وقالت الدكتورة أمل الصبان، إن عام 2015 يمكن وصفه بعام الأحزان الثقافية، حيث شهد رحيل كبار من المثقفين المصرين والعرب ومنهم رحيل الكاتب إدوار الخراط.
وأوضحت أمل الصبان، أن الخراط كتب فى بدايته قصة قصيرة شكلت علامة فارقة، مشيرا إلى أنه يعد من أكثر الكتاب المصريين والعرب الذين تركوا أكثر من مجال فى الكتابة الإبداعية والفنية والثقافية فهو من جيل الرواد فى الرواية والقصة وكتابته النقدية.
وأضافت "الصبان" أنه كان لا يريد أن يصفه أحد بقبطيته بل مصريته، مشيراً إلى أنه كان دائما يقول: مصر بلد التسامح والتعايش.
ومن جانبه قال إيهاب الخراط، إنه سعيد بالفرح والامتنان بالاحتفال بوالدة إدوار الخراط هذا الرجل الاستثنائى ورقيق الحس لدرجة مرهفة جداً، هذا بالإضافة إلى أنه استعرض حياة والده كأديب، وختم حديثه بقراءة جزء من رواية "صخور السماء".
وفى السياق ذاته، ذكر الكاتب يوسف الشارونى رحلته الأدبية بصديقة إدوار الخراط، وتناول مجموعتة القصيصية "حيطان عالية"، واصفا إياه بأنه كتب مقالا ًنقدياً عن هذة القصص فى جلسة المساء فى سبتمبر عام 1950، مضيفا أن من إنجازاته ترجمته 29 كتابا إلى العربية فى القصة القصيرة والرواية والفلسفة وعلم الاجتماع، موضحا أن كتاباته تتسم بالاحتفاء الشديد باللغة وولعه بتطويعها لما يحقق مضمونها الإبداعى.
كما قال الشاعر أسامة الحبشى، إنه يشرفه الحضور بين هذه المقامات الكبيرة، موضحا أن الخراط أستاذ التجريب بلا شك فى الرواية المصرية وربما العربية ككل، مشيرا إلى أنه كتب رسالة مختصرة لـ "إدوار الخراط" قائلا "تسقط نجمة ولا تسقط السماء ويجف النهر ولا تجف حياته، ووحدك تطارد غيمة بحرف، وحدك رأيت مخائيل حزنيا، يبكى فى حجر رامة ولا تسعفه إلا بحبها والحب أيضا وحدة لا شفاء منها".
ومن جانبه قال الدكتور أنور مغيث، إنه اعتبر إدوار الخراط زعيم الأدباء المتمردين، هذا بالإضافة إلى أنه الأب الروحى لكل الأدباء الذين يملأون الساحة الآن، مشيرا إلى أنه لا يرى "الخراط" أديباً مبدعاً فقط، بل يراه ناقداً مهما أيضا.
كما قدم الدكتور حسام نايل بحثا ودراسة شاملة عن الكاتب إدوار الخراط، حيث إنه سرد مقدمة طويلة عن الكتاب، وتناول مجموعة من العناصر الأساسية والتى منها "ميخائيل ورامة: الشهوانية المستحيلة، الفاتن المدوخ فى الحياة الآخرة، والفاتن المدوخ فى الحياة الدنيا".
وأوضح الناقد حسين حمودة، أن فى كتابات الخراط ارتقى بمرتبة التساؤل واحتفى به احتفاء اليقين نفسه، مشيرا إلى أنه وضع الروح والهواجس الإنسانية والحب والحلم فى التواصل مع الكون الممتد.
واستعرض الكاتب شعبان يوسف، أنه كان يلتقى دائما بالراحل إدوار الخراط، مشيراً إلى أن أعمال الخراط سوف تحتاج لسنوات طويلة لإدراكها، وإدراك الإبداع الذى كان يمارسه منذ سنوات الأربعينات، مضيفا أنه دخل المعتقل كواحد من ممارسى الحركة الشيوعية، حيث إنه كان مخلصا للفكرة فى كل كتاباته.
من جانبها قالت الكاتبة غادة الحلوانى، إن برحيل إدوار الخراط فقدت الحركة الثقافية إنسانا مميزاً، مشيرة إلى أنها تعلمت من الكاتب الراحل تقافة التسامح، مضيفة أنه ترك زخيرة ومستودع لما حلم به وهو لا يزال فى مقتبل عمره، وهى الحرية والكرامة والفن والإبداع والتعددية والتنوع والتسماح.
موضوعات متعلقة
- "الأعلى للثقافة" يبدأ احتفالية إدوار الخراط بحضور تلاميذه ومحبيه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة