ولكن بالرغم مما حققته هذه الروايات من نجاح، غلب على طابع الكثير من أصحابها ومؤلفيها النظرة السوداء التشاؤمية فى العديد من أعمالهم، التى تجعلك تنزعج منها مما تبثه فى نفسك من آلام تشاؤمية موجعة.
وفيما يلى ننشر مجموعة من أشهر الكتاب والفلاسفة الذين اشتهروا بكتاباتهم التشاؤمية ووصف أدب البعض منهم بالسوداوية وغلبت على كتاباتهم ومؤلفاتهم القتامه والألم.
1ــفرانس كافكا:
يعد "كافكا" أحد أفضل أدباء الألمان فى فن الرواية والقصة القصيرة، إذا كانت الكتابة الشىء الوحيد التى تخفف معاناته وهى كانت كما يقول شكلاً من أشكال الصلاة.
كانت حياة الأديب الشهير مليئة بالحزن والمعاناة، الأمر الذى أثر على اتجاهاته وأسلوبه فى الكتابة، إذا لقب بأنه "رائد الكتابة الكابوسية" ووصف أدبه بالسوداوية، ولكن حظيت أعماله بتقدير المفكرين فى العالم العربى حيث تمكنوا من خلاله من الاقتراب من الحداثة الغربية.
وصل تشاؤم "كافكا" لحد أنه كتب فى رسائله إلى خطيبته فيليس، "سأبقى مُقيدًا إلى ذاتى إلى الأبد"، "أدركُ أننى مرئى وعلى قيد الحياة، فقط عندما أكبت قدر استطاعتى كل ما يتعلق بى"، "كلما عرف الآخرون عن معاناة المرء زادت معاناته، وإن لم تزد أصبحت أقل طهارة"، وكتب "عندما يكون الأطفال فى الجوار أفضّل أن أغمض عينى"، وكتب، وإلى صديقته ميلينا، "أنا قذر يا ميلينا، قذر بلا حدود، ولذلك أصرخ كثيرًا بشأن الطَّهارة، كيف من الممكن ألا تشعرين تجاهى بالخوف أو الاشمئزاز أو أى شىء آخر مشابه لذلك؟"
توفى "كافكا" وهو فى الأربعين من عمره وذلك بسبب مرضه الذى حرمه من الأكل حيث إنه مات جوعًا عام 1924.
2ــ فيودور دوستويفسكى:
صورة رقم "2"
كاتب روسى شهير كان لأعماله أثر عميق ودائم على أدب القرن العشرين، كما أنها أثرت بمعظم الفلاسفة والكتاب، فله العديد من الأعمال المميزة التى تركت بصمة وأثرا واضحاً فى ذاكرة قرائه، من أشهرها الجريمة والعقاب، الابله، الإخوة كارامازوف.
اشتهر "دوستويفسكى" بأنه كاتب قاس ومتشائم، إذا غلب عليه الأسلوب التشاؤمى فى معظم كتاباته، فتراه يتناول فى أعماله طبيعة الإنسان وميله إلى ارتكاب الجريمة، كما أن الشخصيات التى يقدمها فى أعماله تعيش أغلبها فى يأس أو تكون شخصيات كريهة اقوم بإزعاج من حولها وأولها القارئ نفسه.
3ــجان جاك روسو:
يعتبر "جان جاك روسو" واحداً من أشهر الفلاسفة الفرنسيين الذى يعد واحداً من أهم كتاب عصر التنوير وهى فترة من التاريخ الأوروبى امتدت من أواخر القرن السابع عشر حتى أواخر القرن الثامن عشر.
لـ"روسو" العديد من الأعمال المميزة التى أثرت فى التعليم والأدب والسياسة ولكن كان يغب عليها آثار الهزيمة النفسية والطابع المتشائم وكأنها تعكس محاولته التغلب على إحساس عميق بالنقص، فكان متشائم جداً من الحضارة وقسوتها، ما أثر ذلك على كتاباته بشكل لافت للنظر، ولكن فى النهاية تعتبر كتاباته من أهم الأسس التى قامت عليها الثورة الفرنسية بعد وفاته.
4ــ جاكومو ليوباردى:
يعد "جاكومو ليوباردى" واحدًا من أشهر الشعراء والفلاسفة الإيطاليين الذى غلبت على كتاباته ومؤلفاته القتامة والألم، فلقد تألم "ليوباردى" كثيراً وتشاءم كثيراً ويأس وخاب وعاش حياة هى "الأشد بؤساً" كما يقول شاعر ألمانى عرفه من قرب، فكان يقول "الإنسان هذا الكائن المحدود يمضى عمره ساعيًا إلى سعادة لا محدودة، وفى هذا السعى يكمن الألم، فالإنسان باطل، ولادته مأساة وموته مأساة والحبّ ليس إلا وهماً".
ومن أهم كتبه "المحاورات" وهو الكتاب الذى يعبر فيه عن فلسفته فى اليأس، حيث يؤكد أن الحياة تخلو من السعادة، وكتاب "الأغانى" الذى وضع فيه أتعس أشعاره، وما زاد تشاؤمه فى الحياة بسبب مرضه المبكر حيث أصبح اصما ونصف اعمى حتى أدركه الموت عام 1837م عن عمر يناهز 39 عامًا فقط.
5ــ أرتور شوبنهاور:
فيلسوف ألمانى تميز بكتاباته التشاؤمية، إذا يرى فى الحياة شراً مطلقاً، مليئة بالأسى والألم والعذاب ووجود الإنسان فيها لا يجدى سوى حدوث سلسلة من المصائب والنكبات، الأمر الذى أثر على كتاباته ومؤلفاته، فعاش فى عزلة وبقى وحيدًا فى غرفته معظم الوقت ما زاد من تشاؤمه حيث كانت حياته كما يقول تتأرجح كالبندول بين الألم والملل.
موضوعات متعلقة:
- 7 روايات تدخل القائمة القصيرة لـ"جائزة كتاب الطفل" الأمريكية 2016
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة