نقلا عن العدد اليومى...
الشعب هو وحده الذى من حقه أن يسأل عن مستقبل أبنائه وهو الذى يدرك. والمثير أن الشعب أو المواطن العادى يمتلك ردا على أسئلة المستقبل بشكل يتجاوز أسئلة بعض المتفلسفين إلى بناء المستقبل.
وهناك بالفعل من يفرح لأى خطوة إيجابية تتحقق، وهناك من يسأل عن الإنجازات كطويلة المدى أم الإنجازات قصيرة المدى، بمعنى أن الأولوية هل هى للمشروعات التى تتم فى عامين أو ثلاثة أو خمسة، أم أن الناس تحتاج لأن نقدم لهم هدايا فورية من الطعام والشراب، المعادلة التى تقوم الآن أن الدولة تتعامل مع اليومى من أسعار ومواصلات، وأيضا من مشروعات حقيقية طويلة المدى. تطبيقا للحكمة العريقة علمنى الصيد ولا تعطنى سمكة، والمجتمعات التى قامت على «اليومى» تأخرت بينما التى قامت على البناء والتوسع والتصنيع مع التعليم والتدريب والرؤية الاستراتيجية هى التى حققت التقدم بناءً على تخطيط. وليس فى هذا مماطلة وتبرير وإنما هى الحقيقية التى يجب أن نواصل التفاعل معها، وهى أمور يدركها المواطنون أكثر من هؤلاء الذين تفرغوا للجرى فى المكان.
وليس أفضل فى التنمية من التوسع فى الإنتاج الزراعى، وبالنسبة لمصر الخروج من الوادى الضيق إلى متسع تنموى يضمن لنا مجتمعات كبرى نقول هذا بمناسبة الإعلان عن استصلاح 1.5 مليون فدان خلال سنتين التى افتتحها الرئيس والحقيقة أن الانتهاء من استصلاح هذه المساحات خلال عامين إنجاز يضاف لتراكمات تنموية خاصة أنها فى الفرافرة بالوادى الجديد أى إنها إضافة إلى الرقعة الزراعية التى كان القول دائما أنها محدودة وأننا لا نخرج من الوادى، لاحظوا أن هذه الأراضى سيتم ريها من الآبار الجوفية أى إنها لا تحتاج للسحب من رصيد النيل، وإن كانت تأخذ من رصيد الخزان الجوفى الذى نحتاج إلى تنميته والحفاظ عليه.
المعلن حتى الآن أن هذه الأراضى توفر 25 ألف فرصة عمل فى المرحلة الأولى والمشروع بالكامل سيوفر 75 ألف فرصة عمل ويوفر 3 آلاف فدان لمناطق صناعية. ويساهم فى إقامة مجتمعات متكاملة تحرص الدولة على أن تكون عشوائية، وبالتالى فنحن أمام وظائف تتجاوز الـ25 ألف، لأنها تفتح أبوابا للتسويق والزراعة والتصنيع والخدمات لإقامة مجتمعات واسعة تساهم بشكل استراتيجى فى إعادة توزيع السكان والخروج من الشريط الضيق فى وادى النيل. وهو تنفيذ عملى لمطالب متواصلة من سنوات، أن نغادر الوادى الضيق ونفتح مجتمعات وتسحب من التراكمات العشوائية التى تخنق الوادى وتفقده ميزاته وتحرم ملايين من العيش الكريم. وبالتالى فإن مشروع المليون فدان يخدم رؤية استراتيجية مستقبلية لإقامة مجتمعات متكاملة ترتبط بشبكة الطرق القومية. وتمتد لتمثل إضافة إلى تحركات أخرى فى سياق التمدد السكانى والمستقبلى.
موضوعات متعلقة...
- ابن الدولة يكتب: شجاعة فى مواجهة ملف حقوق الإنسان.. حق المواطن محفوظ سواء كان متهما أو محكوما عليه.. وملف الاختفاء القسرى يكشف الفرق بين المنظمات الجادة والمتاجِرة.. القصة واضحة وتحتاج إلى سرعة الرد
- ابن الدولة يكتب: عام جديد.. انظر أمامك فى أمل.. السياسة من الكلام إلى الفعل.. والديمقراطية ليست كلاما ولا نظريات لكنها تعامل يومى مع واقع معقد.. وحركة المحافظين تكشف كيف تتفاعل الدولة مع الشعب
- ابن الدولة يكتب: التعليم أكبر تحديات الحكومة والبرلمان.. لدينا 17 مليون أمى يفترض أن تنتهى أميتهم خلال سنتين.. لا يمكن بناء المستقبل دون مشروع قومى للتعليم.. ولماذا لا تقوم الأحزاب بدورها مع الدولة؟