حازم جمال يكتب: عودة الجمهور وأرواح البشر

استغرقت بضعة دقائق فى التفكير بعد سماع خبر الاستعدادات لعودة الجمهور فى ملاعب الدورى العام، وتساءلت هل هناك التجهيزات والقوانين الكافية لوضع ميثاق لعودة الجمهور بشكل مناسب وأمن؟ أم نحن مقبلون على كوارث كروية مرة أخرى مثل مذبحة بورسعيد واستاد الدفاع الجوى، وهل هناك من يريد عودة الجمهور دون وضع أرواح البشر فى الحسبان؟ ورأيت ذلك فى كلام بعض الإعلاميين الرياضيين الذين يؤيدون هذا القرار فى نفس الوقت الذى كان من أحدهم السبب فى الكوارث السابقة وهولاء من يطلق عليهم (المطبلاتية) أو بمعنى آخر يقتل القتيل ويمشى فى جنازته .

تابعت بدقة شديدة اجتماع المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة مع رؤساء الأندية حتى أعرف كيف استعدوا بأفكارهم لعودة الجمهور مرة أخرى، ولكن فؤجئت عندما طرح كل واحد منهم فكرة مغايرة للأخرى فمثلا يرى البعض أن يحضر أعضاء النادى المباريات بعدد معين حتى يكون من السهل السيطرة عليهم وعقابهم عند الخطأ، لأن بياناتهم مسجلة لدى النادى، ويرى آخرون أن يحضر جمهور صاحب الارض فقط حتى لا يظلم الفريق الآخر إذا حدثت أى أعمال شغب ويكون العقاب من طرف واحد وآخرون طرحوا فكرة عمل استمارة وكارنية لكل مشجعى فرق الدورى العام ويدون اسمه على تذاكر المباريات حتى يسهل العثور عليه وأما عن العقوبات التى سوف توقع على النادى الذى أخطأت جماهيره فقد اتفق الجميع بشكل مبدئى أن يخصم ثلاث نقاط، من أى فريق يقتحم جمهوره الملعب أو يكون بحوزتهم ألعاب نارية وانتهى الاجتماع بموافقة الوزير على الأفكار التى تم طرحها وأنه سوف يعرضها على الجهات الأمنية لأخذ الموافقة .

لكنى تساءلت لماذا طرحوا العديد من الأفكار والحلول لبعض المشاكل وتناسوا المشكلة الرئيسية وهى شباب الالتراس الذين كانوا جزءا هاما من الكوارث السابقة، أم سيكون التعامل كما كان فى الماضى بتجنبهم وعدم الحديث معهم واعتبارهم جماعة عنف وتخريب .

فى نهاية الامر ابعث كل اسئلتى ومخاوفى هذه الى المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة ورؤساء الأندية الأفاضل وأقول لهم: إن أفكاركم لكيفية عودة الجمهور مرة اخرى جيدة ولكن لا تنسوا أن هناك شبابا عاشقا لناديه ويريد ان يكون معه فى كل مكان ويسانده فى افراحه واحزانه فحاولوا استقطابهم حتى لايكون فريسة لبعض الجماعات التى تريد الاضرار بهذا الوطن وتذكروا ان الشباب يعلم مثلكم ان الكرة دون جمهور لا تساوى شئ ولكن الاهم هو الحفاظ على ارواح البشر .