خبير أمريكى: تركيا وأردوغان جزء كبير من مشكلة الشرق الأوسط

قال الباحث ستيفين كوك، الخبير بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، إن الأمريكيين لم يعتادوا على التفكير فى أن تركيا شريكة للإرهابيين كما اتهمها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بل هى عضو فى حلف الناتو وأقوى سند له فى العالم الإسلامى.

إلا أن الموقف الأخير بين روسيا وتركيا بعد إسقاط أنقرة لطائرة عسكرية روسية على الحدود السورية يسلط الضوء، كما يقول كوك، على واحدة من أكثر التطورات المقلقة فى الصراع الجارى فى الشرق الأوسط. ففيما يتعلق بالحرب على داعش وعلى التطرف بشكل عام، فإن تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان يصبحان جزءا كبيرا من المشكلة بدلا من أن يكونا جزءا من حلها.


وقال كوك فى مقال له بمجلة "بولتيكو" الأمريكية إنه على مدار السنوات الخمسة الماضية، وصل صناع السياسة الأمريكيون والمراقبون للشأن التركى وخبراء الإرهاب وعدد كبير من الصحفيين إلى فهم أن أنقرة فى حين أنها تستطيع أن تقوم بدور بناء فى محاربة التطرف وحل الصراع السورى، إلا أنها اختارت ألا تفعل. ومع اتساع الصراع وتجاوزه حدود الدول، فإن قصر نظر الأتراك حول الإرهاب فى سوريا ربما سيرتد إليهم ليطاردهم هم وحلفائهم الغربيين.

صحيح أن الأتراك لم يبدأوا الحرب فى سوريا فيما أصبح أرضا خصبة لداعش، لكن بحساباتها الخاصة، تعتقد أنقرة أنها بذلت جهودا دبلوماسية ضخمة مع الرئيس السورى بشار الأسد، قبل أن يتحول الصراع إلى حرب أهلية. وأنها انفقت 7 مليارات دولار لاستقبال اللاجئين فى مخيمات تستوفى المعايير الدولية.

إلا أن خيارات أردوغان وكبار القادة الأتراك ساهمت فى دوامة العنف والتطرف التى أصبح واقعا فى سوريا، ولم يدفع الرئيس التركى ثمنا أبدا لهذه الخيارات، سواء فى الداخل عندما جوف المؤسسات السياسية التركية لضمان قبضته على السلطة، أو خارجها عندما أضطر حلفاء الناتو إلى التظاهر بأن أنقرة تشاركهم أهدافهم.

وأشار كوك إلى أن قليلين فقط داخل إدارة أوباما يؤمنون حقا بأن تركيا يمكن أن تكون جزءا من الحل فى سوريا، وتبدو واشنطن راضية بدخولها القواعد الجوية التركية وهو ما يجعل البيت الأبيض يبدو مستوعبا أردوغان من الناحية العلنية. وبعد عام من المفاوضات الصعبة، لا يريد الأمريكيون أن يخسروا حق الانطلاق من أجواء تركيا.