يحتاج الأمر إلى مناقشة حتى لا يتحول الصمت إلى حالة تثبيت للكذب، وهناك ما يشبه المصادفة، أن ينشر عدد من النشطاء على مواقع التواصل بنفس المعنى والشكل كأنهم نقلوها من بعضهم، فما الذى يجمع أيمن نور، وجميلة إسماعيل، وعبدالمنعم أبوالفتوح، والبرادعى وتوكل كرمان، ويسرى فودة، وكل الحقوقيين والنشطاء على أن يكتبوا نفس الكلام بفارق ساعات؟
هذا الأمر لفت نظر نشطاء آخرين على مواقع التواصل، صوروا هذه التدوينات ووضعوها معا، وبعضهم سأل عما يدفع واحدة مثل توكل كرمان، الناشطة اليمنية، إلى أن تهتم بقضية فى مصر، وتترك اليمن بلدها ووطنها الذى يغوص فى الطائفية والحرب والتفسخ والضياع؟ وارد أن تتفق توكل كرمان مع أيمن نور، باعتبار كلاهما يحظى بالتمويل التركى، ويعيشان فى حماية أردوغان، ممول داعش، لكن المصادفة لافتة، أن يتزامن هذا مع تدوينة لـ«أبوالفتوح، ويسرى فودة، والبرادعى»، وأى عاقل طبيعى سوف يربط بين هؤلاء وعدد آخر من النشطاء المعروف عنهم إما أنهم يعيشون فى الخارج أو يعملون لصالح منظمات تمول أنشطة وتدريبات ومؤتمرات ومشروعات إعلامية ذات واجهات لأنشطة سياسية غامضة.. هذه الأسماء غالبا ما تنخرط فى نفس الحملات بوقت واحد فهم يهاجمون، ليس من باب الإصلاح، ولكن من باب المشاركة فى حملات منظمة، لصالح هذه المراكز والجهات ضمن مشروعات ممولة.
ولا أحد لا يمكنه اتهام هؤلاء، لكن من حق المجتمع أن يقرأ تفاصيل حملات تبدو مخططة، وفى ظل ثورة المعلومات من الصعب إخفاء هذه التحركات التى كانت تتم فى السابق بمعرفة جهات تحرص على سريتها، لكن مواقع التواصل تفضحها، وما دام هؤلاء يقفون بالمرصاد لكل خطأ، من حق المجتمع أن يحاسبهم، ويحلل اتهاماتهم، وما إذا كانت بريئة تريد الإصلاح أم أنها موجهة ولها أهداف أخرى.
ونعود إلى قضية ما يسمونه بالاختفاء القسرى، الذى يعنى فى عرف المنظمات أن هناك اختطافا وإخفاء أفراد لأنشطتهم السياسية، بينما ما يجرى أن أغلب الحالات المبلغ عنها تم الرد عليها بالنسبة للمقبوض عليهم يتم تحويلهم لجهات التحقيق، والباقى يتعلق ببلاغات عن اختفاء أفراد، بعضهم قد يكون قد سافر عبر الحدود أو حاول الهجرة غير الشرعية، وهناك مئات الحالات يوميا بعضها يتم ضبطه، ونسبة كبيرة لا يتم ضبطها، وحالات غرق لا يتم رصدها، هناك قيادات الإخوان الذين هربوا للخارج وظهروا فى تركيا، وشباب خرجوا بطرق غير مشروعة، وانضموا لداعش والتنظيمات الإرهابية، ومنهم مشتبه فيهم فى تنفيذ الهجمات الانتحارية على فندق القضاة فى العريش، وفى قضية الإرهابيين لدينا قصة من فرنسا، أن أحد المشتبه بهم فى هجمات باريس تقول الداخلية الفرنسية إنه ربما هرب وعاد إلى سوريا مع زملائه الإرهابيين فى داعش، ولا نعرف لماذا غاب عن الدكتور البرادعى والأستاذ يسرى والأستاذة جميلة أن ينظموا حملات ضد الاختفاء القسرى للإرهابيين.
ونحن هنا لا نعنى أن الأجهزة تتجاهل البلاغات، لكن الأمر يجب أن يوضع فى نطاقه، فنحن فى دولة قانون، وبالطبع هناك حالات قتل وإخفاء فى جرائم يتم كشفها بعد شهور، ولدينا أمثلة لزوجات قتلن أزواجهن وأخفوا الجثث، أو حالات اختطاف ومساومة تتضمن بلاغات، أما كل النشطاء المشاهير فمكانهم معروف، وهناك خلاف حول الاتهامات الموجهة إليهم لكن أماكنهم معروفة، ومن الواضح أن الكثير من الحملات متتم للضغط من أجل الإفراج عن متهمين ارتكبوا جرائم، وبعضهم صدرت عليهم أحكام بناء على شهادات وتسجيلات بالصوت والصورة، ومع هذا أصبحوا نشطاء فى عرف التنظيمات التى تمتد فى الخارج والداخل، وتحمل لافتات حقوقية، بينما وراء هذه اللافتات وجوه لجماعات بعضها ليس بعيدا عن الإرهاب، والمال يتكفل بشراء عمليات التسويق التى يقوم بها مشاهير بكل سرور.
موضوعات متعلقة:
- ابن الدولة يكتب: متى تحدد النخبة هدفها؟!.. مواقف السياسيين والنخب السياسية والثقافية المتغيرة والضبابية تصيب المواطن العادى بالحيرة والارتباك.. ولا مانع من أن يخضع أى قانون من جانب الدولة للمناقشة
- ابن الدولة يكتب: رسائل الرئيس من شرق بورسعيد.. السيسى ماضٍ نحو إنجاز المشروعات الكبرى لتأسيس بنية تحتية قوية ندخل بها عصر التنمية.. يجب أن نتفهم كيف نجحت الرئاسة بمساعدة المخلصين فى تخطى الصعاب
- ابن الدولة يكتب: الطريق للبرلمان والعمل السياسى.. كانت الانتخابات تحديا لكل الأطراف أمنيا وتنظيميا.. وعلى المجلس إعادة النظر بقوانين الممارسة السياسية.. حتى المحسوبون على الماضى فازوا بتحركات عائلية
- ابن الدولة يكتب: ما بعد البرلمان.. ثورة فى المحافظات والمحليات.. المتابعة والتقارير تحدد مصير أغلب المحافظين ورؤساء المدن والأحياء.. اختيار قيادات شبابية يشكل خطوة مهمة نحو ضخ دماء جديدة بعروق الدولة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد على
فريق الخراب
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن عبد الغفار
سيمفونيه
عدد الردود 0
بواسطة:
نبيل محمود والى
الاختفاء القسرى
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو يوسف
الحل لكل هؤلاء الخونه ( الطواريء)
أتفق مع تعليق رقم / 2
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو يوسف
الحل لكل هؤلاء الخونه ( الطواريء)
أتفق مع تعليق رقم / 2
عدد الردود 0
بواسطة:
أبوحميد
يجب على الداخلية الرد دائما على إدعاءات الخطف والاختفاء القسرى بدلا من ترك الامور دون حسم
عدد الردود 0
بواسطة:
بدرية لحد الفجرية
برلمان و لا تفريعة يا دولة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
من هم المختفون قسريا؟