عائلة الخمينى تعود للواجهة مجددا فى إيران من باب السياسة.. حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية يترشح لانتخابات مجلس الخبراء.. الإصلاحيون يرحبون والمحافظون قلقون..الخمينى الشاب يضح دماء جديدة بمعسكر الاعتدال

الإثنين، 21 ديسمبر 2015 12:40 ص
عائلة الخمينى تعود للواجهة مجددا فى إيران من باب السياسة.. حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية يترشح لانتخابات مجلس الخبراء.. الإصلاحيون يرحبون والمحافظون قلقون..الخمينى الشاب يضح دماء جديدة بمعسكر الاعتدال حفيد الخمينى سيد حسن خمينى
تحليل تكتبه: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للمرة الأولى يخوض سيد حسن الخمينى حفيد الإمام الخمينى مؤسس الجمهورية الإسلامية فى إيران، غمار السياسة ويتقدم للترشح لانتخابات مجلس الخبراء المزمع عقدها فى فبراير المقبل، وبتقدم سيد حسن المعتدل سياسيا الخميس الماضى حسم الجدل المثار حول نزوله غمار السياسة، لكنه أثار جدلا سياسيا ساخنا بين الأصوليين والمعتدلين لأن عضوية المجلس ستجعله فى قمة المؤسسة السياسية فى إيران، فمن مهام هذا المجلس حسب المادة 107 من دستور 1979 هو انتخاب المرشد الأعلى للثورة، وخلعه إذا ثبت عجزه عن أداء واجباته، أو فقد مؤهلا من مؤهلات اختياره، كما أنه لا يجوز التصويت فى البرلمان على أى نوع من التعديلات الدستورية قبل أن تصدر توصية من مجلس الخبراء، وتلزم توصياته وقراراته سائر أجهزة الدولة.

من هو سيد حسن الخمينى؟


سيد حسن الخمينى هو الحفيد الأشهر لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله الخمينى، وابن أحمد الخمينى، ووالدته فاطمة الطبطبائى ابنة آية الله سلطانى، وهو رجل دين معتدل عمره 43 عاماً، درس فى الحوزة العلمية للشيعة بمدينة قم، ويعد من المدرسين والأكثر شهرة داخلها، وله كتابا بعنوان "مقالات عشر"، ويعتقد الكثيرون أن لديه مستقبلا سياسيا. وعقد اجتماعات رسمية مع شخصيات من خارج إيران مثل الرئيس السورى بشار الأسد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وسافر إلى كوبا وجنوب أفريقيا، والتقى فيدل كاسترو وماركيز جارسيا ونيلسون مانديلا.

وسيد حسن هو رجل دين تقدمى حينما يتصل الأمر بالموسيقى وحقوق النساء والحرية الاجتماعية، ويتابع عن كثب الاتجاهات السائدة على وسائل التواصل الاجتماعى وله حسابات تمتلئ آلاف المتابعين، ويقرأ الصحف ومهتم بالفلسفة الغربية بقدر ما يهتم بالدراسات الإسلامية، وقضى بعض الوقت فى ماليزيا لتحسين مهارته باللغة الإنكليزية وفى الداخل اعتاد أن يجلس فى المقاعد العادية فى مباريات كرة القدم بدلاً من مقاعد كبار الشخصيات.

وينشر نجله صورا لأبيه على حسابه بانستجرام تظهر صداقته الوثيقة مع الإصلاحيين، لاسيما الرئيس السابق محمد خاتمى الذى لا يحظى الآن بقبول لدى آية الله على خامنئى، ولا ينحاز حسن الخمينى علانية الى الإصلاحيين، لكن فى 2010 التقى بالسجينين السياسيين على رضا بهشتي، ومحمد رضا جلالى بور، بعد الإفراج عنهما بيومين فى 2010. وقال حسن الخمينى لصحيفة "شهروند" الأسبوعية فى 2008: "من يزعمون الولاء للإمام الخمينى عليهم اتباع أمره بأن يكونوا حذرين من دخول الجيش إلى الحياة السياسية".

وفى 2010 هاجمه أنصار الرئيس السابق أحمدى نجاد وقاموا بقطع خطابا كان يلقيه بمناسبة ذكرى الثورة الإسلامية، وكانت المرة الأولى التى يهاجم فيها أنصار الرئيس حفيد الخمينى.

تغير المشهد السياسى


ونظرا لخلفية سيد حسن المعتدلة بالإضافة إلى الدور الحساس الذى يلعبه مجلس الخبراء فى النظام الإسلامى فى إيران، فإن وجود الخمينى الشاب - حسبما يصفه الإعلام الإيرانى- فى هذا المنصب لم يقبله التيار المحافظ أو المتشددين الذين لم يعلنوا صراحة عن قلقهم من ترشح حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخمينى لما له من مكانة بين رجال الدين، لكن لوحت الصحف الإيرانية الصادرة الأربعاء الماضى إلى اختراق المتشددين لحساب سيد حسن على انستجرام معتبرة أنه ردا على اعلانه الترشح لعضوية مجلس الخبراء.

الخمينى الشاب يضخ دماء جديدة بمعسكر الإصلاحيين


يرى المتشددون أن وصول سيد حسن إلى مجلس الخبراء من شأنه أن يحدث تغيرا فى المشهد السياسى الإيرانى، فهم يعتقدون أن هاشمى رفسنجانى الرئيس الأسبق ورئيس تشخيص مصلحة النظام المحسوب على التيار المعتدل هو من دفع بسيد حسن الخمينى ليكون فى مواجهة المرشد الأعلى على خامنئى، كما أن دخوله مجلس الخبراء يقوى احتمالية شغله منصب المرشد الأعلى فى المستقبل، ويقوى من شوكة التيار الإصلاحى أو الاعتدال الذى يتزعمه خاتمى ورفسنجانى الذى يرغب فى تحويل منصب المرشد الأعلى "شورى قيادية" أى مجلس من الفقهاء يمسكون بزمام الأمور ويتولون منصب الزعامة أو الإرشاد بدلا من أن يتركز المنصب فى شخصا واحد "الولى الفقيه". وفوزه ربما يمهد لإيجاد شورى قيادية، وهو ما يثير مخاوف التيار الأصولى الذين يعارض هذه الفكرة وأن يتمكن هاشمى رفسنجانى من استغلال الوقت والظروف الراهنة ويغيره فى المستقبل ويؤسس "شورى قيادية".

ووفقا للمراقبين يسعى التيار المعتدل إيران والذى ينتمى إليه الرئيس حسن روحانى لتغيير المناخ العام بمجلس الخبراء لصالحه، خاصة وأن المتابع للإعلام الإيرانى يفهم بوضع أن الإصلاحيين بدأوا منذ فترة كبيرة فى إعادة ترتيب أوراقهم بعد نجاح الرئيس روحانى المعتدل، ووفقا لصحيفة آرمان الإصلاحية التى نشرت السبت الماضى أن سيد حسن قرر أن يقوم بدورا فى مجلس الخبراء وبصدد استكمال "بازل الاعتدال" فى البلاد (فى إشارة إلى استعداد الإصلاحيين فى دخول مجلس الخبراء والبرلمان فى الانتخابات المقبلة بعد أن مضوا سنوات من التهميش وتصدر الأصوليين المشهد).

وفرصة فوزه بمقعد بمجلس الخبراء كبيرة إذا لم يحدث أى مشكلات إلا فى حالة استبعاده وهو احتمال ضعيف، لكن الأصوليين أو التيار المحافظ يسعى للحيلولة دون ذلك، لأنهم يرون أن التيار المعتدل يرغب فى استفادة من وجود سيد حسن الخمينى فى هذا المنصب، وهو أيضا يسعى وراء تعزيز مكانته من أجل تولى منصب المرشد الأعلى فى المستقبل فلا يوجد مانع قانونى لأن يصبح أحد أعضاء مجلس الخبراء هو المرشد الأعلى للبلاد، خاصة وأن هاشمى رفسنجانى الذى قيل أنه مرشحا لهذا المنصب بعد وفاة خامنئى لم يعد أمامه متسعا من الوقت بسبب شيخوخته فقد بلغ الـ 81 من عمره.



موضوعات متعلقة..



حفيد الخمينى: سأخوض انتخابات مجلس خبراء القيادة کمرشح مستقل


صحف: متشددون اخترقوا انستجرام حفيد الخمينى بعد إعلان الترشح لانتخابات الخبراء








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة