الأمن من أهم ضرورات الحياة؛ ذلك لأن جميع الكائنات الحية لا تستطيع البقاء بدون الأمن، فالأمن ييسر لجميع الكائنات جمع الطعام فى اطمئنان وسلام، فما بالنا بالإنسان الذى يلزمه الأمن بالدرجة الأولى للتفرغ للعمل والانتاج وعمارة الأرض، وقد قام علماء النفس بعمل دراسة على الكائنات الحية لبيان أهم احتياجاتها فوجدت الدراسات النفسية أن دافع الأمومة والرغبة فى حماية البناء أهم الاحتياجات الحياتية تليها الدوافع الفسيولوجية الأخرى.
وتشير الدراسات الاجتماعية أن توفر الأمن بشتى أنواعه لأفراد المجتمع يوفر لهم الجو المناسب للعمل والابداع وإخراج أفضل ما عندهم وهو ما يؤكد أهمية وجود الأمن فى حياة أى مجتمع، وقد فطنت المجتمعات البشرية على مر العصور لهذه الحقيقة،فكانت لجميع الحضارت على مر العصور أمن يحميها ويسهر على توفير الحماية للآخرين للتفرغ للعمل والعطاء وصنع الحضارة، وحتى الآن نجد أن الدول المتقدمة حضارياً توفر الأمن بدرجة كبيرة لشعوبها فيسهر على حمايتهم أمن يوفر لهم الاستقرار الذى ينشدونه لتحقيق التقدم والازدهار.
إن الأفراد المنوط بهم تحقيق الأمن والأمان لمجتمعاتهم يسهرون ويضحون ويحملون أرواحهم على أكفهم من أجل خدمة الآخرين، ولذلك جعلهم الله تعالى فى مرتبة العابدين الخاشعين الذين يتقون الله وتدمع أعينهم من خشيته يقول(رسول الله صلى الله عليه وسلم): "عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِى سَبِيلِ اللَّه" رواه الترمذى، ويقول فى حديث آخر "حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَعْيُنَ: عَيْنٍ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَعَيْنٍ غَضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ، وَعَيْنٍ سَهِرَتْ فِى سَبِيلِ الله"، وهو ما يؤكد أهمية القائمين على الأمن ومكانتهم فى الإسلام.
ولحماة الأمن فى دول العالم المتقدم مكانة كبيرة كفلها لهم القانون لدورهم وجهدهم الرائد لحماية المجتمعات وتحقيق أمنها واستقرارها لضمان استمرار الريادة الحضارية لتلك الدول، وهو ما يدعونا للاهتمام بتلك الفئة من المهنيين الذين يضحون بأنفسهم من أجل مجتمعاتهم.
قوات الأمن