وحمل التاريخ الحديث عن نماذج عديدة من جرائم التجسس التى ارتبكتها إسرائيل ضد مصر، ويكفى اعتراف رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق "عاموس يادلين" بأن مصر ضمن دائرة التآمر الهادف إلى قسم ظهرها.
ورصدت تقارير أمنية، أن أكثر من 80% من جرائم تزوير العملات فى مصر ارتكبها إسرائيليون، فى حين بلغت قضايا تهريب المخدرات المتهم فيها إسرائيليون خلال العشر سنوات الماضية ما يزيد عن 4 آلاف قضية، واستغلت إسرائيل السياحة فى مصر لتنفيذ مخططات التجسس، وساعد على ذلك أن الإسرائيليين لهم الحق بموجب اتفاقية كامب ديفيد فى دخول سيناء دون جوازات سفر أو تأشيرات، ما جعل عملية التسسل داخل البلاد سهلة، ومن ثم تعددت الحوادث التى خطط لها "الموساد".
وكانت قضية الجاسوس "عزام عزام" من أشهر قضايا التجسس التى ضبطت خلال الـ15 أعوامًا الماضية، حيث سعى "الموساد" من خلاله على الحصول على معلومات عن المصانع الموجودة بالمدن الجديدة، وتدخلت إسرائيل للإفراج عن الجاسوس عزام فى العام 2005 فيما وصفت بعد ذلك بأنها صفقة سياسية.
وفى العام 2000 قبض على الجاسوس "شريف الفيلالى"، وحكم عليه بالأشغال الشاقة، إلا أنه توفى فى السجن عام 2007، وفى فبراير من العام نفسه تم الكشف عن شبكة تجسس لحساب إسرائيل تضم الطالب "محمد العطار" والحاصل على الجنسية الكندية و3 ضباط بالمخابرات الإسرائيلية.
وأعقبتها قضية الجاسوس "محمد سيد صابر"، والذى حكم عليه بالسجن المؤبد بعد اتهامه بإفشاء أسرار المفاعلات النووية المصرية، وفى نهاية عام 2010 تم الإعلان عن قضية التخابر المعروفة إعلاميًا بـ"الفخ الهندى"، والمتهم فيها الجاسوس "طارق عبدالرازق"، بالإضافة إلى ضابطين من الموساد، حيث قضت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ فى يوليو من العام 2011 على الجاسوس طارق عبد الرزاق، المتهم بالتجسس لصالح جهاز الموساد الإسرائيلى بالسجن المؤبد 25 عاما حضوريًا، وغيابيًا لكل من ضابطى الموساد "أيدى موشيه"، و"جوزيه ديموف".
وكانت النيابة قد اتهمت عبد الرازق بالقيام بعمل عدائى ضد دولة أخرى بالمنطقة وهو عمل من شأنه تعريض الدولة المصرية لخطر قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية معها نتيجة اتصاله مع سوريين ولبنانيين لانتقاء من يصلح منهم للعمل مع الموساد ونقل معلومات من أحد الجواسيس الإسرائيليين فى سوريا لصالح إسرائيل، وقال النائب العام وقتها إن المتهم المصرى قام بكل هذه الأعمال التخابرية مقابل حصوله على 37 ألف دولار.
كما تم القبض على "إيلان تشايم جرابيل" فى أعقاب ثورة يناير، وأعلنت وقتها النيابة العامة أن إيلان وهو ضابط فى الموساد الإسرائيلى، كان فى مهمة استخباراتية تشمل التحريض على أعمال شغب وزرع الفتنة الطائفية.
ويبدو أن كل ما فعله السلام بين مصر وإسرائيل هو نقل الحرب من ساخنة إلى باردة، لتظل مصر من أولويات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.