كتبت إنجى مجدى
اجتاحت ثورة من الغضب أمريكا تجاه ممارسات الشرطة العنيفة ضد المواطنين السود، وسط حالة من السخط، وساهم فى زيادته تحفظ السلطات فى مدينة شيكاغو على الفيديو الخاص بقتل مراهق أسود بـ16 رصاصة على يد شرطى أبيض، بعيدا عن الرأى العام طيلة أكثر من عام، فضلًا عن تأخر الحكم على الشرطى رغم وضوح الفيديو الذى يظهر أن الفتى لم يشكل أى مصدر خطر.
وتظاهر المئات بشوارع مدينة شيكاغو الأمريكية، الأربعاء، للمطالبة باستقالة عمدتها "رام إيمانويل" على خلفية مقتل لاكان مادونالد فى أكتوبر 2014، حيث وجه المتظاهرون اتهامات لعمدة المدينة بالتغطية على الجريمة.
المتظاهرون هتفوا باستياء، داعين أيضا لاستقالة المدعى العام للمدينة، أنيتا ألفاريز، التى تعرضت لانتقادات واسعة لاستغراقها أكثر من عام لتوجه اتهامات بالقتل للشرطى جيسون فان ديك، رغم وضوح الفيديو الذى يٌظهر ماكدونالد يسير وسط الشارع ويحمل بيده شيئاً ما ويبدو أنه لم يمتثل لأوامر الشرطة للتدقيق فى هويته لكن لم يبدُ أنه كان خطراً، وعند ابتعاد الفتى إلى طرف الطريق قام الشرطى بإطلاق النار مواصلا ذلك بدم بارد بينما الفتى ممد على الأرض.
ضحايا الشرطة الأمريكية/h2>
انتهاكات الشرطة الأمريكية ضد السود تتواصل منذ أكثر من عام ورغم تنديد العديد من الساسة فى الولايات المتحدة، واندلاع المظاهرات فى أنحاء عدة مع تعدد هذه الحوادث التى أثارت جدلا فى البلاد حول العنصرية ولجوء الشرطة إلى القتل.
وبحسب إحصائية نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية نوفمبر الماضى، فإن إجمالى القتلى الذين سقطوا برصاص الشرطة الأمريكية خلال 2015، يبلغ نحو 1000 شخص، من الأعراق المختلفة، ومن بين أولئك 47 شخصا قتلوا نتيجة الصاعق الكهربائى الذى تستخدمه الشرطة فى ضبط المشتبه بهم والمتهمين، و33 قتلوا نتيجة اصطدامهم بسيارات الشرطة، و36 قتلوا داخل الحجز، فيما مات آخرون نتيجة صدمات فى الرأس خلال الاشتباك مع الشرطة.
وتشير إحصائية الجارديان إلى أن حوالى 198 شخصا من القتلى لم يكونوا مسلحين، فيما أن 59 آخرين لم يكن من الواضح أن كان بحوزتهم سلاح، فضلا عن أن 248 من القتلى السود لم يكونوا مسلحين.
وقد أعلنت وزارة العدل الأمريكية، هذا الأسبوع، عن إطلاق تحقيق حقوقى مدنى فى ممارسات الشرطة الأمريكية، والتحقيق فى استخدام القوة المميتة ضد البعض. كما من المقرر أن ينظر القضاء الأمريكية فى 14 يناير المقبل فى إطلاق فيديو خاص بقتل مراهق أسود آخر.
ورفعت والدة سيدريك شاتمان، قضية ضد مدينة شيكاغو لإطلاق سراح الفيديو الخاص بقتل ابنها على يد الشرطة فى يناير 2013.
وقد أكد محقق سابق فى القضية، فى تصريحات لشبكة "سى.إن.إن، الأربعاء، أن التحقيقات خلصت إلى ان قتل "شاتمان" لم يكن مبررا وذلك بناء على الفيديو الذى ألتقطه 5 كاميرات محيطة بمكان الحادث.
كذب الشرطة الأمريكية
واللافت أن انتهاكات الشرطة فى الولايات المتحدة لم تتوقف فقط عند القتل ففى حوادث عديدة حاولت ادعاء وتزييف حقائق للتغطية على الجريمة، وفى حالة قتل ماكدونالد فإن الشرطة قالت إن الفتى أشهر سكينا وهو ما أظهر كذبه الفيديو الذى أجبرت السلطات على إطلاقه للعامة بعد إدانة الشرطى بالقتل.
الكذبة نفسها تكررت فى وفاة الناشطة السوداء "ساندرا بلاند"، التى عُثر عليها ميتة داخل سجن فى تكساس، فى 13 يوليو الماضى، والتى ادعت الشرطة الأمريكية أنها انتحرت شنقا داخل الحبس الانفرادى، فيما قال إلتون ماثيس، المدعى العام الخاص بمقاطعة والر كونتى، مكان السجن، فى تصريحات مثيرة وقتها، إن اختبارات السموم أشارت إلى أن "بلاند" إما بلعت كمية كبيرة من الماريجوانا أو دخنتها داخل السجن.
ورد نشطاء على هذه التصريحات متسائلين "إذا كان الأمر هكذا فمن أين أتت ساندرا بالماريجوانا؟ لقد كانت محتجزة فى زنزانة انفرادية، بعيدا عن باقى المساجين"، وقال آخرون إن هذه القصة المليئة بالشكوك وتضارب المعلومات الصادرة عن الشرطة والانتهاكات فى عملية الاعتقال، فإن هذا التصريح يبدو غريبًا.
ومن بين الأمور التى زادت من شكوك الكثيرين بشأن حقيقة انتحار "الناشطة السوداء"، فيديو التقطته الكاميرا الخاصة بسيارة دورية الشرطة، يكشف تناقضات واضحة تتعلق بتقرير عملية الاعتقال، الذى قدمه الضابط بريان إنسينيا، المسئول عن اعتقال ساندرا خلال توقف مرورى.
وقد انتقد عمدة شيكاغو خلال تقديمه اعتذارا عاما، أمس الأربعاء، عن طريقة التعامل مع قضية قتل ماكدونالد، ما يوصف بـ"قانون الصمت"، الذى يمنع الضباط الأمريكيين من الإبلاغ عن سوء سلوك زملائهم، كما انتقد الإدارة المعنية بالتحقيق فى انتهاكات الشرطة بسبب قيامها غالبا بتبرير إطلاق النار من جانب الشرطة. وقال إيمانويل "لدينا أزمة ثقة مع الشرطة".
اعتقال دون أسباب
ولم يشفع اعتذار "إيمانويل" له أمام الرأى العام، حيث تظاهر مئات الشباب المطالبين باستقالته وقاموا بغلق بعض الطرق فى المدينة هاتفين "لا مزيد من الشرطيين القتله" و"رام عليه الرحيل"، وهتف آخرون "16 رصاصة 13 شهرا وتغطية"، بينما قامت الشرطة باعتقال ثلاثة مراهقين من المتظاهرين دون أسباب معروفة، بحسب وكالة رويترز.
وحتى تعامل الشرطة الأمريكية مع المظاهرات طالما قوبل بالانتقادات حيث تم اتهامها باستخدام العنف ضد المتظاهرين ردا على الاحتجاجات فى سانت لويس بولاية ميزورى العام الماضى، بعد مقتل الشاب الأسود الأعزل مايكل براون على يد شرطى. ومع تجدد المظاهرات فى ذكرى وفاتة، أغسطس الماضى، تم اعتقال نحو 50 متظاهرا بعدما قاموا برفع حاجز خارج محكمة المقاطعة أثناء احتجاج سلمى، حسبما أفادت صحيفة "سانت لويس بوست ديسباتش".
وتم توجيه انتقادات وقتها للشرطة لارتدائها زيا مدنيا، حيث قالت مجموعة ناشطة تدعى منظمة النضال الأسود "لقد كان قرارا سيئا أن يتم ارتداء ملابس مدنية فى محيط الاحتجاجات.. فالأمر جعل من الصعب على الناس أن تتعرف على رجال الشرطة، وهو أمر ضرورى لسلامة أفراد المجتمع".
عدد الردود 0
بواسطة:
هنري
أين هم الآن
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن
خطاب التنحى