وتستقبل صفحة دار الإفتاء الآلاف من أسئلة المواطنين وتتلقى أيضًا التعليقات التى تتضمن فتاوى مضادة، فيما رد أدمن الصفحة أكثر من مرة على التعليقات قائلا "الفتوى لها أهلها فاتقوا الله ولا تفتوا من يطرح أسئلته على الصفحة.. فهناك مكان مخصص لطرح الأسئلة.. ومن يرد على أسئلة المشتركين سيتم حظره من التعليق فى الصفحة".
التعامل مع البنوك.. حلال أم ربا؟
ومن نماذج "فتاوى القراء"، الخلاف الذى دار بين زوار صفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماع "فيس بوك"، فى سؤال حول شراء سيارة عن طريق البنك، حيث أفتت الدار بجواز ذلك، إلا أن أحد الأشخاص رفض وقال ردًا على الدار: "البنك لا يملك السلعة فى الأساس، ومن ثم فإن المعاملة بها شبهة الربا والله أعلم"، وعلق آخر ردًا عليه وموجهًا حديثه لأدمن الصفحة بقوله: أرجو من سيادتكم حذف من يتصدى للفتوى ردًا على تساؤلات البعض فى التعليقات لحماية الناس من هؤلاء المتنطعين.
وفى نموذج آخر عن اقتناء الكلب فى البيت، رد مواطن على ما قالته دار الإفتاء بأنه لا يجوز اقتناء الكلب إلا لحاجة كالصيد أو الحراسة، حيث قال أحدهم: "الكلب مش نجس لو جبتو مليون فتوى شرعية اللى عايز يجيب كلب ويسيبه جوه البيت ابعده عن مكان الصلاة عشان ترتاح وفى النهاية اللى هيحاسب هو الله مافيش مخلوق له الحساب علينا، وإحنا شعب بنحب نفتى ونتكلم كتير أوى أوى وعمرنا ماهنتفق على نقطة واحدة أبدا".
مستشار المفتى: فوضى الفتاوى التى اجتاحت عالمنا وأدت بالكثير إلى التطرف
وعن مواجهة "فتى" المصريين على صفحة دار الإفتاء، طالب الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، الجميع ألا يلتفتوا إلى كلام غير المتخصصين، وألا يأخذوا الفتوى إلا عبر المؤسسات الرسمية التى من مهمتها إفتاء الناس فى أمور دينهم كدار الإفتاء وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية مثلا لما لهم من تاريخ طويل وعلم غزير ومصداقية عالية، وقال "ذلك حتى نستطيع القضاء على فوضى الفتاوى التى اجتاحت عالمنا وأدت بالكثير إلى التطرف أو الانحلال، وهذا ما ننبه عليه دائمًا على صفحات دار الإفتاء المصرية على مواقع التواصل الاجتماعى".
مفاجأة اللى بيفتوا على صفحة الدار سلفيين!
وبعد تتبع صفحات بعض الذين يفتون على صفحة دار الإفتاء، كانت المفاجأة أن غالبيتهم من أتباع التيار السلفى أو جماعة الإخوان الإرهابية، وهو ما أكده أحمد رجب، مساعد مستشار مفتى الجمهورية، وأدمن صفحة الدار على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك".
وقال رجب: "فى الآونة الأخيرة كثرت بشكل كبير افتاءات المصريين على فتاوى الدار المنشور على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى، وكل ما ننزل فتوى يدخل البعض يفتى بعكسها؛ ويجيبوا كلام كوبى بست من مواقع تحمل آراء لابن باز وابن عثيمين، وبتتبع صفحات هؤلاء وجدنا أنهم سلفيين ولجان إلكترونية".
أدمن صفحة دار الإفتاء على الفيس بوك: بلوك لأى حد يفتى على الصفحة
وأضاف أحمد رجب، أنه فى الفترة الأخيرة استقبلنا أسئلة غلب عليها السؤال عن خصوصيات الرجل وزوجته، بالإضافة إلى حكم تزين المرأة لزوجها وارتداء الباروكة وتحديد الحواجب وغيرها، مشيرا إلى أن البعض يعترض على طرح هذا الأمر وهو أمر نتقبله، لكن من غير المقبول أن يدخل أناس يضللون الآخرين ويقولون عكس ما تفتى به دار الإفتاء فهؤلاء يحرمون أى شىء، رغم أن الفتاوى تنشر بالتفاصيل.
وقال: "بنعمل بلوك وحظرنا منهم كثيرين ونحذر باستمرار من حظر من يفتى على دار الإفتاء"، موضحا أن صفحة دار الإفتاء تخطى عدد المشتركين بها 2 مليون و400 ألف، وأن الصفحة تشهد 5 ملايين زيارة أسبوعيًا، والمتفاعلون تخطوا 500 ألف.
الدكتور إبراهيم نجم: المصريون يسألون عن الفتاوى الأسرية والمواريث
وبسؤاله عن أكثر ما يسأل عنه المصريون، قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار المفتى، إن أكثر الفتاوى التى تأتى إلى دار الإفتاء بصفة يومية هى فتاوى أسرية أو اجتماعية وكذلك المواريث، بالإضافة إلى الفتاوى الموسمية مثل فتاوى الصيام المتعلقة بشهر رمضان المبارك، وكذلك فتاوى الحج والعمرة المرتبطة بشهر ذى الحجة وموسم الحج.
وقال "عن طريق استقراء تلك الفتاوى استطعنا أن نستشف حاجة الناس إلى إصدار عدة مطبوعات تجيب على تساؤلات الناس التى تحيرهم، ومنها موسوعة "دليل الأسرة فى الإسلام" أعدها مجموعة من الباحثين الشرعيين والاجتماعيين داخل الدار وخارجها ليكون مرجعًا لكل شخص لتجنب المشكلات الأسرية وحلها، كما أصدرنا كتاب فتاوى الشباب يجيب فيه عن بعض الأحكام الشرعية والتساؤلات والقضايا التى تدور فى ذهن كثير من الشباب من الجنسين بصورة عصرية".
إبراهيم نجم: نؤيد إصدار قوانين تجرم الإفتاء من غير المتخصصين
وعن المطالبة بتقنين الفتوى وإصدار تشريعات تمنع غير المتخصصين من إصدار الفتاوى، قال: نحن نؤيد أى إجراءات وخطوات تتخذ لمواجهة فوضى الفتاوى وعلى رأسها إصدار قوانين تجرم الإفتاء من غير المتخصصين، ولكننا نؤكد أن القوانين وحدها لا تكفى للحد من الظاهرة نظرًا للانتشار المذهل للسماوات المفتوحة من الشرق والغرب فالأهم هو إيجاد ثقافة اللجوء للمتخصصين فى الفتوى وإشاعة هذه الثقافة حتى تكون سائدة فى المجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة