الكثير منا أحيانًا يعتريه شعور ورغبة بعدم الحديث مع أى أحد ويفضل العزلة تمامًا عن البشر ولكن بعد لحظات من عزلته ولآدمية البشرية لا يقوى هذا الشخص على عزلته فيلجأ أول ما يلجأ إلى صديق وفى يأمنه على سره ويستقوى به عند ضعفه ويشكو له آلمه وأحزانه فالصداقة مصدر لكثير من المشاعر الإيجابية السارة حيث تعتبر الصداقة مهمة فى حياتنا إذ يحتاج كل منا إلى إنسان يبادله المشاعر والأحاسيس وينصحه ويرشده إلى الصواب وأهم عامل أساسى للصداقة هو الصدق لأن الصداقة من دون صدق لا قيمة لها مصالح ومن ثم تنقطع بانقطاع المصالح وقد لخص الامام الشافى كل هذه المعان فى أبيات رائعة:
أُحِبُّ مِنَ الإِخوان كُلَّ مُواتى ** وَكُلَّ غَضيضِ الطَرفِ عَن عَثَراتي
يُوافِقُنى فى كُلِّ أَمرٍ أُريدُهُ ** وَيَحفَظُنى حَيّاً وَبَعدَ مَماتي
فَمَن لى بِهَذا لَيتَ أَنّى أَصَبتُهُ ** لَقاسَمتُهُ ما لى مِنَ الحَسَناتِ
تَصَفَّحتُ إِخوانى فَكانَ أَقَلَّهُم * * عَلى كَثرَةِ الإِخوانِ أَهلُ ثِقاتي
فما أجمل الصداقة التى تبنى على الحب والألفة والمودة بلا مصالح ولا أهداف فالصداقة الحقيقية كالخطوط المتوازية.. لا تلتقى أبدًا إلّا عندما تطفو المصالح على السطح، عندها تفقد توازيها وتتقاطع.
الصديق الحقيقى هو الّذى يكون معك فى السرّاء والضرّاء، وفى الفرح والحزن، وفى السّعةِ والضّيق، وفى الغنى والفقر، فلا ترغم أحدًا على المجىء إليك ولا تخبر أحدًا أنك كنت تبكى فالصديق سيأتيك من دون أن تشعره أنّك مُحتاج إليه، ينصحك إذا رأى عيبك، يشجّعك إذا رأى منك الخير، ويعينك على العمل الصّالح، يُراقبك بصَمت.. يحاول فَهم حالتِك، دونَ الحديث إلَيك، لا لشىء فَقط لأنه يُحبك.
اصدقاء - أرشيفية