مش أى قصة رومانسية على فيس بوك حقيقة.. زوجة الجبالى نموذج للحب وبعد وفاته اتهمها البعض بالنصب.. وخبر عدم وفاة "ندى" هز مواقع التواصل أكثر من انتحارها الكاذب.. وعلماء النفس:ملاذ للباحثين عن قدوة

الخميس، 10 ديسمبر 2015 04:38 م
مش أى قصة رومانسية على فيس بوك حقيقة.. زوجة الجبالى نموذج للحب وبعد وفاته اتهمها البعض بالنصب.. وخبر عدم وفاة "ندى" هز مواقع التواصل أكثر من انتحارها الكاذب.. وعلماء النفس:ملاذ للباحثين عن قدوة قصص الرومانسية على فيس بوك مش حقيقة - أرشيفية
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شاب فى أواخر العشرينات من عمره، عُرف بأخلاقه الكريمة وأدبه الجم كما يشهد المقربون له دائما، أثار نبأ وفاته فجأة خلال الشهور القليلة الماضية تعاطف الكثيرين معه وتداول رواد شبكات التواصل

الاجتماعى قصته وتحاكى الجميع بأواصر العلاقة الوطيدة التى ربطته بزوجته رضوى جلال وابنه الذى طاق لرؤيته كثيرا ولكن لم يحالفه الحظ.

حكاية المهندس المعمارى الراحل أحمد الجبلى مع زوجته، استطاعت أن تنال إعجاب الآلاف من رواد تلك الصفحات الاجتماعية، خاصة وأن الأول اعتاد على توثيق اللحظات التى جمعته بحبيبته وسطر بين الحين والآخر كلمات تعكس مدى حبه لرضوى والفرحة التى غمرته بمجرد أن نال رضاها وتزوجها حتى وصل به الأمر لالتقاط صورة جمعتهما سويا أمام قبره، كل هذا جعل كثيرون يرون فى القصة السابقة نموذجا محاكيا لقصص الحب الأسطورية ويتخذون من رضوى قدوة فى الوفاء والإخلاص لزوجها حتى بعد وفاته، ولكن لم تدم الحياة بصفوها كثيرا ولم تقبع تلك الصورة فى الأذهان طويلا فمؤخرا انتشرت الشكاوى على صفحات موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" الذى شهد ميلاد قصة الحب تلك ووثق لحظاتها، لتشكك فى أفعال رضوى وتتهمها بالنصب على مواطنين وتحصيل ملايين الجنيهات تحت ستار شركتها "مليكة" المخصصة لأزياء المحجبات ومغادرتها البلاد، المعلومات التى باتت تتكشف واحدة تلو الأخرى وأكد صدقها المقربون لأحمد الجبالى، رحمه الله ونفت صحتها رضوى عبر صفحتها على فيس بوك مضيفة أنها اضطرت لمغادرة البلاد لتستطيع تسديد ديونها بدلا من بقائها فى مصر وسجنها، تسببت فى إحداث صدمة لدى الكثيرين خاصة ممن تعاطفوا مع القصة وشهدوا ميلادها من البداية واتخذوا منها نموذجا يحتذى به مما دفع أهل الجبالى وأصدقاءه للتنصل من تصرفات رضوى والتأكيد على ضرورة التفرقة بين أخلاق أحمد وصفاته وبين ما فعتله زوجته بعد وفاته.

ولكن الواقعة السابقة لم تكن الأولى من نوعها، فقد سبقتها قصص أخرى ساهمت صفحات "فيس بوك" فى ميلادها وكانت سببا فى وفاتها أيضا، فمؤخرا انتشرت حكاية طالبة كلية الطب والمريضة بالسرطان وتداول كثيرون صفحتها الخاصة وأعجبوا بروحها وتمسكها بالحياة من أجل حبيبها الذى ساندها بدوره وأصر على استكمال فرحتهما سويا بزواجهما رغم علمه بوفاتها.

وظلت الفتاه المريضة المزعومة تقدم بين الحين والآخر منشورات لحبيبها صاحب الكلمات النبيلة لتعطى مثالا للإخلاص والحب الحقيقى حتى جاء المنشور الأخير لرواد شبكات التواصل الاجتماعى وجزم بوفاتها قبل عرسها بيوم، وكالعادة نجحت القصة المختلقة فى كسب تعاطف الآلاف وانهال سيل من الدعوات والترحم عليها وكلمات إعجاب تنسج إطارا مقدسا حول تلك القصة نادرة الحدوث كما رأى البعض، ولكن لم يدم هذا الحال طويلا أيضا فسرعان ما انكشف الأمر وتبين أن صفحة الفتاة المريضة كانت وهمية قام بتدشينها شاب وصديقه وظلا طوال تلك الفترة يفتعلان الحكايات والأكاذيب ليحققا أكبر قدر من كلمات الإعجاب وتنتشر القصة على نطاق واسع.

وبعد كل هذا تداول رواد موقع "فيس بوك" الاجتماعى قصة أخرى لشاب ظل يراقب فتاة فترة طويلة وكان على علم بمرضها، ورغم ذلك لم يمنعه هذا من مصارحتها بمشاعر الحب والإعجاب رغم رفضها بحجة علمها بحتمية وفاتها وفقا لشهادة الأطباء إلا أن الشاب ظل متمسكا بها حتى استيقظ ذات يوم وبعث لها رسالة فأجابته أمها أن ابنتها توفت منذ ساعتين، ولاقت هذه القصة أيضا إعجاب الكثيرين وتشاركها الآلاف قبل أن تنكشف حقيقتها ويعرف الجميع بأنها قصة وهمية من نسج الخيال.
قصة أخرى ظهر معها تعاطف كبير من بين مستخدمى فيس بوك وهى قصة ندى سلامة أو صاحبة البهجة، فعازفة الناى التى انتشر خبر انتحارها عبر صفحات فيس بوك فجرت مفاجأة بعد ساعات قليلة من شيوعه بأنها مازالت حية وقالت عبر حسابها الشخصى إنها مازالت على قيد الحياة ولكن تواجهها مشاكل كثيرة حاولت الهروب منها بالانتحار عدة مرات ولكن دون جدوى.

القصص السابقة وغيرها يرى خبراء علم النفس، أنها كانت بمثابة الملاذ الآمن لدى البعض من هواة البحث عن قدوة للاحتذاء بها الذين قاموا بتضخيم الأمور وتهويلها ونتيجة لذلك لم يستعب عقل هؤلاء فكرة أن تصبح تلك القصص وهمية وتصبح حقيقة الشخصيات القدوة مجرد أناس عاديين يخطأون ويصيبون وليسوا ملائكة أو نادرى الوجود فى وقتنا هذا.

أحمد عبد الله أستاذ وخبير نفسى يقول، الإنسان إما أن يكون بطل قصته أو يبحث عن أبطال آخرين يجسدون قصص حياته، والسبب فى ذلك أن أساليب التنشئة فى مجتمعاتنا تربى الفرد على أنه شخص عادى لا يملك من قصته وحياته شيئا وبالتالى عليه البحث عن أشخاص آخرين يفعلون ذلك بدلا منه "القدوة"، مضيفا: الإنسان يبحث عن قائد فى مختلف المجالات "سياسة، دين، فن" وحتى على المستوى العاطفى دون الأخذ فى الاعتبار أن هذه النماذج قد تكون مدعية كاذبة أو مقصرة وليست مثالية كما يعتقد ورغم ذلك نجد كثيرين لا يتعظون مما يحدث ويستمرون فى الجرى وراء مثل تلك النماذج والاحتذاء بها دون التعلم من الوقائع السابقة لتبقى الحقيقة المؤكدة أننا نبحث عن أبطال نهتف بأسمائهم.

وتابع: غالبا بعد هذا الكم من القصص المختلقة وبها نوع من التهويل سيبحث الناس عن قصص أخرى بديلة يستثمرون طاقتهم ومشاعرهم فى إبطالها ولا أستثنى من ذلك مسئولية "الميديا" التى تكرس دائما لفكرة أن الإنسان ضعيف ومتفرج يكتفى بمشاركة مثل تلك القصص مع أصدقائه تحت مسمى "الله على المثالية" ومن وقت لآخر نصنع نجما من لا شىء وهذا فيه شىء من الطفولية وعدم النضج.

الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى، يقول، هناك أنواع مختلفة للأشخاص النوع الأول يفضل أن يعيش دائما فى دور البطولة فينسج قصصا من وحى خياله لا أساس لها من الصحة ويبدأ فى ترويجها حتى يتبين كذبه فى النهاية والنوع الثانى اعتمادى يعيش على قصص غيره، ويحاول تقليدها بشكل أعمى دون الاهتمام إن كانت تتناسب معه أم لا، والنوع الثالث والأخير يفضل أن يرى نفسه بصورة جيدة دائما فى عيون الآخرين وفجأة يتضح كذبه وهذا نوع سيكوباتى.

وأضاف: فيما يتعلق بصفحات التواصل الاجتماعى، هناك كثيرون يفضلون إخراج ما بداخلهم ويعتمد آخرون على قصصهم تلك ولكن فى النهاية يجب أن يكون كل إنسان نفسه وفقط يعمل فى إطار رغباته وطموحاته فقط وأنصح شباب فيس سبوك بألا يصدقوا كل ما يقرأونه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة