في مجال منع الانتشار النووي.. ففي عام 1991، أغلقت البلاد المختبر النووي الرئيسي التابع للاتحاد السوفيتي السابق في سميبالاتنسك.. وعلى مدار أربعة عقود، شهدت المنطقة أكثر من 450 اختبارا نوويا.
كما تخلت كازاخستان طوعا عن ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية التي ورثتها عقب انهيار الاتحاد السوفيتي.. وأصبحت كازاخستان أكبر منتجي اليورانيوم في العالم.
كازاخستان راعى للسلام
ومع استضافة محادثات بشأن برنامج إيران النووي، والحديث عن بنك الوقود النووي تعززت صورة كازاخستان كراعي رسمي للسلام .
وتضمنت الجولة مواقع التخزين والاطلاع على حاويات النقل والتخزين والحفظ اضافة إلى عناصر الأمان والسلامة التي تتبعها المؤسسة الكازاخية العرقية في هذا المجال منذ عشرات السنين والمشهورة عالميا.
تدشين بنك الوقود النووي ..
يمثل الاتفاق الذى تم مؤخراً بتدشين بنك الوقود النووى فى كازاخستان مرحلة جديدة في تطور مشروع بنك الوقود النووي منخفض التخصيب الذي وصل إلى مرحلة التنفيذ، حيث تم التوقيع بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكازاخستان 27 اغسطس الماضي ونص على اتفاقية تسمح بإنشاء أول بنك لليورانيوم منخفض التخصيب في إحدى الجمهوريات السوفييتية السابقة "كازاخستان". وتهدف المؤسسة الجديدة إلى ضمان إمدادات الوقود لمحطات الطاقة النووية وتشجيع عدم الانتشار النووي في العالم.
وسيتم إنشاء البنك في مدينة أوسکمن الواقعة في شمال شرق كازاخستان.. وسيعمل البنك وفقا لقوانين البلاد فيما ستكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسؤولة عن إدارته وتشغيله بشكل كامل.. هذا ومن المقرر أن تشرع منشأة التخزين عملها بكامل طاقتها في عام 2017 لإعطاء الدول الأعضاء في "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" الثقة في توفير إمدادات الوقود باستمرار حتى في حالة تعطل الآليات الأخرى. هذا ووقع الاتفاقية كل من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو ووزير خارجية كازاخستان ييرلان إدريسوف.
البنك سيكون فى محطة أولبا
لقد تقرر أن بنك الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيكون موقعه في منطقة محطة أولبا التعدينية واختيار الموقع تأثر بشكل كبير بتوفر البنية التحتية اللازمة في المنشأة التي تلبي معايير التخزين طويل الأمد لمواد نووية وتفي بالمتطلبات لضمان حمايتها المادية وكذلك الخبرة الممتدة في التعامل مع المواد النووية وتطبيق ضمانات وكالة الطاقة الذرية في المحطة لأكثر من 20 عاماً.
وتنتج محطة أولبا التعدينية كريات الوقود للمفاعلات النووية لأكثر من 40 عاماً , وفي أواخر الثمانينات كانت أكبر مشروع يغطي 80% من الطلب على كريات اليورانيوم لمحطات الطاقة النووية في الإتحاد السوفيتي والدول الصديقة، في هذا الوقت أنتجت المحطة حتى 1200 طن من كريات الوقود سنوياً. إن اليورانيوم منخفض التخصيب مثل سداسي فلوريد اليورانيوم – تماماً نفس ذلك الذي سيخزن في بنك الوكالة – كان يستخدم كمادة خام.
800 طن من سداسى فلوريد اليورانيوم
يمكن أن تحوي منشأة التخزين القائمة حتى 800 طن من سداسي فلوريد اليورانيوم في المرة الواحدة، وسيحوي بنك الوكالة لليورانيوم منخفض التخصيب احتياطي مادي من اليورانيوم منخفض التخصيب بحد أقصى حتى 90 طنا كسداسي فلوريد اليورانيوم وهذه الكمية تقريباً تمثل 10% من كميات اليورانيوم التي كانت تخزن في وقت سابق بمحطة أولبا التعدينية كاحتياطي ضروري لإنتاج كريات الوقود، وجدير بالذكر أنه خلال الأربعة عقود لم تكن هناك حوادث تتضمن المادة في محطة أولبا التعدينية.. ويعادل سعر اسطوانة اليورانيوم الواحدة اكثر من 2 مليون دولار .
اختيار موقع بنك الوكالة تأثر أيضاً بشكل كبير إذ أن محطة أولبا التعدينية تنفذ برنامج لحماية البيئة فعال للغاية أثبته الوقت يضمن التعامل الآمن مع المواد النووية ولذلك تنفيذ مشروع إنشاء بنك اليورانيوم منخفض التخصيب لن يؤثر على الموقف البيئي في المنطقة سلباً ولن يفرض أي مخاطر على السكان.
بالإضافة إلى ذلك منذ عام 1995 جميع أنشطة محطة أولبا التعدينية "جيه اس سي" التي تتضمن التعامل مع مواد نووية تتم تحت رقابة مفتشي وكالة الطاقة الذرية.
محطة فريدة
محطة أولبا التعدينية هي محطة فريدة ولديها خبرة أكثر من 60 عاماً في إنتاج وتوريد منتجات ذات تكنولوجيا فائقة وعلى مستوى عالمي. 29 أكتوبر 1949 يعد التاريخ الرسمي لإنشاء محطة أولبا التعدينية حيث تم تصنيع أول المنتجات وجاءت لمستودع المحطة في هذا التاريخ.
التحسن المستمر للإنتاج هو سمة من سمات تطور المحطة، أوائل السبعينات كانت فترة التنمية المكثفة لصناعة الطاقة النووية في الإتحاد السوفيتي حيث تم تخطيط إنشاء عدة محطات طاقة نووية ولتوفير الوقود لها كان مطلوب أكثر من 1000 طن من اليورانيوم الذي يحتوي على كريات سنوياً. كان لدى محطة أولبا التعدينية تحدياً في مدة سبعة أشهر دون أي تصميم استثمارات رأسمالية وتصنيع عدد كبير من المعدات الفريدة وبناء وبدء إنتاج ثاني أكسيد اليورانيوم وتدريب العاملين وقد تم تنفيذ المهمة بنجاح بجهود جميع الأشخاص في محطة أولبا.
وتعتبر كازاخستان التي تقع في وسط غربي آسيا ذات تعداد سكاني يصل إلى سبعة عش فاصل خمسة مليون نسمة أكبر منتج لليورانيوم في العالم، وتتمتع بأكثر من خمسة عشر في المئة من احتياطي
اليورانيوم العالمي وتأتي في المرتبة الثانية بعد أستراليا ولكن ليس لديها محطاتها الذاتية للطاقة النووية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة