وتوصل فريق من الأطباء بجامعة نيوكاسل الإنجليزية إلى هذه النتائج المثيرة، حيث أكدوا أن الدهون الزائدة داخل البنكرياس هى التى تتسبب فى الإصابة بمرض السكر من النوع الثانى، وعند التخلص من الدهون، فإن مريض السكر سيعود إلى حالته الطبيعية مرة أخرى ويتم علاج المرض نهائيا والتوقف عن تناول الأدوية.
وأوضح العلماء أن أبحاثهم أكدت أن السكرى ليس مرضا مزمنا وليس بالضرورة أن يظل مع الإنسان طوال عمره، ولكن مستوى الدهون داخل البنكرياس هو الأساس، مؤكدين أن علاج المرضى من السكرى سيساهم فى تحسين نوعية حياتهم وحمايتهم من المضاعفات الخطيرة مثل أمراض القلب والعمى وأمراض الكلى والأعصاب.
تفاصيل الأبحاث والتجارب
وتوصل الباحثون إلى هذا النتائج بعد إجراء تجارب على 27 مريضا بالسمنة من كلا الجنسين، وكان يعانى ثلثيهم تقريبا من مرض السكر، والثلث الباقى لم يكن مصابا بهذا المرض المزمن، ثم خضعوا جميعا لجراحة السمنة، وتراوح وزنهم جميعا قبل العملية ما بين 114 و120 كجم.
وبعد العملية فقد الجميع أكثر من 13 كجم من إجمالى وزنهم، بينما تخلص مرضى السكرى فقط من بعض الدهون فى البنكرياس، بلغ متوسطها 1 جرام.
المثير أيضا أنه بعد مرور 8 أسابيع من الخضوع لجراحة السمنة، استعاد بنكرياس مرضى السكر قدرته الطبيعية على إفراز هرمون الأنسولين بتركيزات كافية فى الدم، وهو ما يعنى أن مرض السكر قد عولج تماما، على حد قول الباحثين.
ومن المتوقع أن يستغنى المرضى عن أدوية السكر ويستمر شفاء المرض لمدة كبيرة تصل إلى 20 عاما.
تصريحات الباحثين
ومن جانبه قال البروفيسور "روى تايلور" المشرف الرئيسى على الدراسة أن فقدان مرضى السكر للوزن الزائد يساهم فى تخلص البنكرياس من الدهون الزائدة وجعله يستعيد وظائفه مرة أخرى".
وتابع:"إذا سألت نفسك كم الوزن الذى احتاج أن أفقده لأتخلص من معاناة مرض السكر، فإن الإجابة هى جرام واحد" وأردف قائلا:"ولكن هذا الجرام يجب أن يكون من الدهون الموجودة فى البنكرياس".
وأضاف أن التخلص من دهون البنكرياس هو الأساس لعلاج مرض السكر، وهو ما قد يفسر لنا أيضا سبب إصابة بعض الأشخاص الذين يعانون من النحافة بمرض السكر، بينما لا يعانى بعض مرضى السمنة من هذا المرض المزمن، حيث لا ترتبط دهون البنكرياس بوزن المريض.
وفى ختام المؤتمر أكد الباحثون أن هذه النتائج لا يمكن تطبيقها على مرضى السكر من النوع الأول، ولكنها يمكن أن تساهم فى تطوير دواء جديد للتخلص من الدهون الزائدة بالبنكرياس.