كان تردد اسم دولة أذربيجان للحلول كضيف شرف لمعرض القاهرة الدولة للكتاب المقرر إقامته فى أول العام القادم أمرا مثيرا للدهشة، فأول الأسئلة التى تتبادر إلى ذهنك: ما هى الأسباب التى جعلت قيادات وزارة الثقافة تطرح هذا الاسم أو تقبل بطرحه، وكيف لا تتم دعوة دولة للحلول كضيف شرف لمعرض القاهرة الدولى للكتاب برغم أن الجمهور المصرى لا يعرف شيئا عن هذه الدولة؟ وحتى لو فرضنا أن لهذه الدولة "الصديقة" إنجازا أدبيا أو فنيا كبيرا نجهله، سيظل السؤال: ألم يكن من الواجب على القائمين على الثقافة فى مصر تعريف الجمهور المصرى بهذا المنجر قبل أن يصطدم بها الناس فى أكبر تظاهرة ثقافية عربية؟
أفهم تماما أنه ربما يكون من المهم أن تنفتح مصر على الثقافات الأخرى، وأقدر فى قيادات وزارة الثقافة الشابة ومنهم الدكتور هيثم الحاج على القائم بأعمال رئيس هيئة الكتاب أنه وضع اختيار "أذربيجان" فى حسبانه، فمن المهم بل من الواجب أن نتنوع فى علاقاتنا الثقافية الخارجية، كما أنه من الواجب أيضا أن نكسر هيمنة الأدب الغربى على حياتنا الثقافية، ومن المهم أيضا أن نتجه نحو الشرق لأنه الأقرب إلينا روحيا وثقافيا كما أننا تجاهلناه طول كل هذه السنين الماضية حتى جهلناه، لكنى فى الوقت ذاته أعتقد أن إعادة النظر فى استضافة "أذربيجان" أمر مهم، وذلك لأن الثقافة صناعة المدى الطويل، بمعنى أنه لا يجوز أن أقرر أن انفتح على ثقافات آسيا المتعددة فآتى بدولة لا نعرف عنها شيئا لتحل كضيف شرف فى معرض الكتاب بل من الواجب أن نتعاون أولا فى إصدار بعض من إبداعاتها وترجمتها على نطاق واسع، ثم استضافة بعض عروضها المسرحية أو استضافة بعض فنانيها التشكيليين، ثم عرض بعض أفلام هذه الدولة وبعض المسرحيات، وفى النهاية نطرح اسمها لتحل ضيفا على معرض الكتاب بعد أن يكون الجمهور قد انفعل معها أو على الأقل عرفها.
أعتقد أن الفرصة مازالت سانحة لإعادة التفكير فى أمر استضافة أذربيجان خاصة أن هناك العديد من الدول التى تتمنى أن نستضيفها فى معرض القاهرة الدولة للكتاب ومنها دول عربية وأخرى غير عربية، ولا يعنى هذا أننى لا أقدر الدور الثقافى الذى تلعبه أذربيجان فى مصر بل على العكس تماما فأننى أحترم هذا التوجه الثقافى الرفيع للحكومة الأذربيجانية فى الثقافة الآثار، فالحكومة الأذربيجانية ترعى العديد من المشاريع الثقافية المهمة كما أنها لا تدخر جهدا فى مساعدة مصر والوقوف بجانب القضايا المصرية، لكنى فى الحقيقية لا أرحب بأن تكون الصناعة الثقافية مثل الوجبات السريعة.
وائل السمرى يكتب: أسئلة حول اختيار "أذربيجان" ضيف شرف لمعرض الكتاب.. لماذا اختارت هيئة الكتاب هذه الدولة برغم أن الجمهور المصرى لا يعرف عنها شيئا..وكيف نحتفى بدولة لا نحفظ اسم أى من كتابها أو فنانيها؟
الإثنين، 09 نوفمبر 2015 11:22 م
معرض الكتاب / صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
مقال متناقض
عدد الردود 0
بواسطة:
أبوحميد
ليس معنى عدم معرفة كاتب المقال بالثقافة الاذربيجانية أن يحكم علينا بعدم الانفتاح على ثقافتها