رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين فى حوار لـ"اليوم السابع": لبنان واحة الثقافة والحرب الأهلية أخرته قليلا.. وجيه فانوس: الكتاب الإلكترونى لم يؤثر على الورقى

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015 01:09 ص
رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين فى حوار لـ"اليوم السابع": لبنان واحة الثقافة والحرب الأهلية أخرته قليلا.. وجيه فانوس: الكتاب الإلكترونى لم يؤثر على الورقى وجيه فانوس، رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين
رسالة أبو ظبى ــ أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور وجيه فانوس، رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين: لطالما عرف العالم العربى لبنان واحة ثقافة منطلق الفكر والإبداع ومحطة عطاءات إذا كان فى الشعر أو النثر أو المسرح أو القصة أو الرواية وكل ذلك، كما عرف لبنان رائدا فى مجالات الضخ الأدبى والتنظير فيها، ولكن وكما يمر على العالم العربى اليوم من أقصاه إلى أقصاه، بدأت عواصف الرمل القاتلة بالمبرور على لبنان منذ أن بدأت أحداث الاقتتال الأهلى فيه من 1974، فانشغل الناس بتحصيل الرزق أو المحافظة على ما كان يحصلونه من رزق، أو حتى بقايا ما ظل بين أيديهم.

وأوضح الدكتور وجيه فانوس، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هذا كله أدى إلى تشتت فى بعض المجالات الثقافية وفى فعالية المثقف، لكن ظل المثقف فى لبنان حريصا على ما اعتاده الناس منه، وما اعتاد هو عليه من مهام الريادة والاستكشاف، وظلت الصحف الأدبية ودور النشر تصدر وتقدم.

وأضاف الدكتور وجيه فانوس،: لكن إذا نظرنا إلى الأفق العربية عامة، والتى أصيبت خلال السنوات العشرين الماضية، وما أصيب به من هزات سياسية واجتماعية واقتصادية وفكرية، لوجدنا أن الإنسان العربى بات مهموما بأمور كثيرة، كادت تطغى على البعد الثقافى، فى مرحلة تلزم ضرورة الثقافة للمحافظة على الوجود، والمحافظة على الرأس بين الأكتاف، ولم نعد فى كثير من المحطات فى مرحلة الإبداع الثقافى، ومن هنا تقلصت الساحات الثقافية.

وأشار الدكتور وجيه فانوس إلى أن دور النشر فى لبنان لم تتوقف عن العمل، والتأليف والعطاء والمعارض للكتاب ظلت قائمة ولكن يوجد بعض الانحدارات الطفيفة هنا وهناك، ورافق كل هذا الهجوم الكبير والطبيعى، الذى يقوم به مسائل التواصل الاجتماعى والإلكترونى التى طغت بشكل واضح على استخدام الكتاب الورقى، وبات الكتاب الإلكترونى هو محط أنظار وقبلة التوجهات، وبدأ الناشر فى أن يعتمد على الكتاب الورقى فى حيرة، وكذلك المؤلف الذى يعتمد على مردود الكتاب الورقى، لا من بعض مستلزمات حياته ليقدم الكتاب التالى، وهذا الصراع والتفاعل بين الكتاب الورقى والإلكترونى أثر على توجهات الثقافة.

ولفت إلى أن الثقافة التى تأتى عبر الكتاب الورقى تختلف فى نوعية متلقيها والساعى إليها والمتفاعل معها وموضوعاتها التى تغنى عن الكتابة الإلكترونية، فمعظم الذين يقبلون على الثقافة من ذلك الكتاب الإلكترونى هما من الشبان، أما الذين اعتادوا على الثقافة عبر الكتابة الورقى فهم حاليا من الكهول، الذين يعشقون راحة الحبر.

وأكد الدكتور وجيه فانوس أن اللبنانى بات يعيش حالة من التفاعل مع متطلبات الثقافة الورقية والإلكترونية، وهذا الأمر جميل ونحن ننظر إليه بإيجابية لأنه واقع وسنة حياة وتمدد للأجيال وتغير المفاهيم والمعتطيات والتجدد الدائم، وأمام هذا المثقف اللبنانى لم يقصر وخاض مجال النشر والتلقى الإلكترونى، كما خاض فى الخمسينيات والستينيات وما قبل ذلك من القرن العشرين مجالات النشر الورقى.

وحول نظريات الأدب وإبداعاته، قال الدكتور وجيه فانوس: تظل لبنان يشكل هذا الغرض من العالم العربى على مختلف سياسته وتوجهاته أفراده مع الغرب، فنعم نستورد كثيرا من النظريات وللأسف أثرت مما نبدع نحن نظريات، ولكننا ما زلنا فاعلين فى مجال نشر الثقافة.

وأوضح الدكتور وجيه فانوس أنه من الناحية الأكاديمية فما زالت الجامعات فى لبنان تعمل وما زالت الرسائل والأطروحات تقدم بغزارة شديدة، وهذا يبشر باستمرار الثقافة، رغم العذابات التى نحن فيها، ولكن يبقى السؤال ما نوعية هذه الثقافة، وإلى أى مدى هى ثقافة بناء وقادرة على تأمين غد مشرق أكثر فى مجالات الفكر والعطاء، ولا يمكن لأحد أن يجيب على تلك الأسئلة إلا بالاجتهادات ونترك للأيام المقبلة والزمن الآتى أن يحكم.

وحول أمانة الاتحاد الكتاب العرب الجديدة، قال الدكتور وجيه فانوس: نتمنى على الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، فى مرحلته الجديدة أن يكون أكثر حيوية وأكثر عطاء، وقدرة على التفاعل مع الواقع ولا يحبس ظل إجراءات بيروقراطية، وأن يتابع المشهد الأدبى الثقافى العربى كل دقيقة وخاصة أننا نمر الآن بمرحلة تطوير الثقافة العربية وهنا مهمة الاتحاد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة