صرخات الوالدين تدوى فى المنيا بعد قتل محمد عادل بالأردن.. الأب: رجعولى ابنى ده كان على وش جواز.. والأم: قلبى كان حاسس إنى مش هشوفه تانى.. والأقارب يناشدون الخارجية بالتدخل لإنقاذ المصريين

رغم رفض الأب الكلام، فأن دموعه كانت تتحدث عن حالته ومدى حزنه الشديد على فقدان نجله الذى رافقه بمجرد أن شب وأصبح مفتول العضلات فى غربته بعيدا عن أشقاءه وبلدته وأصدقاءه ليجمع القليل من المال حتى يعود من جديد يسكن بين أحضانهم بعد أن يتزوج.

كلمات الأب، ابن قرية جزيرة شارونه التابعة لمركز مغاغة شمال مدينة المنيا، موجعة وهو يقول: "آه يا ولدى.. رجعولى ابنى".. ثم يخر على الأرض وهو يبكى ويحمله الحضور من أقاربه ليقول "رجعولى ابنى حرام كان على وش جواز".

وفى اللحظات القليلة التى تحدث فيها قال: "رجعت إلى البلد من 7 أشهر فقط وياريت ما كنت رجعت، عدت لأجهز له سكنا ليتزوج فيه بعد اختيار بنت الحلال لكن الله شاء بأقداره أن يأخذه عنده غريبا عن وطنه".

وأشار عادل عبد الوهاب والد القتيل، إلى أنه علم بخبر وفاة ابنه محمد، 21 سنة عامل، من زملائه المتواجدين معه بالأردن فى اتصال هاتفى، وأبلغوه أنه قتل على يد مجهولين أثناء تواجده بمنطقة غرناطة بمحافظة مادبا بالمملكة الأردنية، حيث يعمل هناك حارسًا لمزرعة، ولفظ أنفاسه متأثراً بإصابته طلق نارى بالصدر، وعدة ضربات بالرأس وأنحاء متفرقة بالجسم.

وتابع: "المصريين كان يلقون معامله حسنه فى جميع الدول العربية، وكان العرب يفضلوهم على غيرهم من العمال الأجانب لأنهم تجمعهم لغة ودم ولهجة واحدة، أما الآن فالوضع تغير، رغم أن المصريين يعاملون أشقائهم العرب المتواجدين بمصر بمنتهى الجود والكرم والحب.

وقالت الأم المكلومة: "قلبى كان حاسس إنى مش هشوفه تانى.. ولما رجع والده من السفر قلت له ليه مجبتش محمد معاك وأمسكت صورته وقبلتها وباتت معى طوال الليل"، وانهارت الأم فى البكاء وسقطت على الأرض مغشيا عليها، وأسرع أقاربها لإفاقتها وأخذت تبكى بشده قائلة: "هاتولى ابنى اللى كان نور عينى اللى بشوف بيها".

وطالب أشرف صلاح أبن خال المجنى عليه الخارجية المصرية بالتحرك السريع، ووضع حد للممارسات الفجة ضد العمال المصريين فى الخارج وخاصة فى الدول العربية الشقيقة، مشددًا على بذل الخارجية ما فى وسعها لكشف ظروف وملابسات الحادث ودوافعه مع سرعة تحديد وضبط الجناة وتقديمهم للمحاكمة العاجلة، والثأر لمقتل محمد.

تابع صلاح: "الأسرة تلقت اتصالا تليفونيا من أحد أقارب المجنى علية العاملين بالأردن، وآخر من الخارجية المصرية، يفيد بمقتله على يد مجهولين، لافتاً أن محمد غادر مصر منذ نحو 9 أشهر بحثاً عن فرصة عمل شريفه، وأنه كان يعمل بدولة الأردن حارساً بمزرعة، وأثناء حراسة المزرعة ليلاً فوجئ بقيام مجهولين بإطلاق الأعيرة النارية عليه، وإصابته بضربات متعددة بالرأس مما أدى إلى مصرعه متأثراً بجراحه، وقد تم نقله إلى مشرحة مستشفى غرناطة، حيث قررت النيابة هناك تشريح جثمانه والتحقيق فى الواقعة، وتابع أن أحد المسئولين بالسفارة المصرية بالأردن يتابع الحادث وسيباشر عملية تشريح الجثمان والتحقيقات حتى يتم نقل محمد إلى مسقط رأسه بقرية جزيرة شارونة بمركز مغاغة، بعد انتهاء التحقيقات.

وكان الحزن خيم على أهالى جزيرة شارونة التابعة لمركز مغاغة بعد تلقيهم إخطارا من السفارة عن مقتل احد أبناء القرية متأثرا بإصابته بطلق نارى بالصدر والرأس.

موضوعات متعلقة..

أخبار الأردن اليوم.. مقتل عامل مصرى على أيدى مجهولين بدافع السرقة