ننشر نص شهادة محمد سلماوى فى محاكمة أحمد ناجى

الأحد، 13 ديسمبر 2015 11:05 ص
ننشر نص شهادة محمد سلماوى فى محاكمة أحمد ناجى محمد سلماوى
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالأمس جرت الجلسة الثانية فى قضية الروائى أحمد ناجى والكاتب الصحفى طارق الطاهر، والمتعلقة بنشر فصل من رواية "استخدام الحياة، والذى رأت فيه النيابة أنه خادش للحياء العام، وكانت المحكمة قد طلبت شهادة كل من الكاتب الكبير محمد سلماوى، وصنع الله إبراهيم، والدكتور جابر عصفور، والذى حضر الجلسة متأخرا ولم تأخذ شهادته، وننفرد الآن بنشر نص شهادة محمد سلماوى بالمحكمة.

القاضى: أنت الأستاذ محمد سلماوى؟


سلماوى: نعم.

القاضى: قل والله العظيم أقول الحق.


سلماوى: والله العظيم أقول الحق.

القاضى: الوظيفة الحالية والسابقة.


سلماوى: أعمل بالأدب والصحافة منذ قرابة الخمسين عاما، وقد شغلت موقع رئيس التحرير بمؤسسة الأهرام طوال 16 عاما، كما كنت وكيلا للمجلس الأعلى للصحافة. وأنا الآن الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب، وكنت رئيسا لاتحاد كتاب مصر لمدة عشر سنوات.

القاضى: هل قرأت الرواية؟


سلماوى: نعم.

القاضى: ما هو موقعها من الأدب الروائى؟


سلماوى: هى تنتمى لاتجاه جديد فى الرواية العالمية يسمى graphic novel وتمزج بين الكتابة الروائية والرسوم الفنية، وكاتبها هو أحد ابرز الكتاب الروائيين من جيل الشباب الذين ينعقد عليهم الأمل فى مستقبل الأدب الروائى فى البلاد، وله أعمال إبداعية سابقة.

النيابة: هل قرأت المقال موضوع الدعوى والمنشور فى "أخبار الأدب"؟


سلماوى: لست أعرف عن أى مقال تتحدث، فأنا لم أقرأ أية مقالات وإنما قرأت فصلا من رواية "استخدام الحياة" لأحمد ناجى منشور فى الجريدة، والبون واسع بين الأدب الروائى والمقال الصحفى.

النيابة: هل تستطيع أن تقرأ لنا الآن وأمام الحضور جزءا منها؟


سلماوى: هذا لا يجوز.

النيابة: لأنه خادش للحياء؟


سلماوى: هذا لا يجوز فى الأدب، فاجتزاء مقطع وحده هكذا وقراءته مستقلا عن الرواية إنما يخرجه عن السياق الذى كتب فيه، ومن المبادئ الراسخة فى النقد لمن درسوه أن العمل الفنى لا يؤخذ إلا فى مجمله لأن المقصود منه هو تأثيره الكلى على المتلقّى وليس تأثير جزء واحد منه منفصلا عن السياق الذى جاء به، لذلك لا يمكن لنا أن نجتزئ قطعة من تمثال لرائد فن النحت المصرى الحديث محمود مختار، مثل ثدى الفلاحة فى تمثال نهضة مصر الشامخ أمام الجامعة ونعرضه وحده على الملأ، وإلا كان بالفعل خادشا للحياء لأنه خرج عن المعنى الوطنى الذى يرمز له التمثال ليصبح تأثيره حسيا بحتا، فما يخدش الحياء فى الحياة لا يكون كذلك فى الفن، وفى الوقت الذى يخدش حياءنا مشهد العرى فى الطريق العام فإننا نرسل طلبة المدارس إلى المعارض والمتاحف التى تضم لوحات فنية قد يكون بها بعض العرى دون أن يكون فى ذلك ضررا عليهم.

محام نقابة الصحفيين: هل حدث أن صودرت أعمال أدبية فى السابق؟


سلماوى: صودرت أعمال كثيرة ربما كان أشهرها رواية "عشيق الليدى تشاترلى" للكاتب البريطانى الكبير د. ه. لورنس، لكنهم وعادوا وصرحوا بها، وقد كان ذلك فى عهود تخلف غابرة يتندرون بها الآن، فالمصادرة بهذا الشكل ولهذه الأسباب منافية للفهم الصحيح للأدب ووظيفته، إضافة إلى أنه مناقض للدستور، وإلا كان علينا أن نصادر الكثير من تراثنا الفنى العظيم الذى نباهى به بين الأمم مثل "ألف ليلة وليلة"، أو من أمهات أدبنا الحديث الذى تربينا عليه مثل رائعة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين "دعاء الكروان" التى يغتصب فيها البطل عذرية الفتاة الريفية البريئة هنادى، وهو ما لا يكون فقط خادشا للحياء فى حياتنا العادية خارج العمل الفنى، وإنما هو أيضا جريمة يعاقب عليها القانون، لكن فى إطار الرواية المذكورة هو ضرورة تفرضها الاعتبارات الفنية التى لا يجب أن تغيب عن نظر من يعطى لنفسه الحق فى تقييم العمل الفنى.

الدفاع: هل الأدب علم؟


سلماوى: لا، الأدب فن. لكن النقد علم، وهو علم شاق يتعلمه الناقد ولا يجوز لغير المتخصص أن يتعرض له، فهناك من يمضون السنوات الطوال فى دراسته وينالوا فيه أرفع الدرجات العلمية.

هؤلاء هم الخبراء الذين علينا أن نلجأ إليهم فى تقييم العمل الفنى، وإذا سمحت لى المحكمة فإنى أود أن أعرب عن سعادتى للإدلاء بشهادتى هذه، فقد تعودنا أن يتم اللجوء للخبراء فى الدعاوى القضائية الخاصة بالموضوعات الاقتصادية أو فى النزاعات الضرائبية أو ما شابه ذلك، لكن لجوء المحكمة الموقرة للخبراء فى هذه الدعوى الأدبية إنما يستوجب توجيه التحية الكاملة للمحكمة.


موضوعات متعلقة..



- وفد "الجايكا"والسفارة اليابانية يزوران مركب خوفو لمتابعة أعمال ترميمها









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة