رغم أن التاريخ الإنسانى لا يخلو من المؤامرات، ورغم أن علاقة الغرب بالشرق العربى مليئة بتآمر الغرب على هذه المنطقة، إلا أنك تجد من بنى جلدتنا من ينفى هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس فى رابعة النهار. ولن تجد لنفيهم علة مقبولة سوى أننا نذهب إلى تبنى نظرية المؤامرة فى حيلة مكشوفة للهروب من إخفاقاتنا. وبالعودة إلى أحداث التاريخ الحديث ستكتشف بسهولة ويسر حجم المؤامرة التى يمارسها الغرب حيال هذه المنطقة. فقد مارست معظم الدول الغربية الغزو العسكرى للمنطقة، من أيام الحملة الفرنسية، مروراً باحتلال بريطانيا لمصر والسودان والعراق وفلسطين، واحتلال فرنسا لبلاد الشام، والجزائر وتونس، وإيطاليا لليبيا، وأسبانيا للمغرب وموريتانيا.
وقد استنزفت هذه الدول خيرات تلك البلاد على مدار عقود طويلة، دون حصول الدول المحتلة على التعويضات عن فترات الإحتلال. وقد كانت اتفاقية سايكس بيكو قمة التآمر على المنطقة، والتى كانت تستهدف تقسيم المنطقة إلى مناطق نفوذ لدول الاحتلال.
ثم جاء غرس النبت الشيطانى المدعو إسرائيل فى خاصرة المنطقة، حتى تظل المنطقة مجروحة، وجرحها ينزف على الدوام، فلا تموت، ولا تحيا. وضمان أمريكا وريثة الاستعمار الغربى ـ ويتبع ذيلها هنا الغرب ـ التفوق النوعى لهذه الدويلة المصنوعة على القوة العربية مجتمعة. ولما كانت مصر قاطرة التحرر من الاستعمار فى منتصف القرن الماضى فى المنطقة،جرى التآمر عليها، بالامتناع عن تمويل مشروع السد العالى، ثم العدوان الثلاثى على مصر من انجلترا وفرنسا وإسرائيل. ثم عدوان 1967 م، والتدخل الأمريكى السافر والمباشر لأمريكا فى معركة 1973 م إلى جانب العدو الإسرائيلى. ثم حرب الخليج الأولى والثانية، ثم تحطيم العراق. وإعادة إحياء سايكس بيكو من جديد من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير، بهدف إعادة تقسيم وترسيم جغرافية المنطقة من جديد.
تلك هى المؤامرات التى طفت على السطح، وما خفى من مؤامرات كان أعظم. وقد كانت أعظم المؤامرات هى محاولة الغرب زرع الإخوان فى صدارة المشهد السياسى العربى فى إطار ما أطلق عليه استخباراتياً ثورات الربيع العربى. وقد كانت العلة فى رأيى وراء الإصرار على زرع ممثلى الإسلام السياسى فى صدارة المشهد السياسى، وتوليها إدارة شئون المنطقة، هى محاولة لاختلاق عدو فى مواجهة الحضارة الغربية، بعد انهيار الكتلة الشرقية. لأن وجود العدو هو الذى يخلق الحافز على التفوق والحفاظ عليه.
ومن هنا ظهرت فى الغرب فكرة صدام الحضارات، واعتبرت أن الحضارة الإسلامية هى العدو القادم الماثل للعيان، الذى يتعين إدارة الصراع معه على نحو أو آخر. ومن هنا كانت المؤامرات المتعاقبة التى جوبهت بها ثورة الشعب المصرى فى يونيه، والتى أسقطت الإخوان، وأطاحت بأهم عناصر المخطط التآمرى الغربى، الذى قادته أمريكا.
وآخر معارك التآمر التى يمارسها الغرب فى مواجهة مصر، ضرب الموسم السياحى المصرى، كنوع من التأديب والتهذيب للإدارة المصرية، التى تجاوزت الغرب فى إدارة علاقات استراتيجية مع الشرق، وعلى رأسه روسيا. وقد استغل الغرب ـ وكل أعداء مصر ـ حادث سقوط الطائرة الروسية ـ قدراً ـ فى سماء سيناء، لتحقيق المآرب. فإذا بهذه القوى، التى تزعم ـ وتصدعنا ليل نهار ـ التزام الموضوعية، والأصول والقواعد المهنية، فى التقييم، والتقدير، والقياس، والحكم، تستبق القواعد والأصول المهنية، فى تفسير سقوط الطائرة والأسباب التى تقف وراء الحادث. فمنهم من نقل وروج لزعم اسقاطها بصاروخ من متطرفى بيت المقدس، ويبدو أن الفكرة لم تكن مقبولة من الناحية الفنية، فروجت أمريكا لفكرة رصد الأقمار الصناعية لوميض صدر من جانب الطائرة، بما يرجح من احتمال تعرضها لعمل تخريبى بزرع قنبلة. وهو كلام لا يرقى لمستوى المناقشة، لأن انفجار قنبلة مزروعة فى جانب طائرة محملة بكمية هائلة من الوقود، يعنى تحولها إلى كتلة من اللهب قبل وصولها إلى الأرض، وهو ما تنفيه حالة جثامين الضحايا، بخلاف جسم الطائرة. دعك من كل هذا، لأن ما يهمنا فى الأمر هو استباق كل هذه التخمينات لنتائج أعمال اللجان الفنية المشتركة بين الجانبين المصرى والروسى، على خلاف ما يزعمه الغرب، ويحاكمنا استناداً له. ولولا المهنية والحرفية والشفافية التى تعامل بها الجانب المصرى مع الأمر لعكرت هذه المزاعم صفو العلاقات المصرية الروسية. ويبدو أنه ـ ونتيجة الفكر التآمرى المكشوف ـ قد أصبح الغرب ملكياً أكثر من الملك فى نظرته إلى الحادث. فتفاجأنا بالموقف الغريب للندن إبان زيارة الرئيس السيسى بإعلان أنها ستتخذ إجراءات طارئة لنقل رعاياها من مصر، استناداً إلى مزاعم استخباراتية. وقد لحقت فرنسا بالركب الإنجليزى. ولا يزال الملف مفتوحاً. والطريف أن الرئيس بوتين قد طلب من كاميرون الاعتماد على التحقيقات الرسمية بشأن الطائرة المنكوبة. ولعل فى ذلك ما يكشف بوضوح أن الغرب يتآمر !.
حــســــن زايــــــــد يكتب: المؤامرة مستمرة فانتبهوا أيها السادة!!
السبت، 07 نوفمبر 2015 04:22 م
الطائرة الروسية المنكوبة - أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Mohamed Marzq
ممكن يكون حل
عدد الردود 0
بواسطة:
Hesham rachid
وماذا عن طائرة البطوطى نيويورك القاهرة
عدد الردود 0
بواسطة:
Masoud
البطوطي .... توكلت علي الله