تعلمنا منذ الصغر أن حب الوطن والانتماء له هو أثمن وأغلى شىء فى الوجود، وأن الوطن هو أغلى ما يعتز به الإنسان، وأن من مضامين الولاء للوطن الاعتزاز والفخر به، تربينا على أن حب الوطن واجب شرعى ودينى لا يجب المساس به، أدركنا أن "نحن الوطن والوطن نحن"، كنا نحيى العلم بأعلى أصواتنا بشعار "الله*الوطن"، الوطن كل شىء حتى أنفسنا.
نشأنا على أن ليس من الوطنية تجاهل الوطن وتعمد تقديم الانطباع السيئ عن كل مقدراته عندما نجد عدة أقلام وكاميرات لصحف ومجلات وقنوات فضائية تتحرك لمساندة هؤلاء الأشخاص الذين يخرجون لنا متعمدين تقديم الإساءة للوطن على خلفية صراع سياسى، جسدوا فى ذلك مصالحهم الشخصية دون النظر إلى ما يحتمه الواقع، وآخرون أخذوا مفهوم الوطنية طريقا لهم متلاعبين بمشاعر الأفراد نحو وطنهم مدافعين عن مسارهم كلما ضاقت بهم السبل رافعين شعار "نعمل من أجل الوطن، من فضلك ممنوع المساس بنا".
أصبحت مجريات الأحداث فى حاضرنا اليوم تتحرك من السيئ إلى الأسوأ فهؤلاء المنتمون إلى الأحزاب والتنظيمات السياسية والهيئات ضعف لدى البعض منهم مفهوم الوطنية وكيف يكون الانتماء فقد عاهدوا أنفسهم أن لا يتحركوا سوى من أجل الكيان الذى ينتمون اليه هكذا شكلوا انتماءهم بدون النظر عن أن كان هذا سيتعارض مع مصلحة الوطن او افراده.
تعددت الأحزاب والتنظيمات السياسية والكل يرفع لواء الانتماء للوطن متلاعبون ومتآمرون ومنافقون من أجل الوصول إلى غايتهم فكل تلك الفصائل لا يدور ببالها الا تلك المصلحة الشخصية لا يريدون الا السلطة فكان السبيل هو التلاعب بالوطنية والانتماء.
من جراء هذا الواقع المرير خرج جيل لم يجد البيئة الملائمة لكى يكمل تغريدته إلى مستقبل أفضل؛ جيل أهدر حقه بكل المقاييس؛ لا ادعى توجيه الاتهام إلى مؤسسة بعينها بل احمل كل من رفعوا الشعار بنوايا تجسيد المؤامرة؛ فكم من شاب يرغب فى مغادرة وطنه الان جراء ما قابلة من اعباء وتحديات وصعاب؟
فى الأيام السابقة تلقينا خبر حصول أحد الشباب الموهوبين علمياً على جنسية دولة عربية فتحت له كل الأبواب التى أغلقت أمامه فى وطنه خرجت والدة المخترع الصغير مصطفى الصاوى توكد "أنها لم توفق فى الوصول على الأقل إلى وسائل الإعلام لمناشدة الرئيس كى يعرض ابنى مشروعه" وعلى الرغم من تمهيد الطريق له بدولة أخرى ومنحها الجنسية له؛ إلا أنه رفض أيضا التنازل عن جنسيته المصرية ضارباً اروع مثل فى الانتماء والولاء للوطن، لم يكن مصطفى هو الوحيد الذى وجد الباب مغلقاً بل وغيره من الكثيرين من الموهوبين الذين حفروا فى الصخر حباً فى الوطن، وأملاً فى تقديم ما يفيده رافعين شعار الانتماء والإخلاص والتفانى وتحدى الصعاب.
لن نتخلى عن انتمائنا للوطن لن نفرط فى حق وطننا؛ لن نجعل المؤامرة تدور وتترسخ لتخرج أجيالاً فى النهاية لا تعرف معنى الوطنية كيف يكون الانتماء حبنا للوطن قائم وانتمائنا لمصريتنا وعروبتنا لن يتناقص وقضيتنا راسخة فى كل ذرة تفكير؛ ولا ننسى للأبد ثورتنا رفعناها شعارا فى حب الوطن وتخليد للانتماء ونكملها جيل وراء جيل أيضا حباً وتخليداً للانتماء بكل معانيه وبكل ما حمله من أهداف، تحيا مصر.
علم مصر - أرشيفية