وأعلن ديوان عام بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى اليوم الخميس، إن الترابين عاد إلى إسرائيل بعد إنهاء فترة حبسه بالسجون المصرية، مضيفًا أن إسرائيل أفرجت بالمقابل عن مواطنين مصريين كانا محبوسين فى سجونها.
نضال إسرائيل للإفراج عن جاسوسها
فيما ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، أن الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلى تم بعد مفاوضات استمرت لسنوات لإخلاء سبيله، مضيفة أنه كان يقيم بمدينة "رهط" بصحراء النقب المحتلة، وعاد إلى إسرائيل عقب الإفراج عنه أمس، مشيرة إلى أن تل أبيب أفرجت عن اثنين من السجناء المصريين المسجونين فى إسرائيل، وأن ترابين اعتقل فى 2000 فى سيناء بعد عبور الحدود بشكل غير قانونى.
وكانت السلطات المصرية قد اتهمت الترابين بالتجسس لصالح إسرائيل، وجمع معلومات عن تحركات الجيش المصرى فى سيناء، وتم اعتقاله عقب عبوره الحدود بطريقة غير مشروعة لزيارة شقيقته المتزوجة، فى العريش.
حبس الترابين بنفس زنزانة عزام عزام
وأوضحت معاريف أنه بعد اعتقاله حُكِمَ عليه بالسجن لمدة 15 عاما، وكان قد تم حبسه فى سجن طرة بجنوب القاهرة، فى نفس الزنزانة التى كان محتجزا فيها الجاسوس عزام عزام، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق آرييل شارون عندما وَقَّعَ على وثيقة الإفراج عن عزام، لم يطالب بالإفراج عن الترابين مما نتج عنه انتقادات إسرائيلية ضده.
اتصالات بين الجانبين لإتمام صفقة التبادل
وفى السياق نفسه كشف موقع "واللا" الإسرائيلى الإخبارى، أن الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلى عودة الترابين، قد تم بعد اتصالات جرت بين الجانبين المصرى والإسرائيلى الأسبوع الماضى.
وأوضح الموقع العبرى التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن المواطين المصريين اللذان أفرجت تل أبيب عنهما اليوم مقابل الإفراج عن الترابين، كانا قد أتما مدة حبسهما بالسجون الإسرائيلية.
ولفت الموقع العبرى إلى أنه فى مايو 2012 تمت اتصالات بين إسرائيل ومصر لإطلاق سراح عودة الترابين، لكن المصريين لم يردوا بالموافقة على الإفراج عنه.
وكان نائب الوزير لشئون النقب أيوب قرا، قد قال فى حينها وقت أن كان مسئولاً عن ملف الإفراج عن الترابين والمحادثات مع مصر فى هذا الشأن، إن تل أبيب تعتمد على الضغوط الأمريكية على مصر للإفراج عنه والاعتماد على مصالح ومبادرات جديدة للإفراج عنه.
وكانت أسرة الترابين قد عقدت عدة فعاليات للإفراج عنه منها نصب خيمة احتجاج أمام ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلى فى 2012، واحتشد نشطاء إسرائيليين يطالبون بالإفراج عنه وإطلاق سراحه.
نبذة عن حياته
وينتمى الترابين لإحدى القبائل البدوية فى سيناء وصحراء النقب، وتمكن الجيش الإسرائيلى من تجنيد والده سليمان بعد حرب 1967 ليكشف عن تحركات خلايا المقاومة المصرية أثناء حرب الاستنزاف، وفى يناير 1990 هرب سليمان وعائلته إلى إسرائيل، وحصلوا على الجنسية، وأقاموا فى مدينة الرهط، ثم أصدرت المحكمة حكماً بالسجن عليه لمدة 25 عاماً مع الأشغال الشاقة المؤبدة.
وعاد عودة الترابين إلى سيناء عام 1999 بحجة زيارة أسرته وشقيقاته المتزوجات فى مدينة العريش، وأبلغته السلطات المصرية بأنه شخص غير مرغوب فيه، وحذرته من العودة مرة أخرى، لكنه عاد متسللاً عبر الحدود، وألقى القبض عليه عام 2000، وبحوزته عملات إسرائيلية وجهاز اتصال، واتضح أنه حاول تجنيد زوج أخته المقيم فى العريش للتجسس على التحركات العسكرية المصرية فى سيناء، على أن يكون هو حلقة الوصل بينه وبين الموساد الإسرائيلى.